التمرد الدرزي المدعوم من إسرائيل يستهدف النفوذ التركي في سوريا: خبراء يحذرون من لعبة جيوسياسية خطيرة

التمرد الدرزي المدعوم من إسرائيل يستهدف النفوذ التركي في سوريا: خبراء يحذرون من لعبة جيوسياسية خطيرة

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن الخبراء السياسيين والعسكريين أجمعوا على أن التمرد الدرزي الأخير في سوريا، والذي يحظى بدعم مباشر من إسرائيل، لا يستهدف فقط الداخل السوري، بل يسعى بشكل رئيسي لضرب النفوذ التركي المتصاعد في المنطقة.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فقد أشار الدكتور ليفينت إرسين أوراللي، الأستاذ المساعد في جامعة حاجي بايرام ولي، إلى أن الهجمات الأخيرة، وتحديداً قصف وزارة الدفاع السورية، تحمل رسائل جيوسياسية واضحة، تتجاوز الأهداف العسكرية التقليدية.

“الهجمات رسالة مباشرة ضد تمدد تركيا”
وقال أوراللي:

“تحوّلت تركيا إلى فاعل رئيسي في الساحة السورية من خلال شبكة علاقاتها القوية مع إدارة الشرع، ودبلوماسيتها الإنسانية، ووجودها العسكري، وشرعيتها الدولية.”

وأضاف أن نهج الرئيس أحمد الشرع في خلق توازن بين الطوائف (الدروز، والعلويين، والسنّة)، وتقديم إشارات إيجابية نحو تطبيع العلاقات مع الغرب، عزّز من مساحة النفوذ التركي في سوريا، وهو ما أدى إلى تعميق عزلة إسرائيل في المنطقة.

وأكد أن “توقيت الهجوم الإسرائيلي يتزامن مع مرحلة كانت تركيا فيها على وشك تعزيز دورها في إعادة إعمار سوريا، وهذا التوقيت ليس مصادفة بل محاولة لعرقلة الدور التركي.”

كما أشار إلى أن إسرائيل تتبع استراتيجية قائمة على تفكيك التوازنات الدينية والعرقية داخل سوريا، وتسعى لإبعاد الدروز عن النظام السوري وإضعاف إدارة الشرع من الداخل.

“تركيا أصبحت في قلب معادلة الصراع”
أوضح أوراللي أن الصراع في سوريا لم يعد يقتصر فقط على التوتر بين إيران وإسرائيل، بل أصبحت تركيا لاعباً مركزياً في هذه المعادلة.

تحذيرات من تحالف محتمل بين إسرائيل وPYD
من جهته، قال البروفيسور حسين باغجي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ)، إن حصر الأزمة في التمرد الدرزي يعد اختزالاً للواقع، مشيراً إلى احتمالية نشوء تحالف استراتيجي بين إسرائيل وميليشيا PYD (المرتبطة بـYPG) في الفترة المقبلة.

وأضاف باغجي:

“الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس السوري أحمد الشرع وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في آذار/مارس لم يُفعّل حتى الآن. وهناك تصريحات من صالح مسلم تشير إلى أن النظام إذا لم يقدّم تنازلات، فإن المواجهة قادمة.”

وأشار إلى أن سوريا تشهد تحولات اقتصادية سريعة، لكنها تعاني من فراغ سياسي وأمني، في ظل غياب جيش منظم، وانتشار الجماعات المسلحة، ما يجعل البلاد عرضة لانفجارات داخلية تصب في مصلحة إسرائيل.

وأكد أن “استمرار إسرائيل في هذه السياسة العدوانية مرهون بغياب موقف واضح من الولايات المتحدة”، وقال:

ما لم تقل واشنطن لإسرائيل (توقفي)، فلن تتوقف.

المصدر: تركيا عاجل