فاجعة في البحر المتوسط والقتلى والمفقودين بالعشرات

في مأساة تعكس واقع الهجرة غير النظامية ومحنة البشرية، تكررت الكوارث في البحر المتوسط في يوم واحد حيث غرق مركبان للمهاجرين، مما أدى إلى وفاة العديد وفقدان آخرين.

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التابعة للأمم المتحدة عن الحادث المأساوي الذي وقع في 10 أبريل، حيث غرق مركبان، وبحسب التقارير، فإن 24 شخصًا فارقوا الحياة و60 آخرين فُقدوا.

تفاصيل الحادث كشفت عن الواقع المرير لمن كانوا على متن المراكب؛ المركب الأول غرق قبالة جزيرة لامبيدوزا، حيث تم إنقاذ 22 شخصًا وانتشال 9 جثث، وما زال 15 آخرون في عداد المفقودين. أما المركب الثاني فغرق في وقت سابق من اليوم نفسه، وكان على متنه 45 شخصًا لم يتم العثور عليهم، باستثناء ناج واحد تم إنقاذه من قبل مركب مهاجرين آخر.

في تصريح للإعلام، أكد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في البحر المتوسط، فلافيو دي جياكومو، على الكارثة الإنسانية التي وقعت، مشيرًا إلى أن هذين الحادثين أسفرا عن خسائر فادحة.

تظهر الأرقام المقدمة من المنظمة الدولية للهجرة حجم الأزمة، حيث بلغ عدد المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في البحر المتوسط منذ بداية العام 413 شخصًا حتى تاريخ الحادث. وفي السياق نفسه، وصل 16,093 مهاجرًا إلى إيطاليا عبر البحر في نفس الفترة.

تقع وسط البحر المتوسط، بين إيطاليا ومالطا وليبيا وتونس، ضمن الطرق الرئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. ومع تزايد الوفيات والحوادث، تبقى السفن غالبًا محطة النجاة الوحيدة للمهاجرين، لكن عدم توفير “موانئ آمنة” يجعل المنظمات غير الحكومية في الاتحاد الأوروبي مسؤولة عن الإنقاذ والرعاية.

تعتبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الموقع الأول لوصول المهاجرين، مشهدًا شائعًا للكوارث، حيث يخاطرون بحياتهم في محاولة الوصول إلى الأمان والاستقرار.

تتواجه المنظمات غير الحكومية مع تحديات كبيرة في مسعاها لإنقاذ المهاجرين وتقديم المساعدة، خاصةً بعد التغييرات القانونية التي فرضتها إيطاليا وأوروبا مؤخرًا.

بينما تتجدد المأساة في البحر المتوسط، يبقى السؤال الأكثر حاجة إلى إجابة: كيف يمكن وضع حد لهذه الكوارث الإنسانية وحماية حياة المهاجرين الذين يبحثون عن بقعة آمنة على شواطئ أوروبا؟.