انفراجة دبلوماسية تاريخية: سوريا الجديدة بين موسكو وباكو

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن العلاقات بين روسيا وسوريا بدأت تشهد ذوباناً للجليد بعد مرحلة ما بعد “النظام البائد”، وذلك عقب زيارة هي الأعلى مستوى إلى موسكو منذ الإطاحة ببشار الأسد. وذكرت مصادر أن روسيا تستعد لشطب عدد كبير من الشخصيات العسكرية والسياسية السورية من قوائم الإرهاب.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فقد أجرى وفد من الحكومة السورية الجديدة المعارضة للنظام السابق سلسلة من الاجتماعات الرسمية في موسكو، بدعم من روسيا، الحليف الأقوى لنظام بشار الأسد طيلة سنوات الحرب التي دامت 14 عاماً.

وأكدت مصادر أن وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيْباني سيتوجّه لاحقاً إلى أذربيجان، حيث من المتوقع أن يلتقي هناك بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في خطوة قد تُمهّد لأول اتصال مباشر بين الطرفين منذ التغيير في دمشق.

شطب شخصيات بارزة من قوائم الإرهاب

وقال رئيس منظمة الجرائم الدولية ومكافحة الإرهاب (KGT) التي تتخذ من موسكو مقراً لها، حسن أنس كرهان، إن روسيا تعمل على إزالة العديد من الشخصيات السورية من قوائم الإرهاب، من بينهم الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع وقادة عسكريون من التركمان. وأكد كرهان أن العمل على تحديث هذه القوائم بات في مراحله النهائية.

وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المحادثات أن الكرملين وجّه دعوة رسمية إلى الشرع للمشاركة في القمة الروسية-العربية المقرر عقدها في أكتوبر القادم، في إطار تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية.

انفراجة دبلوماسية تاريخية: سوريا الجديدة بين موسكو وباكو
انفراجة دبلوماسية تاريخية: سوريا الجديدة بين موسكو وباكو

إسرائيل، والانفصاليون في السويداء، والنهج المتوازن الجديد

وفي تصريحات صحفية، أشار كرهان إلى أن ما يحدث من احتلال إسرائيلي في مناطق الجولان ودرعا والقنيطرة وريف دمشق، إضافة إلى أنشطة الانفصاليين الدروز في السويداء، كلها تعكس تعقيد المشهد السوري. ووصف زيارة الوفد السوري الجديد إلى موسكو بأنها جزء من سياسة توازن جديدة تسعى دمشق إلى ترسيخها في علاقاتها الدولية.

وأضاف: “الكرملين تجنّب طرح مسألة الأسد خلال اللقاءات، ويريد بناء علاقات جيدة مع الحكومة الجديدة في سوريا خصوصاً في ملف إعادة الإعمار والاعتراف الدولي. كما أن روسيا تعمل على شطب شخصيات ومجموعات من قوائم الإرهاب لتسهيل هذا التحول، ونحن في المنظمة نُشارك بفعالية في هذا المسار”.

لقاء حاسم في باكو

بعد اختتام زيارة موسكو، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية السوري حسن شَيْباني بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة الأذربيجانية باكو. ووصفت مصادر هذه القمة بأنها خطوة محورية في تخفيف التوتر بين إسرائيل وسوريا، وقد تفتح الباب أمام حقبة جديدة في العلاقات بين الطرفين.

يُذكر أن الرئيس السوري الجديد أحمد شرع كان قد أجرى زيارة رسمية إلى أذربيجان في 12 يوليو/تموز الماضي، وأعقبها إعلان دعم قوي من باكو لدمشق، حيث وُقعت اتفاقيات استراتيجية، خاصة في مجال تزويد سوريا بالغاز الطبيعي.

المصدر: تركيا عاجل