هل يغير خطاب نصر الله المرتقب معادلة الاحتواء في جنوب لبنان؟ | أخبار

ومن المتوقع أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة الجمعة المقبل في أول ظهور له منذ العدوان الإسرائيلي على غزة. فهل يأتي الخطاب بجديد ويعبر عن دعم واضح وملموس لحلفائه في محور المقاومة؟ في غضون ذلك، أعلن الحزب عن استهداف دبابة إسرائيلية بصاروخ موجه، ما أدى إلى تدميرها وسقوط قتلى وجرحى في طاقمها. كما أعلن عن استهداف عدة مواقع عسكرية للاحتلال قرب الحدود الجنوبية للبنان، معلناً “تسجيل إصابات مباشرة”. وردت المدفعية الإسرائيلية باستهداف الأطراف الشرقية لبلدة مركبا وأحراش بلدة يارون وأطراف بلدة مارون الراس، كما تعرضت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب لقصف مدفعي. عدد من القذائف الفسفورية، بحسب وكالة الإعلام اللبنانية. وكان جيش الاحتلال قد شن غارات جوية على منشآت ومواقع تابعة للحزب، ودمر أسلحة ومواقع وأماكن يستخدمها التنظيم. وتشهد الحدود في جنوب لبنان منذ 3 أسابيع توتراً وقصفاً متبادلاً بين الحزب والاحتلال. ويثير التصعيد عبر الحدود مخاوف في الغرب من أن يؤدي العدوان الإسرائيلي على غزة إلى امتداد الحرب إلى جنوب لبنان، فيما تحذر إسرائيل والقوى الغربية حزب الله من مغبة فتح جبهة جديدة. الحد من الخسائر قالت مصادر مطلعة للجزيرة إن حزب الله يسعى للحد من خسائره في المواجهات مع إسرائيل، حيث فقد حتى الآن نحو 50 مقاتلا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأرجعت المصادر ارتفاع عدد القتلى في الحزب إلى قصف الطائرات بدون طيار. ويعمل الحزب على الحد من خسائره، وفي هذه العملية كشف لأول مرة عن قدراته في مجال صواريخ أرض جو، وأعلن يوم الأحد الماضي أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار. وبينما لم يعلق جيش الاحتلال على إسقاط الطائرة من قبل الحزب، قالت إسرائيل إنها اعترضت السبت الماضي صاروخا أرض جو أطلق من لبنان على إحدى طائراتها المسيرة، وأنها ردت بقصف موقع الإطلاق. ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها حزب الله للحد من خسائره ومواجهة المسيرات الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود. وأضاف المصدر أن حزب الله أجرى “ترتيبات لتقليص عدد الشهداء”، دون الخوض في تفاصيل. وبحسب مصادر الوكالة، فإنه منذ معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، جاءت هجمات حزب الله بشكل لا يؤدي إلى التصعيد، حتى مع الإشارة إلى استعداده لحرب شاملة إذا لزم الأمر. وهو ما أكده رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بقوله إنه يرى أن الحزب «يدير هذه القضايا بعقلانية وحكمة، وظروف اللعبة لا تزال محدودة». قوة هائلة. فهل سيلجأ نصر الله في خطابه إلى التهديد باستخدام ترسانته العسكرية التي يقول إنه عززها من حرب 2006 وهدد إسرائيل أكثر من مرة، في إشارة إلى أن قواته تشكل تهديدا أقوى من ذي قبل؟ ويقول إن ترسانته تشمل الآن طائرات بدون طيار وصواريخ يمكنها ضرب جميع أنحاء إسرائيل. ورغم أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أطلقوا صواريخ من جنوب لبنان واقتحموا الحدود واشتبكوا مع جنود الاحتلال منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن الحزب لم يطلق صواريخ مثل الكاتيوشا وغيرها من الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى هناك. إلى عمق إسرائيل، وهي خطوة قد تؤدي إلى التصعيد. وبدلاً من ذلك، قصف مقاتلو حزب الله أهدافاً عبر الحدود مع إسرائيل، باستخدام أسلحة بما في ذلك صواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات. وعلى الرغم من نجاح هذه الأساليب في احتواء الصراع حتى الآن، فإن شن هذه الهجمات يتطلب أن يكون مقاتلو حزب الله على مقربة من الحدود، مما يجعلهم أكثر عرضة للجيش الإسرائيلي. ونقلت رويترز عن مصادر قولها إن بعض مقاتلي الحزب قللوا من خطورة الطائرات بدون طيار بعد سنوات من القتال في سوريا، حيث قاتلوا المتمردين ضد نظام بشار الأسد ولا يملكون المعدات التي يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلي. احتواء الصراع تظل الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله محصورة إلى حد كبير في شريط ضيق يبعد حوالي 3 إلى 4 كيلومترات عن الحدود. لكن مصادر أمنية لبنانية توضح أن القصف الإسرائيلي توسع في الأيام الأخيرة. وشكل مقتل نحو 50 من أعضاء الحزب صدمة لأنصاره، خاصة أن الاشتباكات كانت محدودة، فيما فقد الحزب 263 مقاتلا خلال حرب 2006 التي استمرت لمدة شهر. وفي ما يبدو أنه محاولة لرفع معنويات مناصري الحزب، نشر حزب الله الأسبوع الماضي رسالة مكتوبة بخط اليد من حسن نصر الله إلى وسائل الإعلام يحثهم فيها على وصف المقاتلين الذين يسقطون في هذه المعركة بعبارة “شهداء على طريق القدس” “.