الرئيس أحمد الشرع: “الشعب الدرزي تحت حماية الدولة.. وأمن السويداء بات بيد القيادات المحلية”

الرئيس أحمد الشرع: “الشعب الدرزي تحت حماية الدولة.. وأمن السويداء بات بيد القيادات المحلية”
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن رئيس الحكومة السورية ، أحمد الشرع، ألقى خطابًا رسميًا إلى الشعب بعد تصاعد الاشتباكات في محافظة السويداء، وأكد خلاله أن أبناء الطائفة الدرزية تحت حماية الدولة بشكل مباشر، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن مسؤولية الأمن في السويداء نُقلت إلى القيادات المحلية وزعماء الطائفة الدرزية، تجنبًا لاندلاع حرب واسعة.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد أدلى الرئيس أحمد الشرع بتصريحات عبر التلفزيون الرسمي صباح اليوم، تطرق فيها إلى الاشتباكات الأخيرة في جنوب البلاد، مؤكدًا أن الشعب السوري دفع أثمانًا باهظة في سبيل نيل حريته وكرامته، وأنه اليوم يخوض معركة جديدة من أجل وحدة الوطن وصون كرامته.
وأضاف الشرع:
“الذين يهددوننا بالحرب عليهم أن يعلموا أننا لا نهرب من الساحات، لكن علينا أن نُعلي مصلحة شعبنا فوق الفوضى والدمار.”
وأوضح أن هذا التوجه كان السبب في قرار الدولة تسليم مهام الأمن في السويداء لبعض القوى المحلية وزعماء دينيين من الطائفة الدرزية، حفاظًا على الاستقرار العام.
“إسرائيل تستهدف استقرارنا منذ سقوط النظام السابق”
واتهم الشرع إسرائيل بالضلوع في تأجيج الوضع الداخلي في السويداء بهدف تفجير الاستقرار وإدخال البلاد في فوضى لا تنتهي، وقال:
“منذ سقوط النظام القديم، وإسرائيل تسعى لضرب استقرارنا. واليوم تحاول تحويل أرضنا إلى ساحة فوضى دائم، وتهدف إلى تقسيم الشعب وعرقلة جهودنا في إعادة البناء.”
“الدروز جزء أصيل من نسيج سوريا”
وأكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا لن تُقسَّم أبدًا، مشددًا على أن “الإخوة الدروز هم جزء لا يتجزأ من النسيج التاريخي السوري، وحقوقهم وحرياتهم مكفولة بالدستور، وهم تحت حماية الدولة.”
كما رفض الشرع محاولات بعض الجماعات المسلحة، التي تعمل تحت تأثير قوى خارجية، أن تتحدث باسم المجتمع الدرزي، وقال:
“نحن نتمسك بتعدديتنا، ولن نسمح لأحد بتمزيقها.”
“تسليم الأمن في السويداء قرار وطني استباقي”
وأشار إلى أن بعض الجماعات الخارجة عن القانون استمرت في التصعيد رغم جهود الدولة للحوار، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار استباقي يقضي بنقل إدارة الأمن في السويداء إلى القوى المحلية وزعامات الطائفة.
وأضاف:
“أدركنا أن القرار الأصح هو تسليم مسؤولية الأمن في السويداء إلى بعض القوى المحلية ومرجعية مشيخة العقل، وذلك إدراكًا لحجم التهديد الذي يواجه وحدتنا الوطنية، وتجنبًا للانجرار إلى حرب أهلية جديدة.”
“وساطة أمريكية وعربية وتركية جنّبتنا الكارثة”
ونوّه الشرع بأن القرار لا يُعد تراجعًا أمنيًا، بل يعزز المسؤولية المحلية ويقوي الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن بعض القوى الخارجية – وعلى رأسها إسرائيل – حاولت استغلال الفوضى، إلا أن جهود الوساطة من الولايات المتحدة والدول العربية وتركيا ساهمت في نزع فتيل انفجار كبير كان وشيكًا.
“الدولة للجميع والدروز شرف الوطن”
واختتم الرئيس أحمد الشرع خطابه برسالة طمأنة وأمل، قائلاً:
“الدولة هي بيت كل السوريين، ولن يُقصى أحد. كل من يرتكب جريمة سيُحاسب، لكن الطائفة الدرزية ليست مستهدفة، بل هي شرف الدولة وضمانة استقرارها.”
وأكد أن جميع أبناء الوطن سيساهمون في إعادة بناء سوريا على أساس العدالة والمساواة، وقال في ختام كلمته:
“وحدتنا هي سلاحنا، وعزيمتنا هي أساس نهوضنا. سننهض بهذه الأرض من جديد، بالشعب ولأجل الشعب.”
المصدر: تركيا عاجل