صحف إيطالية: “لا يمكن تخيل أوروبا من دون أردوغان”

صحيفة إيطالية: “لا يمكن تخيل أوروبا من دون أردوغان”

اعترفت صحيفة غازيتّينو الإيطالية بأن تركيا باتت لاعباً محورياً في الساحة الدولية، مؤكدة أن “لا الناتو ولا أوروبا يستطيعان قطع علاقاتهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان“.

تركيا في واجهة البريكس

الصحيفة الإيطالية البارزة أفردت مساحة واسعة لمشاركة تركيا في قمة البريكس، معتبرة أن هذا التوجه يمثل انعكاساً لطبيعة السياسة الخارجية التركية متعددة الأبعاد. وأكد رئيس تحريرها روبرتو بابيتي أن هذه المشاركة “قد تبدو مفاجئة للبعض، لكنها جزء من سياسة أنقرة الخارجية التي تقوم على التوازن والانفتاح على أكثر من محور”.

“أردوغان يعيد رسم موقع بلاده”

وأوضح بابيتي أن الرئيس أردوغان يسعى منذ سنوات إلى تثبيت موقع بلاده ضمن النظام الجيوسياسي الجديد، وقال:
“ما نشهده اليوم هو ثمرة سياسة طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز دور تركيا كقوة إقليمية فاعلة. تعددية الخيارات تمنح أنقرة القدرة على التحرك بمرونة على مختلف الطاولات الدولية.”

البريكس والناتو.. لا تعارض

شدد الكاتب على أن انضمام تركيا إلى قمة البريكس لا يتناقض مع عضويتها في حلف الناتو، إذ أن “البريكس تحالف اقتصادي وليس عسكرياً”. وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لتركيا بين الشرق والغرب يعزز من أهميتها، كما أن ثقلها داخل الناتو يجعلها لاعباً لا يمكن تجاوزه.

علاقات متعثرة مع أوروبا ودفع نحو الصين

ورأى بابيتي أن توجه أنقرة نحو البريكس له سببان رئيسيان: أولاً تباطؤ مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وثانياً تنامي الروابط الاقتصادية مع الصين. وضرب مثالاً على ذلك بالاتفاق الاستثماري الضخم مع شركة BYD الصينية، التي ستقيم مصنعاً في تركيا بحجم استثمار يصل إلى مليار دولار، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف سيارة كهربائية وهجينة سنوياً بحلول عام 2026.

“حليف مزعج لكنه لا غنى عنه”

ورغم وصفه لتركيا بأنها “حليف مزعج وغير متوقع في بعض الأحيان”، إلا أن بابيتي شدد على أن هذا لا يجعل منها دولة غير موثوقة. وقال:
“لا الناتو ولا أوروبا بإمكانهما الاستغناء عن علاقاتهما مع أردوغان. قطع هذه العلاقات يعني خسارة شريك استراتيجي ودفعه بشكل نهائي إلى أحضان الصين وروسيا.”

المصدر: تركيا عاجل