تحذّير: المراوح قد تضر أكثر مما تنفع في موجات الحر الشديدة

تحذّير: المراوح قد تضر أكثر مما تنفع في موجات الحر الشديدة

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن دراسة علمية حديثة كشفت أن استخدام المراوح الكهربائية في ظل أجواء شديدة الحرارة والجفاف قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، خصوصاً لدى كبار السن، حيث يمكن أن تزيد من إجهاد القلب بدلاً من أن توفر تبريداً فعالاً.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، فقد أظهرت الدراسة أن المراوح رغم كونها وسيلة رخيصة للتبريد في الطقس الحار، إلا أن استخدامها في ظروف مناخية معينة قد يضر أكثر مما ينفع، خاصة لدى الأشخاص المتقدمين في السن. وقد شارك في الدراسة 58 شخصاً تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر (متوسط العمر 68)، من قبل باحثين من جامعات سيدني، موناش وأديلايد في أستراليا، ومعهد مونتريال للقلب في كندا.

تفاصيل الدراسة وأسلوبها

في إطار تجربة عشوائية، تم تعريض المشاركين لأربع حالات مختلفة من درجات الحرارة العالية تفصل بينها 72 ساعة على الأقل، وهي: استخدام مروحة فقط (بسرعة هواء تصل إلى 4 متر/ثانية)، ترطيب الجلد فقط، ترطيب الجلد مع استخدام المروحة، وأخيراً وضع بدون أي تدخل (كمجموعة ضابطة).

تم ترطيب الجلد عبر رش الماء الدافئ لمحاكاة التعرق الطبيعي، بينما وُضعت المروحة المنزلية على بعد متر واحد من الشخص. وتمت التجربة في غرفة مغلقة بدرجة حرارة 38 درجة مئوية ورطوبة نسبية 60%.

نتائج مفاجئة

أظهرت النتائج أن استخدام المروحة وحدها خفّض درجة حرارة الجسم الداخلية بمعدل 0.1 درجة مئوية فقط، أي بفائدة محدودة. ورغم شعور المشاركين براحة نسبية وزيادة في التعرق، إلا أن ذلك لم يمنع تراكم الحرارة داخل الجسم.

وعند الجمع بين المروحة وترطيب الجلد، لم يُلاحظ أي انخفاض في درجة حرارة الجسم، لكن المشاركين أفادوا بأنهم شعروا براحة أكبر، وهو ما فسّره الباحثون بأن الماء على الجلد قد يعيق عملية التبريد الطبيعية للجسم عبر التعرق.

أما ترطيب الجلد فقط، فلم يؤثر على درجة الحرارة الداخلية أيضاً، لكنه وفّر شعوراً بالراحة مقارنةً بالمجموعة التي لم تتلقَ أي تدخل.

النتائج تنقلب في الطقس الجاف والحار جداً

في المرحلة الثانية من الدراسة، والتي أُجريت بدرجة حرارة 45 مئوية ورطوبة 15% (أي ظروف شديدة الجفاف)، تم استبعاد الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، واكتفى الباحثون بإجراء الاختبارات على 31 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة.

في هذه الظروف، تسبب استخدام المروحة فقط بارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم بمقدار 0.3 درجة مئوية، أي أن المروحة زادت من حرارة الجسم بدلاً من تخفيضها عبر ضخ هواء ساخن عليه. كما أفاد المشاركون بأنهم شعروا بحرارة أعلى وراحة أقل.

الاستنتاج: المراوح ليست كافية وحدها

خلصت الدراسة إلى أن الرطوبة في الجو، بالإضافة إلى الحرارة، تلعب دوراً محورياً في تحديد فعالية المراوح. كما أن استخدام المروحة فقط لا يكفي للوقاية من الأخطار الصحية الناتجة عن موجات الحر، لا سيما لدى كبار السن أو من يعانون من أمراض القلب.

وقد أظهرت دراسات سابقة أجرتها جامعة سيدني ومعهد مونتريال للقلب أن ترطيب الجلد قد يخفف من تأثير المراوح السلبي في الأجواء الجافة، إلا أن الانخفاض في حرارة الجسم لم يكن ذا دلالة إحصائية كبيرة، ما يعني أن الراحة التي يشعر بها الشخص لا تنعكس بالضرورة على تحسّن صحي فعلي.

توصيات مهمة

يوصي الباحثون بضرورة اتخاذ تدابير أكثر فعالية، مثل توفير مراكز عامة للتبريد أو أنظمة إنذار حراري دقيقة، خاصةً لحماية كبار السن الذين لا يمتلكون أجهزة تكييف في منازلهم.

المصدر: تركيا عاجل