اكتشاف مذهل في القارة المتجمدة.. رسم خرائط لـ332 واديًا غامضًا تحت الماء بعمق يتجاوز 4 آلاف متر

اكتشاف مذهل في القارة المتجمدة.. رسم خرائط لـ332 واديًا غامضًا تحت الماء بعمق يتجاوز 4 آلاف متر
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن العلماء نجحوا في رسم خرائط لـ332 واديًا تحت الماء في القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا، بعضها يتجاوز عمقه 4 آلاف متر. ويُعتقد أن هذه الوديان تلعب دورًا بالغ الأهمية في دوران تيارات المحيط والتوازن المناخي العالمي، بينما يشكل عدم اكتشاف الكثير من هذه المناطق نقصًا خطيرًا في نماذج المناخ الحالية.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فقد نشرت مجلة Marine Geology نتائج الدراسة الجديدة التي ركزت على تضاريس قاع المحيط حول القارة القطبية الجنوبية، والتي تُعد أبرد قارات العالم وأكثرها احتواءً على الجليد. وكشفت الدراسة عن وجود مئات الوديان الضخمة المخبأة في قاع المحيط، والتي لم تكن معروفة من قبل.
عمق يتجاوز 4 آلاف متر
في تعليق له على الدراسة، قال البروفيسور دافيد أمبلاس من كلية علوم الأرض بجامعة برشلونة:
“بعض هذه الوديان التي قمنا بدراستها يصل عمقها إلى أكثر من 4 آلاف متر، وأكثرها إثارة تقع في شرق أنتاركتيكا. حيث نجد هناك أنظمة وديان معقدة ومتفرعة تبدأ من حافة الرف القاري وتهبط عبر منحدر حاد إلى قاع المحيط في قناة رئيسية واحدة”.
وأوضح أن هذه الوديان، التي تُشبه الوديان السطحية من حيث التشكّل، قد تكونت على مدى آلاف السنين بفعل تيارات رسوبية تُعرف باسم “تيارات تربيدية”، وهي تيارات محملة بالرواسب تتحرك بسرعة عالية وتقوم بنحت قاع البحر مشكلة هذه الأخاديد العميقة.
332 واديًا غامضًا
وأضاف أمبلاس أن هذه الوديان تُشبه تلك الموجودة في القطب الشمالي، إلا أن ودائع أنتاركتيكا أعمق وأكبر حجمًا، والسبب في ذلك يعود إلى التأثير طويل الأمد للكتل الجليدية التي تحمل كميات ضخمة من الرواسب وتدفعها نحو الرف القاري.
وتكمن الأهمية الكبرى لهذه الوديان في دورها المحوري بنقل المياه والمواد المغذية بين قاع المحيط العميق والرف القاري، ما يُضفي عليها بُعدًا بيئيًا وجيولوجيًا غير متوقع.
ووفقًا لمجلة Discover Magazine، فإن هذه الوديان تقوم بحركة تبادلية مدهشة: إذ تنقل المياه الباردة المتجمعة قرب الرفوف الجليدية إلى أعماق المحيط، وفي الوقت نفسه تسحب المياه الدافئة من المحيط نحو سواحل أنتاركتيكا، ما يساهم في الحفاظ على استقرار الأنهار الجليدية الداخلية. وتُعد هذه الدورة المزدوجة بالغة الأهمية لتوازن التيارات المحيطية والمناخ العالمي.
مناطق لم تُرسم بعد
وأشار الباحثون إلى أن هناك الكثير من الوديان التي لم يتم رسم خرائطها حتى الآن، وهو ما يعني أن نماذج المناخ الحالية لا تأخذ هذه القنوات الحيوية في الاعتبار، مما يُضعف من دقتها وقدرتها على التنبؤ.
ودعت الدراسة في ختامها إلى “مواصلة جمع بيانات عالية الدقة في المناطق التي لم تُرسم بعد، مع إجراء ملاحظات ميدانية وعن بُعد، والعمل على تحسين نماذج المناخ لتشمل هذه العمليات بشكل أدق وأكثر واقعية”.
المصدر: تركيا عاجل