تركيا: مظاهرات في إسطنبول.. ماذا يحدث؟!

شهدت إسطنبول ليلة متوترة بعد دعوات أطلقها حزب الشعب الجمهوري (CHP) للتجمع أمام مقر رئاسة الحزب في المدينة، عقب قرار قضائي بعزل الإدارة وتعيين لجنة مؤقتة بديلة. الدعوات التي وُجهت للمواطنين عند الساعة 23:00، فجرت أزمة سياسية وأمنية تصدرت المشهد التركي.
تركيا: مظاهرات في إسطنبول.. ماذا يحدث؟!
وبحسب ما ترجمه “موقع تركيا عاجل”، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن محكمة إسطنبول المدنية رقم 45 أصدرت بتاريخ 2 سبتمبر 2025 قرارًا يقضي بإقالة رئيس حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول أوزغور تشيليك وأعضاء مجلسه من مهامهم بشكل مؤقت، وتعيين لجنة بديلة لإدارة شؤون الحزب في الولاية. هذا القرار أثار موجة غضب داخل صفوف الحزب، الذي دعا على الفور أنصاره للتجمع أمام المقر الرئيسي.
إلا أن السلطات تحركت سريعًا؛ حيث أعلنت ولاية إسطنبول حظر جميع أشكال المظاهرات والمسيرات والفعاليات حتى 10 سبتمبر في ست مناطق من المدينة. كما طوقت قوات الشرطة مقر الحزب وأغلقت الطرق المؤدية إليه.
تصريح وزير الداخلية
وزير الداخلية التركي علي يرليكيا أصدر بيانًا شديد اللهجة عقب الأحداث، قال فيه:
“إن تجاهل قرارات المحكمة، ومحاولة دفع الشعب إلى الشارع، هو تحدٍّ واضح للقانون. لا أحد فوق القانون، والدولة ستتصدى بحزم لأي محاولة غير قانونية. لن نسمح بالإضرار بالنظام العام أو بسلامة المواطنين عبر دعوات الشارع أو الاستفزازات.”
تصعيد من قادة الحزب
على الجانب الآخر، نشر الرئيس المقال أوزغور تشيليك صورة من مكتبه كتب عليها: “سندافع عن بيت شعبنا”. فيما خرج رئيس الحزب العام أوزغور أوزال بتصريحات نارية قال فيها:
“أدعو جميع أعضاء حزب الشعب الجمهوري إلى حماية بيت الأب في إسطنبول، بيت مصطفى كمال أتاتورك. إن الدفاع عن حزب الشعب الجمهوري هو دفاع عن الجمهورية. عار على من يفرض حصارًا بوليسيًا على بيتنا.”
كما وجه أوزال رسالة مباشرة إلى غورسيل تكين، الذي عُين بقرار المحكمة وصيًا على الحزب في إسطنبول، محذرًا:
“من يحاولون الجلوس على هذا الكرسي بيد قضاء حزب العدالة والتنمية يرتكبون خطأ تاريخيًا. تراجعوا عن هذه الخطوة، وتصرفوا بما يليق بأعضاء حزب مصطفى كمال. هذا آخر إنذار.”
مواقف وتصعيد في الشارع
والي إسطنبول داوود غُل اعتبر أن الدعوة لمثل هذه التجمعات “تشكل جريمة قانونية، ومن شأنها أن تضر بالسلم الاجتماعي”.
رغم ذلك، شهد محيط مقر الحزب اشتباكات محدودة بين الشرطة والمواطنين، فيما بدأ عدد من نساء الحزب اعتصامًا بالجلوس داخل المبنى، وشارك بعض سكان المنطقة باحتجاجات عبر الطرق على الأواني من شرفاتهم.
وبينما يزداد التوتر بين الحكومة وحزب الشعب الجمهوري، تبقى الأنظار شاخصة نحو الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كانت الأزمة ستتجه نحو مزيد من التصعيد السياسي والشعبي.
المصدر: تركيا عاجل