هل اغتالت إسرائيل أبو عبيدة حقاً؟ الغموض يخيّم ونتنياهو يعترف

هل اغتالت إسرائيل أبو عبيدة حقاً؟ الغموض يخيّم ونتنياهو يعترف

لا تزال قضية استهداف أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، تثير جدلاً واسعاً وسط تضارب الأنباء بين المصادر الإسرائيلية والفلسطينية. وفي الوقت الذي تؤكد بعض وسائل الإعلام مقتله، يصرّ قادة الاحتلال على أن النتيجة النهائية للعملية لم تُعرف بعد.

اعتراف نتنياهو بالغموض

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أن جيشه نفّذ عملية مشتركة بين الشاباك والجيش استهدفت أبا عبيدة، لكنه أقرّ في تصريحاته قائلاً: “النتائج لم تتضح بعد، نأمل أن يكون قد قُتل”.
هذا التصريح كشف حجم الارتباك داخل المؤسسة الإسرائيلية التي تسعى لتحقيق إنجاز دعائي في ظل إخفاقاتها المستمرة في غزة.

إلى جانب ذلك، أعلن نتنياهو أن الكابنيت الإسرائيلي قرر المضي في خيار إنقاذ الأسرى عبر الحل العسكري، مشيراً إلى أن الجيش بدأ فعلياً بتنفيذ هذه الاستراتيجية وأن العمليات ستتواصل في المرحلة المقبلة.

رواية الإعلام العربي

على الجانب الآخر، نقلت قناة العربية عن مصدر فلسطيني أن أبا عبيدة قُتل بالفعل خلال استهداف شقة في شمال غزة، مؤكدة أن أفراد عائلته وعدداً من قادة القسام عاينوا جثته وتعرفوا عليها. ووفقاً للمصدر، فقد قُتل جميع من كانوا في المكان المستهدف.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فاكتفى بالقول عبر منصة “إكس” إن الطيران شنّ غارة على “هدف مركزي لحماس شمال مدينة غزة”، في حين زعمت وسائل إعلام عبرية أن الهدف كان أبا عبيدة وأن العملية “نُفذت بنسبة نجاح تصل إلى 95%”.

أبو عبيدة.. أيقونة المقاومة

أبو عبيدة يعدّ من أبرز رموز المقاومة الفلسطينية في العقدين الأخيرين، وقد ارتبطت صورته بالكوفية الحمراء وبياناته المصوّرة التي كانت تلهب الشارع الفلسطيني والعربي.

ورغم أن هويته الحقيقية بقيت طي الكتمان، إلا أن ظهوره الإعلامي المتكرر منذ عام 2006، مع إعلان عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، جعله شخصية بارزة في الوعي الجمعي الفلسطيني.
عاد اسمه بقوة مع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وظل منذ ذلك الوقت هدفاً معلناً للاحتلال الذي فشل مراراً في اغتياله خلال حروبه السابقة على غزة في أعوام 2008 و2012 و2014.

رسالة خالدة

في آخر خطاب له، وجّه أبو عبيدة رسالة مؤثرة قال فيها:
“قائد يرحل فيأتي قائد آخر، وجندي يُستبدل بعشرة جنود، أما الشهيد فيخلفه آلاف المقاومين. فهذه الأرض تُنبت المجاهدين كما تُنبت أشجار الزيتون.”