صعود مامداني المسلم الاشتراكي يهز السياسة الأمريكية ويغضب ترامب: تهديدات وترحيب في نيويورك

صعود مامداني المسلم الاشتراكي يهز السياسة الأمريكية ويغضب ترامب: تهديدات وترحيب في نيويورك

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن السياسي المسلم الاشتراكي ذو الأصول الهندية، زهران كوامي مامداني، أحدث زلزالاً في السياسة الأمريكية بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية لحزب الديمقراطيين لمنصب عمدة نيويورك، حيث أصبح هدفًا مباشرًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فإن مامداني الذي أثار جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة بسبب توجهاته الاشتراكية وإيمانه الإسلامي، وصفه ترامب بـ”المجنون الشيوعي” وهدده بالاعتقال والترحيل إذا فاز ومنع سياسات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وكتب ترامب عبر حسابه على تويتر: “كرئيس للولايات المتحدة، لن أسمح لهذا المجنون الشيوعي بتدمير نيويورك”.

يدافع مامداني عن سياسات مثل فرض سقف على الإيجارات لمواجهة أزمة السكن، وتقليص ميزانية الشرطة لصالح الخدمات الاجتماعية، وتحويل وسائل النقل العام إلى مجانية، ورعاية الأطفال من عمر 6 أشهر حتى 5 سنوات، وتأميم شركات الطاقة، ويرى أن وجود المليارديرات بالدولار غير مقبول.

ورد مامداني بحزم على تهديدات ترامب بالترحيل، مؤكداً أنه لم ينتهك أي قانون، وأن موقفه نابع من رفض سياسات وكالة الهجرة والجمارك (ICE) في نيويورك، قائلاً: “لن أسمح لـICE بإرهاب مدينتنا”، معتبراً أن التهديد موجَّه لكل سكان نيويورك، وأضاف: “لن نقبل بهذا الترهيب”.

بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية، ازدادت بشكل ملحوظ هجمات الكراهية والإسلاموفوبيا ضده عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم توجيه مئات التهديدات التي تضمنت تشبيهات ترشيحه بهجمات 11 سبتمبر. وأعلنت منظمة العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) تسجيل 127 حالة عنف وكراهية في أول 24 ساعة بعد الانتخابات.

كما تعرض مامداني لهجمات من شخصيات جمهورية متطرفة وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وصفوه بـ”داعم حماس” و”إرهابي”، فيما طالب بعضهم بإلغاء جنسيته وترحيله.

يُذكر أن مامداني يدعم بقوة نضال الشعب الفلسطيني، ووصَف هجمات إسرائيل على غزة بأنها “إبادة جماعية”، وطالب بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفي مقابلة سابقة، قال إنه في حال انتخابه عمدة، سيأمر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة، حيث صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.

صعود مامداني كشف الانقسام العميق داخل الحزب الديمقراطي، إذ يراه الجناح التقدمي، بقيادة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، كرمز جديد قادر على جذب الشباب والطبقة العاملة، في حين يخشى المعتدلون من مواقفه الحادة، خاصةً بشأن فلسطين وتهديده باعتقال نتنياهو.

ورغم فوزه، لم يعلن كبار قادة الحزب الديمقراطي في نيويورك دعمهم بعد، ومن بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جفريز، وحاكمة نيويورك كاثي هوشول.

نال مامداني تأييداً واسعاً بين المهاجرين والشباب والفئات ذات الدخل المحدود، ويُعتبر صعوده مؤشراً قوياً ليس فقط لساحة السياسة في نيويورك بل أيضاً للانتخابات الأمريكية القادمة، حيث تراقب دوائر البيت الأبيض وقيادات الحزب الديمقراطي تحركاته عن كثب.

المصدر: تركيا عاجل