اكتشاف أثري ضخم يعيد تشكيل تاريخ الأتراك!.. المدينة المفقودة “توغو باليق” تظهر إلى السطح

اكتشاف أثري ضخم يعيد تشكيل تاريخ الأتراك!.. المدينة المفقودة “توغو باليق” تظهر إلى السطح
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن الاكتشافات الأثرية المتواصلة في منغوليا تسلط الضوء على مدينة مفقودة تعود إلى العصور القديمة، يُعتقد أنها كانت مركزاً حضارياً لقبائل “الدوقز أوغوز” التركية. المدينة المعروفة باسم “توغو باليق”، والتي تم تحديد موقعها العام الماضي، قد تغيّر بشكل جذري ما هو معروف حتى الآن عن تاريخ الأتراك.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن أعمال الحفر تجري في وادي “طول” الواقع داخل الأراضي المنغولية، بمشاركة جامعة كاتب جلبي في إزمير، بالتعاون مع معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم المنغولية، وبدعم مباشر من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا). وتغطي الحفريات مساحة واسعة تصل إلى 100 كيلومتر مربع.
ويشارك في هذه الأعمال فريق مكوّن من 40 باحثاً متخصصاً، من بينهم علماء آثار، وخبراء في التاريخ والفنون والكتابات القديمة، إلى جانب مختصين في علم النبات. وتشير التحليلات الأولية إلى أن الموقع يضم بقايا مدينة “توغو باليق” التي ذُكرت في النقوش الأثرية الشهيرة مثل نقوش “بيلغة كاغان” و”كول تيغين”.
الموقع يكشف أسرار الاقتصاد والمعمار التركي القديم
وأكد البروفيسور شابان دوغان، منسق المشروع وعميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة كاتب جلبي، أن الهدف من المشروع هو فهم طبيعة الحياة الدينية والاقتصادية والمعمارية لدى الأتراك القدماء، مشيراً إلى أنهم توصلوا هذا العام إلى نتائج مذهلة.
ومن أبرز ما تم اكتشافه، بحسب الفريق البحثي، وجود ورش لصناعة الذهب والنحاس، إضافة إلى حفر تعدين قديمة، ما يؤكد أن اقتصاد المدينة كان قائماً بشكل رئيسي على التعدين.
وقال دوغان: “لدينا الآن دلائل قوية على أن المدينة كانت تعتمد على نشاط التعدين في اقتصادها، وسنواصل أعمالنا ضمن هذا الإطار. كما نقترب من الانتهاء من دراستنا المتعلقة ببقايا أحد القصور الملكية في المنطقة”.
التاريخ يُكتب من جديد في منغوليا
وفي تطور لافت، تم إنشاء مختبر ميداني داخل الوادي لتحليل القطع الأثرية، حيث يتم فحص كل المكتشفات التي قد تغيّر النظرة التقليدية لتاريخ الأتراك. ويشارك في المشروع علماء منغول أيضاً، مما يعزز من التعاون العلمي بين الجانبين.
ويُتوقع أن تسهم هذه الحفريات في كتابة فصل جديد ومهم من تاريخ الأتراك، يعود إلى القرن السابع الميلادي، ويعكس مدى تطورهم في مجالات عدة كالمعمار، والاقتصاد، والتنظيم المدني.
المصدر: تركيا عاجل