سوريا تعلن عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار: “تركيا جلبت الاستقرار، وإسرائيل زادت التوتر”

سوريا تعلن عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار: “تركيا جلبت الاستقرار، وإسرائيل زادت التوتر”
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن الرئيس السوري أحمد الشرع أعلن وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في جنوب البلاد، وذلك عقب اشتباكات دامية اندلعت بين قوات من عشائر بدوية ومسلحين دروز في محافظة السويداء. وامتدح الشرع جهود تركيا في تحقيق الاستقرار، بينما اتهم إسرائيل بتأجيج التوتر مجددًا في المنطقة.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فقد جاء الإعلان بعد مواجهات عنيفة دامت 48 ساعة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 321 شخصًا وإصابة المئات. وقالت الرئاسة السورية في بيان صدر بتاريخ 19 يوليو 2025:
“من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وضمان سلامة الشعب، ووقف إراقة الدماء، نعلن عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار.”
دعوة للالتزام التام بالهدنة
دعت الحكومة السورية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بالهدنة، ووقف الاشتباكات فورًا، وضمان حماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
كما شددت على أن قوات الأمن بدأت بالانتشار في عدة مناطق لضمان تنفيذ القرار وتأمين حياة وممتلكات المواطنين، محذّرة من أنها ستتخذ إجراءات صارمة بحق من ينتهك الهدنة، وستعتبر أي خرق لها اعتداءً مباشرًا على السيادة الوطنية.
الشرع: “إسرائيل دفعت البلاد نحو الفوضى”
وفي كلمة له، وصف الرئيس أحمد الشرع أحداث السويداء الأخيرة بأنها “نقطة تحول خطيرة”، مشيرًا إلى أن:
“القصف الإسرائيلي الذي استهدف مؤسسات في الجنوب وفي دمشق زاد من حدة التوتر وأدخل البلاد في حالة عدم استقرار. كما أن بعض الأطراف حاولت توجيه دفة السويداء بما يخدم مصالحها الخاصة.”
تركيا ساهمت في تخفيف التصعيد
وأشاد الشرع بالدعم الإقليمي، قائلًا:
“نشكر الدول العربية التي قدمت دعمًا فعّالًا في هذه المرحلة، وخصوصًا تركيا التي ساهمت في تقليل التوتر وتعزيز الاستقرار.”
إشادة بموقف العشائر ورفض للتعميم
كما أشاد الشرع بموقف عشائر السويداء، قائلًا:
“العشائر العربية لطالما ساندت الدولة وواجهت التحديات عبر التاريخ. نثمّن موقفهم البطولي وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام التام بوقف إطلاق النار.”
ورفض الشرع التعميمات السلبية بحق الطائفة الدرزية، مؤكدًا أن:
“المجتمع الدرزي الشريف لا يُحكم عليه بأفعال قلة قليلة. وأظهرت الأحداث أن غالبية سكان السويداء يقفون إلى جانب الدولة.”

نداء من الزعيم الروحي للدروز
من جانبه، وجّه الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، نداءً لجميع الأطراف لوقف العنف والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة، مؤكدًا أنهم “يمدون يدهم للجميع من أجل السلام”.
ما الذي حدث؟
في ساعات الصباح الأولى، حاولت قوات الأمن السورية دخول السويداء، إلا أن مجموعات مسلحة اعترضت طريقها، ما اضطرها للانسحاب باتجاه محافظة درعا.
وبعد إعلان الهدنة، بدأت القوات الحكومية بالتمركز تدريجيًا في مناطق من محافظة السويداء.
وفي تطور سياسي لافت، أعلن السفير الأمريكي في تركيا ومبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، تم بموافقة كل من تركيا، الأردن، ودول الجوار الأخرى.
وأشار إلى أن كافة المكونات الإثنية في سوريا دُعيت إلى إلقاء السلاح والمشاركة في بناء سوريا موحدة جديدة.
لماذا دعمت إسرائيل الدروز؟
تاريخيًا، أقام الدروز علاقات مع الحركة الصهيونية حتى قبل تأسيس إسرائيل، وشارك بعضهم إلى جانب القوات الإسرائيلية خلال حرب 1948، كما يُفرض على الدروز داخل إسرائيل الخدمة الإلزامية في الجيش.
رغم ذلك، يشعر كثيرون من الدروز في إسرائيل بأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وقد شارك الآلاف منهم في احتجاجات ضد “قانون الدولة القومية اليهودية” عام 2018.
أما في سوريا، فقد تدخلت إسرائيل عسكريًا بعد اندلاع المواجهات في 13 يوليو، بذريعة حماية الأقلية الدرزية، عقب استيلاء مجموعات درزية مسلحة على مركبات تابعة لعشائر بدوية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد تعهدت مسبقًا بتقديم دعم سياسي وعسكري للدروز.
كما برزت انقسامات داخلية في صفوف الطائفة الدرزية بسوريا، حيث أعلن الشيخ يوسف الجربوع رفضه التام لأي تدخل خارجي، بينما طالب الزعيم الديني حكمت الهجري – المعروف بقربه من إسرائيل – بتدخل أمريكي وإسرائيلي مباشر في الأحداث.
المصدر: تركيا عاجل