زلازل قوية توقف امتدادها قبل وصول إسطنبول

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن خبير الزلازل البروفيسور الدكتور عثمان بكتاش قدّم تفسيراً مثيراً للجدل حول سبب توقف بعض الزلازل الكبيرة في بحر مرمرة قبل أن تصل إلى مدينة إسطنبول، مشيراً إلى أن ما يُعرف بظاهرة “فَير زحف” (Creep – الفَير الزاحف) قد يكون هو العامل الحاسم في ذلك.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، أوضح بكتاش في منشور له عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هناك دلائل على وجود هذه الآلية في الصدع الرئيسي لبحر مرمرة، حيث تعمل على إيقاف امتداد تصدعات الزلازل ونقل الضغوط إلى أجزاء أخرى من الصدع.
زلازل تاريخية توقف امتدادها قبل إسطنبول
ذكّر بكتاش بالزلزال الكبير الذي وقع عام 1912 قبالة سواحل “شَركوي” وبلغت قوته 7.4 درجات، مشيراً إلى أن التصدع الناتج عنه توقف عند حوض مرمرة الأوسط، كما أشار أيضاً إلى زلزال سيلفري عام 2005 بقوة 6.2 درجات، والذي انتهى تصدعه عند سواحل تشَكمَجه.
وأكد أن الآلية المسؤولة عن منع هذه التصدعات من التمدد باتجاه إسطنبول قد تكون بالفعل ظاهرة الفَير الزاحف (Creep)، والتي تقوم بوقف حركة التصدع وتحويل الضغوط إلى مقاطع أخرى من الصدع.
هل ينطبق ذلك على الصدع الرئيسي لبحر مرمرة؟
بكتاش تطرق كذلك إلى زلزال إسطنبول التاريخي عام 1766، قائلاً إن مقطع الصدع في تلك المنطقة ربما ظلّ في حالة إغلاق حتى اليوم، ما يجعله مرشحاً لتراكم ضغوط مشابهة. وأضاف: “لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال نهائياً”.
كما أشار إلى أن صدع شمال الأناضول أظهر سلوكاً مشابهاً بعد زلزال دَستَك 1943 (M7.6) وزلزال غيرَده 1944 (M7.3)، حيث تحوّل من حالة الإغلاق إلى سلوك الزحف.
وفي ختام حديثه، شدد بكتاش على أن البيانات العلمية تؤكد وجود الزحف (Creep) في بعض أجزاء الصدع الرئيسي لبحر مرمرة، وهو ما قد يلعب دوراً في تخفيف قوة الزلازل أو وقف امتدادها مستقبلاً.
المصدر: تركيا عاجل