قيمتها تقدر بملايين الدولارات.. اكتشاف أقدم خرزة عرفتها البشرية عمرها 12,940 عاما
قيمتها تقدر بملايين الدولارات.. اكتشاف أقدم خرزة عرفتها البشرية عمرها 12,940 عاما
استمرارًا لسلسلة الاكتشافات الأثرية المذهلة، اكتشف علماء الآثار خرزًا قديمًا بشكل أنبوبي مصنوعًا من عظم الأرنب في موقع لا بريل للماموث في وايومنغ، الولايات المتحدة. هذا الاكتشاف ليس فقط يمثل أقدم خرز معروف في نصف الكرة الغربي بل يلقي الضوء على جوانب مهمة من حياة الإنسان في العصور القديمة.
الحلي الشخصية: عنصر مؤشر على تعقيد الحضارة البشرية
إن إنتاج واستخدام الحلي الشخصية، والتي قد تشمل الخرز، تعد مؤشرًا هامًا على زيادة التعقيد الثقافي والاجتماعي للإنسان في العصور القديمة. فقد ظهرت أول مرة في العصر الحجري الأوسط في أفريقيا، وانتشر استخدامها لاحقًا في العصور اللاحقة في أوراسيا. وبالنظر إلى أهمية الحلي الشخصية في تحديد مستوى التطور الثقافي للمجتمعات البشرية، فإن الاكتشافات الجديدة تضيف طبقة جديدة من الفهم لعلماء الآثار.
الاكتشاف والتحليل الأثري
قام البروفيسور تود سوروفيل وزملاؤه من جامعة وايومنغ بدراسة الخرز الأنبوبي القديم الذي تم العثور عليه في موقع لا بريل للماموث. ورغم عدم وجود توثيق دقيق للخرز في سياقات الآثار الأولية في الأمريكتين، فإن وجود العديد من الأمثلة التي تم الإبلاغ عنها من المواقع الباليو إنديانية يشير إلى أن البشر الأولى الذين هاجروا إلى نصف الكرة الغربي كانوا يصنعون ويستخدمون الحلي الشخصية، بما في ذلك الخرز.
التحليل العلمي للخرز
تم فحص الخرز بدقة لتحديد مصدره وطبيعته. وقد تبين أن الخرز مصنوع إما من عظم الفخذي أو العظمة القريبة للأرنب. وقد تم تلميع وتنعيم الخرز بشكل كبير، وظهرت حفرتان عميقتان على السطح، مما يشير إلى عملية التصنيع بواسطة البشر.
دلالات الاكتشاف
يعد هذا الاكتشاف دليلا قويًا على استخدام الأرانب خلال فترة كلوفيس، والتي تمثل حقبة مهمة من ما قبل التاريخ في أمريكا الشمالية. كما أن وجود الخرز يشير إلى التفاعل الثقافي والتبادل الثقافي بين مختلف المجتمعات البشرية في تلك الفترة الزمنية.
التفاعل مع البيئة الطبيعية
من المثير للاهتمام أن يُعتقد أن الخرز قد يكون نتيجة لاستهلاك اللاحم والهضم وليس نتاج صنع بشري. ومع ذلك، فإن الحيوانات اللاحمة لم تكن شائعة في هذا الموقع، مما يثير تساؤلات حول كيفية حدوث هذا الاكتشاف.
النتائج والتوجهات المستقبلية
يمثل هذا الاكتشاف نقطة انطلاق مهمة للبحوث الأثرية في المنطقة، حيث يشير إلى أن هناك المزيد من الاكتشافات والدراسات الممكنة لفهم أعمق لحضارات الماضي في المنطقة.
يبرز اكتشاف الخرز القديم في موقع لا بريل للماموث أهمية فريدة في فهمنا لحضارات العصور القديمة. فهو يسلط الضوء على جوانب من حياة البشر القديمة التي كانت غائبة عنا من قبل، ويعزز فهمنا للتطور الثقافي للجنس البشري عبر العصور. ومع استمرار الأبحاث والاكتشافات، فإننا نتوقع أن نحظى بمزيد من الرؤى والتفاصيل حول حياة الإنسان القديمة في هذه المنطقة الفريدة من نوعها.