اكتشاف كوكب جديد أقدم من الأرض وسطحه مغطى بـ بحر هائل من الماغما الحارقة

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إنّ علماء الفلك أعلنوا عن اكتشاف كوكب جديد يوصف بأنه أقدم من الأرض، فيما يغطي سطحه بحرٌ هائل من الماغما الحارقة، ما أثار اهتماماً واسعاً في الأوساط العلمية حول العالم.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فإن الكوكب الجديد الذي يحمل اسم TOI-561 b يقع في إحدى أقدم مناطق مجرة درب التبانة، ويُعرَف بين العلماء باسم “كرة اللافا الرطبة” نظراً لكون سطحه مغطى بالماغما بينما يحيط به غلاف جوي كثيف مكوّن من بخار الصخور. ويعد هذا الكوكب أقدم من الشمس بنحو الضعف، ويدور حول نجمه بسرعة كبيرة جداً حيث لا تتجاوز مدة عامٍ واحد عليه 11 ساعة فقط، ما يجعله منقسماً بين نهار دائم على جهة وليلة لا تنتهي على الجهة الأخرى.
ورغم قربه الشديد من نجمه ودرجات الحرارة المرتفعة للغاية، فقد تمكن هذا الكوكب من الحفاظ على غلافه الجوي لمليارات السنين، وهو ما اعتبره العلماء مفاجأة كبيرة، إذ من المعتاد أن تفقد الكواكب الصغيرة القريبة من نجومها غلافها الجوي بسبب الإشعاعات القوية. غير أن البيانات الصادرة عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي أظهرت أن هذا الكوكب أبرد مما كان يُعتقد، وأن وجود طبقة سميكة من الغازات تساعده على تحقيق توازن حراري.
ويرى العلماء أن محيط الماغما الذي يغطي سطح الكوكب يعمل مثل “رئة”، حيث يطلق الغازات إلى الفضاء ثم يعيد امتصاصها مرة أخرى، وهو ما يساعد في بقاء الغلاف الجوي مستقراً عبر العصور. كما يتميز الكوكب بانخفاض نسبة الحديد فيه وغناه بالمعادن، ما يجعله بمثابة أحفورة كونية تعود إلى المراحل الأولى لنشأة الكون.
ويؤكد الباحثون أن اكتشاف هذا الكوكب لا يقتصر على كونه جرماً سماوياً جديداً فحسب، بل يشكل دليلاً مهماً على قدرة الكواكب الصخرية على البقاء في أقسى الظروف الممكنة، كما سيساهم في فهم تاريخ تكوّن الكواكب والنظام الشمسي وأسس نشأة الحياة في الكون.
المصدر: تركيا عاجل