يُشعر العضلات بأنها تعمل بجهد.. دواء سحري يجعلك تنسى الجيم وتحرق الدهون وأنت مستلق في المنزل
يُشعر العضلات بأنها تعمل بجهد.. دواء سحري يجعلك تنسى الجيم وتحرق الدهون وأنت مستلق في المنزل
تظهر النتائج بمدى جدوى هذا الأمر بشكل لا يصدق، وإذا توفرت دراسة جديدة يمكن القيام بها، فإن مستقبل ممارسة الرياضة يمكن أن يقتصر على تناول أقراص أو حقن دوائية والجلوس على الأريكة دون بذل أي جهد، وهذا وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية نقلاً عن مجلة Pharmacology and Experimental Therapeutics.
فريق من الباحثين في ولاية ميسوري وفلوريدا قام بتطوير حقنة ذكية تخدع الأنسجة العضلية وتجعلها تعتقد أنها تعمل بجهد أكبر مما هو عليه في الواقع، مما يعزز عملية التمثيل الغذائي. يستهدف هذا الدواء الجديد، الذي تم اختباره بنجاح حتى الآن على الفئران فقط، البروتينات الموجودة في الحمض النووي للجسم، والتي تلعب دورًا في تنشيط الجينات التي تسيطر على كيفية استخدام الجسم للطاقة. وهذا يمكن أن يسمح بحرق السعرات الحرارية بشكل فعال دون الحاجة إلى ممارسة أي نشاط رياضي.
وتبين أن وزن الفئران المختبرية التي تناولت الدواء لمدة شهر كان أقل بالمقارنة مع وزن الفئران التي لم يُعطَي لها الدواء، وذلك على الرغم من تناولهم نفس كمية الطعام. بالإضافة إلى ذلك، تميزت هذه الفئران بانخفاض مستوى الكوليسترول في دمهم وبقدرتهم على حرق المزيد من الدهون أثناء فترات الراحة.
العلاج التجريبي لا يزال في مراحله المبكرة، وهو يتطلب إجراء تجارب إضافية على الحيوانات ثم على البشر، وهذا العمل يحتمل أن يحتاج إلى سنوات قبل أن يصبح جاهزًا للاستخدام البشري.
هذا العلاج المبتكر المحتمل يُعرف باسم “محاكاة التمرين”، حيث يمكنه خداع العضلات للعمل بجهد أكبر على أنها تمارين رياضية. يُعرف الدواء الجديد باسم SLU-PP-332.
بالإضافة إلى القدرة على تقليل كتلة الدهون حتى عندما يتبع الفئران نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون، أظهرت الحقن أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على عدم زيادة وزن الفئران خلال فترة تجربة دستورها 28 يومًا، وساهم أيضًا في تثبيت مستويات السكر في الدم.
وقال الدكتور توماس بوريس، أستاذ الصيدلة في جامعة فلوريدا: “عند معالجة الفئران بالدواء، نلاحظ أن عملية التمثيل الغذائي للجسم بأكملها تتحول نحو استخدام الأحماض الدهنية بشكل كبير، وهذا يشبه إلى حد كبير العملية التي يخضع لها جسم الإنسان أثناء الصيام أو ممارسة الرياضة، وبعد ذلك يبدأ الحيوانات في فقدان الوزن.”
بالإضافة إلى مساعدة الفئران المعالجة بالعقاقير في الحفاظ على نسبة أقل من الدهون في الجسم، اكتشف الباحثون أن هناك انخفاضًا في نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية. وتُعتبر هذه الدهون الثلاثية نوعًا من الخلايا الدهنية التي تتداول في الدورة الدموية ويتم تخزينها عادة في أنسجة الدهون، والتي غالباً ما ترتبط بمشكلة السمنة.
وتعتبر زيادة الدهون في الكبد مؤشرًا على تراكم الدهون الزائدة في أنسجة الكبد، مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يؤثر على مئات الملايين حول العالم.
وقال الدكتور بوريس: “يُخبر هذا المركب [العقار المبتكر] العضلات الهيكلية بشكل أساسي بتنفيذ نفس التغييرات التي تحدث أثناء ممارسة تمارين التحمل”.
يعمل الدواء عبر تنشيط المستقبلات المرتبطة بالإستروجين، وهي تلك المستقبلات التي تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم استخدام الطاقة عبر تسلسل الحمض النووي. سبق لفريق الباحثين، الذين ينتمون إلى جامعات فلوريدا وواشنطن وسانت لويس، أن أظهروا في دراسة سابقة على الفئران أن الدواء الخاص بهم زاد من قدرة الفئران على التحمل. حيث تمكنت هذه الفئران من الركض لفترات أطول بنسب تصل إلى 70% مقارنة بالفئران التي تلقت العلاج الوهمي، وزادت قدرتها على التحمل بنسبة 45%.
من المقرر بعد نجاح الخطوة التالية الخاصة باختبار الحقن في المزيد من النماذج الحيوانية قبل الانتقال إلى البشر، أن يتم إعادة صياغة الدواء من أقراص قابلة للحقن إلى أقراص سهلة التناول، على الرغم من أنها مرحلة مستقبلية.