ما هي الفائدة الاقتصادية التي ستجنيها تركيا من تطبيع العلاقات مع النظام السوري؟
عند أي تحرك دولي سياسي لأي دولة في العالم تكون مصلحة الدولة السياسية أو الاقتصادية هي أهم ما يميز هذا التحرك.
وهذا ما ينطبق على تركيا أيضا، فعند الحديث عن عودة العلاقات بين تركيا وسوريا تتجه الأنظار مباشرة إلى النتائج أو المنافع التي ستتمخض عنها عودة العلاقات.
وبما أن الملف الاقتصادي هو أهم الملفات في تركيا الآن، فإن الحديث عن نتائج عودة العلاقات بين تركيا وسوريا من الجانب الاقتصادي هو الجدير بالحديث عنه.
وبذلك يجب أن نعلم ما هو أبرز دعم اقتصادي ستكتثبه تركيا من عودة العلاقات مع سوريا.
بحسب ما تناقلته وسائل إعلام عالمية، أن الطريق الدولي الذي يربط تركيا بسوريا عبر مناطق المعارضة هو المستهدف من عودة العلاقات بين تركيا وسوريا.
وهذا ما أكدته صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري، فقد نشرت صحيفة الوطن نقلا عن مصادرها عن قرب إعادة تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على طريق «M4» الدولي تمهيداً لوضع الطريق الدولي في الخدمة مع طريق غازي عنتاب إلى حدود الأردن.
تتأتي تصريحات الصحيفة كأمر واقع حتى قبل عودة العلاقات بين تركيا وسوريا، وبالرغم من اشتراط النظام السوري للحوار مع تركيا سحب قواتها وهذا الأمر لن يحصل بحسب تعليقات بعض المحليين.
كما أن وزير الدفاع التركي أكد ذلك عند قال أن تركيا مصرة على إنشاء مناطق أمنة من الإرهابيين بعمق 40 كم على حدود تركيا الجنوبية في سوريا والعراق أيضا.
ويرى مراقبون أن فتح الطريق الدولي سيتم الاتفاق عليه حتى وإن لم تتم عملية التطبييع مع النظام السوري، وذلك لأن الفائدة الاقتصادية ستعم على كل من تركيا وسوريا.
ومن جانب أخر فإن للروس ثقل كبير في هذا الصدد، الأمر الذي يجعل حصول هذا الاتفاق على فتح الطريق الدولي أمر شبه واقع.
أما من الناحية السياسية فلم تظهر ملامح عملية التطبيع بين تركيا وسوريا، ومع ذلك يرى مراقبون أن ذلك سيحدث دون إحداث توترات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لتجنب نشوب حرب جديدة.
أما بالنسبة للسوريين الذين يتواجدون في تركيا، فقد أكد مسؤولن بعد الحديث عن تطبيع العلاقات أن عودة السوريين إلى سورية ستبقى ذات طبيعة طوعية.