هل يصل سعر غرام الذهب إلى 6.500 ليرة؟ توقعات مثيرة للعام القادم

شهدت أسواق الذهب في تركيا والعالم مؤخرًا موجة ارتفاعات غير مسبوقة جعلت الأنظار تتجه نحو المعدن الأصفر، وخصوصًا من قبل أصحاب الديون بالذهب والمقبلين على الزواج والمستثمرين الذين يبحثون عن فرص آمنة. فقد قفز غرام الذهب في الأسواق الحرة إلى 4.803 ليرة تركية مسجلًا أعلى مستوى في تاريخ الجمهورية، بينما ارتفعت الأونصة عالميًا إلى 3.600 دولار.

هذا الارتفاع المتسارع فتح باب التساؤلات حول مستقبل الذهب في المرحلة القادمة، لاسيما مع اقتراب نهاية عام 2025. وهنا برزت تصريحات الخبير المالي المعروف إسلام ميش، الذي تحدث بإسهاب عن العوامل التي تقف وراء هذا الصعود الحاد، وطرح توقعاته للعام الحالي ولعام 2026 الذي وصفه بالعام المفصلي.

يرى ميش أن أسعار الذهب في الأمد القريب ستواصل محاولاتها لتسجيل أرقام قياسية جديدة، بينما ستشهد على المدى البعيد موجات صعود أكثر قوة. وأرجع ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

أولها التوترات الجيوسياسية المتمثلة في العقوبات الأميركية على روسيا، واستمرار الحرب الأوكرانية الروسية دون أفق للسلام.

ثانيها البيانات الاقتصادية الضعيفة التي تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن.

وثالثها سياسة البنك المركزي الأميركي (الفيدرالي)، الذي يُتوقع أن يقدم على خفضين للفائدة حتى نهاية 2025، وخمسة تخفيضات أخرى في عام 2026.

الأرقام وحدها تكفي لتوضيح حجم الارتفاع. فمنذ بداية 2025، ارتفع غرام الذهب من 3.050 ليرة إلى 4.803 ليرة، أي بزيادة بلغت 1.753 ليرة خلال ثمانية أشهر فقط. أما الأونصة، فقد قفزت من 2.623 دولار إلى 3.600 دولار، محققة زيادة قدرها 977 دولارًا في الفترة ذاتها.

وبالنسبة للتوقعات، يعتقد ميش أن سعر الغرام سيصل إلى 5.000 ليرة مع نهاية هذا العام، قبل أن يقفز في النصف الأول من 2026 إلى ما بين 6.000 و6.500 ليرة، بينما قد ترتفع الأونصة إلى ما بين 4000 و4250 دولارًا.

وفي تحذير مباشر، وجّه ميش رسالته إلى كل من لديه ديون بالذهب أو يخطط للزواج أو يسعى لشراء الذهب كاستثمار، داعيًا إياهم إلى الحذر الشديد في قراراتهم المالية، لأن عام 2026 قد يحمل موجة ارتفاعات جديدة وقوية.

أما عن احتمالية تراجع أسعار الذهب، فيرى ميش أن ذلك يتطلب ظروفًا شبه مستحيلة في الوقت الراهن، مثل عودة البنوك المركزية إلى رفع الفائدة، وانتهاء الحروب، وانخفاض التوترات الجيوسياسية، وتحسن الاقتصاد العالمي. وهو سيناريو لا يبدو قابلًا للتحقق بسهولة.

لكن النقطة الأبرز في حديثه كانت عن الاحتياطات الذهبية الأميركية والبريطانية، حيث أشار إلى أن أي طلبات مستقبلية من الدول لاسترداد ذهبها قد تفتح باب الشكوك حول قدرة الولايات المتحدة على تسليم كامل احتياطها البالغ نحو 8.133 طن. وفي حال تبيّن أن هذه الاحتياطات غير كافية، فإن أسعار الذهب ستشهد ارتفاعات حادة من جديد.

واختتم ميش تصريحاته بالتأكيد على أن الذهب سيبقى في موقعه كـ ملاذ آمن عالمي خلال السنوات المقبلة، مدعومًا بالتوترات السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب الإقبال المتزايد من البنوك المركزية على شراء المعدن الأصفر.