وكالات أنباء غربية: إيران تقرر الانسحاب من سوريا وتسحب كبار ضباطها
وكالات أنباء غربية: إيران تقرر الانسحاب من سوريا وتسحب كبار ضباطها
مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط، أصبحت المنطقة مسرحًا لأحداث مثيرة خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت هجومًا مروعًا على إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في الأردن، وفي الوقت نفسه، تثير تقارير حول احتمال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا مجموعة من التساؤلات حول المستقبل الإستراتيجي للمنطقة.
في تطورات لافتة، قامت ميليشيا إيرانية في الشرق الأوسط بشن هجوم بواسطة طائرات بدون طيار على قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن، المعروفة باسم “كول 22”. الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة عدة أشخاص آخرين. وفقًا لتقرير CBS، فإن الهجوم كان غاية في الفاجعة حيث كان معظم الجنود في غرفهم في اللحظة التي تم فيها استهداف القاعدة.
وفيما يتعلق برد الولايات المتحدة على هذا الهجوم، أبدى الرئيس جو بايدن استعداده للتحدث حول الأحداث. وفي مواجهة سؤال حول ما إذا كانت إيران مسؤولة عن الهجوم، قال بايدن: “ألقي اللوم على أولئك الذين يزوِّدون السلاح للجهات التي تقوم بذلك”. كما أكد على عدم رغبته في التورط في صراع أوسع في المنطقة.
وكالات أنباء غربية: إيران تقرر الانسحاب من سوريا وتسحب كبار ضباطها
وسط هذه الأحداث المثيرة تأتي مفاجأة كبيرة من الشرق الأوسط حيث أعلنت إيران عن قرار بسحب قواتها من سوريا، وذلك وفقًا للأنباء العاجلة التي نقلتها وكالات الأنباء العالمية وهذا القرار يعكس تحولًا كبيرًا في الديناميات الإقليمية ويثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والتداعيات المحتملة.
وفي تصريحات لوكالات الأنباء، أكدت مصادر ايرانية أن ضباطًا على أعلى مستوى في حرس الثورة الإيراني تم استدعاؤهم، مما يشير إلى تغيير جوهري في الاستراتيجية الإيرانية في سوريا. تأتي هذه الخطوة بعد عقد من المعارك والخسائر التي تكبدها الجيش الإيراني في الهجمات الإسرائيلية، حيث فقدت إيران عددًا كبيرًا من جنودها وقادتها العسكريين.
بدأت إيران تلعب دورًا حيويًا في الصراع السوري منذ عام 2011، حيث كانت الحليف الأساسي للرئيس بشار الأسد. قامت قوات الحرس الثوري، خاصة قوة القدس، بالتحرك على الفور لدعم نظام الأسد بمجرد اندلاع الصراع. شارك الضباط الإيرانيون مباشرة في المعارك الدائرة في سوريا، بجانب الميليشيات المحلية.
ومع ذلك، منذ ديسمبر الماضي، تعرضت إيران لسلسلة من الهجمات القاسية في سوريا، حيث فقدت العديد من جنودها وقادتها العسكريين في هجمات إسرائيلية استهدفت بنية القيادة الإيرانية في المنطقة. كان أحد هذه الهجمات استهدافًا لمنزل الجنرال رازي موسوي، الذي قاد العمليات الإيرانية في سوريا لمدة 30 عامًا.
على الرغم من عدم الكشف عن عدد القوات التي ستنسحب، يشير الخبراء إلى أن إيران ستستمر في إدارة عملياتها في سوريا عن بُعد بمساعدة حزب الله. يأتي هذا القرار في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تتطلع إيران إلى تجنب تصاعد الوضع في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على القوات الإيرانية في سوريا قد تكون وراء قرار الانسحاب. وقد أكد مسؤول آخر على أن القرار جاء نتيجة لـ “انتهاكات المخابرات” التي تم اكتشافها من قبل الجيش السوري.
يبقى سؤال حيويًا حول كيف ستؤثر هذه الخطوة على التوازن الإقليمي ومستقبل الصراع في سوريا، حيث يترقب العالم تطورات المشهد السياسي والعسكري في الأيام القادمة.
الولايات المتحدة تخطط للانسحاب من سوريا
يأتي هذا بعد أن أفادت صحيفة “فورين بوليسي” بأن عملية “طوفان الأقصى” وتأثيراتها على الإقليم دفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعادة النظر في أولوياتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي مقالها، أشارت الصحيفة إلى تصاعد التوترات والأعمال القتالية في المنطقة بعد هجوم حماس ضد إسرائيل والرد الإسرائيلي في قطاع غزة في أكتوبر الماضي. ورأت أن مع تفاقم هذه الأزمة الإقليمية، يعد تحديد أولويات الإدارة الأمريكية في المنطقة أمرًا طبيعيًا.
وأوضحت الصحيفة أن هناك قلقًا كبيرًا من احتمال انسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا. ورغم عدم اتخاذ قرار نهائي بالمغادرة، إلا أن هناك مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية أكدت أن البيت الأبيض لم يعد مهتمًا بمواصلة مهمة يراها غير ضرورية، وتجري مناقشات داخلية لتحديد كيفية ومتى يمكن أن يحدث الانسحاب.
وأشارت “فورين بوليسي” إلى أن هذا الانسحاب قد يكون له تأثير كارثي على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وقد يشكل هدية لتنظيم “داعش”، حتى وإن كان ضعيفًا حاليًا، إلا أنه قد يستغل الفرصة للظهور من جديد في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن التدخل الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لهزيمة “داعش” كان ناجحًا، وتم تحرير آخر مناطق سوريا من سيطرته في عام 2019، وأن التهديد الإرهابي قل في العراق أيضًا.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع في سوريا يظل معقدًا، خاصة في ظل وجود القوات الأمريكية في شمال شرق البلاد، حيث تلعب دورًا في احتواء تمرد “داعش”، وشددت على أهمية الحفاظ على الوجود الأمريكي لضمان الاستقرار في المنطقة.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن الانسحاب المحتمل يجعل الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا، وأن هذا القرار قد تم قبوله باعتباره حتميًا، وذلك بناءً على التطورات الأخيرة والضغوط السياسية الداخلية والخارجية.
المصدر: ترجمة وتحرير موقع تركيا عاجل