راتب المواطنة في تركيا: من يستفيد؟ وكيف تُحتسب الدفعات؟.. كل ما تريد معرفته هنا

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم إن الحكومة تستعد لتطبيق واحد من أهم مشاريع الدعم الاجتماعي في البلاد، وهو نظام راتب المواطنة، الذي بات حديث الشارع التركي خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد تسارع التحضيرات المرتبطة به واقتراب موعد إطلاقه التجريبي. ويُعتبر هذا النظام خطوة كبيرة نحو ضمان حدّ أدنى من الدخل لجميع الأسر ذات الدخل المحدود، ورفع مستوى المعيشة في المناطق التي تعاني ضعفاً في المشاركة بسوق العمل.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل فإن مشروع راتب المواطنة يأتي ضمن حزمة واسعة من الإصلاحات الاجتماعية التي تعمل عليها الحكومة التركية، ويستهدف الأسر التي يقل مجموع دخلها عن الحد الأدنى للأجور. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، ستبدأ المرحلة الأولى من التطبيق في عام 2026، على شكل مشروع تجريبي في ولاية أو ولايتين، قبل أن يتم تقييم النتائج وتوسيع النظام ليشمل عموم تركيا.

ما هو راتب المواطنة وكيف يعمل؟

يُعد راتب المواطنة نموذجاً جديداً من الدعم الذي ترغب الحكومة في اعتماده لضمان ألا تبقى أي أسرة في تركيا بدخل أقل من الحد الأدنى للأجور. ويأتي ضمن نظام دعم الأسرة المكمّل للدخل، حيث سيقوم الدولة بدفع فرق الدخل للأسر التي لا يصل دخلها الإجمالي إلى الحد الأدنى.

فعلى سبيل المثال، إذا كان مجموع دخل الأسرة أقل من الحد الأدنى للأجور، فإن الدولة ستتدخل لسد الفجوة المالية ودفع الفرق اللازم، بحيث يصل دخل الأسرة إلى المستوى المطلوب. وبهذا يهدف النظام إلى توفير حدّ أدنى من الأمان الاقتصادي، وتعزيز مستوى المعيشة والاستقرار الاجتماعي.

من سيستفيد من راتب المواطنة؟

تشير المعلومات إلى أن النظام يستهدف بشكل خاص الأسر التي لا يشارك أي فرد منها في سوق العمل، أو تلك التي يعمل أفرادها لكن دخلها الإجمالي يبقى دون الحد الأدنى للأجور. وسيتم تحديد مقدار الدعم وفقاً لوضع كل أسرة على حدة، بما يضمن عدالتها ووصولها إلى المستحقين الفعليين.

ويُتوقع أن تشمل الاستفادة ملايين المواطنين في المناطق التي تعاني نسب بطالة مرتفعة أو انخفاض الاستقرار المالي للأسر، خاصة في جنوب شرق وشرق تركيا، إضافة إلى الأحياء الفقيرة في المدن الكبرى.

إلى متى سيستمر الدعم؟

لن يكون راتب المواطنة دعماً مؤقتاً أو محدوداً بفترة زمنية قصيرة، بل سيستمر حتى بدء أحد أفراد الأسرة بالعمل والانضمام إلى سوق العمل. وبمجرد التحاق فرد واحد من الأسرة بوظيفة رسمية، سيتم إيقاف المدفوعات.

ورغم ذلك، لن يقتصر دور الدولة على تقديم الدعم المالي فقط، بل ستوفر أيضاً:

خدمات توجيه مهني،

دعم للعثور على فرص عمل،

برامج تدريب وتأهيل مهني للباحثين عن عمل.

وبذلك تسعى الحكومة إلى تعزيز الاعتماد على الذات مستقبلاً وتقليل الحاجة للدعم المالي المباشر.

متى سيبدأ التطبيق؟

سيُطبّق النظام بشكل تجريبي في عام 2026، تحت إشراف وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية ورئاسة الاستراتيجية والميزانية. وسيجري اختيار ولاية أو اثنتين كمناطق تجريبية، ليتم بعدها تقييم النتائج ووضع الخطة النهائية لتطبيقه في جميع الولايات التركية.

ويأتي هذا التحرك في إطار برنامج رئاسة الجمهورية لعام 2026، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة نظام المساعدات الاجتماعية في تركيا ليصبح أكثر تكاملاً وفعالية، وبما يضمن مشاركة أكبر في سوق العمل وعدم إبقاء أي فرد دون حدّ أدنى من الدخل.

هدف النظام: ضمان دخل لا يقل عن الحد الأدنى للأجور لكل أسرة

لا يُعد راتب المواطنة مشروعاً عادياً أو مجرد مساعدة مالية بسيطة، بل هو خطوة كبيرة نحو الحد من عدم المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية في تركيا. إذ يهدف النظام إلى إنشاء مظلة حماية اقتصادية شاملة تضمن حصول كل أسرة على مستوى معيشي لائق.

وتشير المصادر إلى أن الحكومة ترى في هذا النموذج فرصة لتقليل الفقر وتحسين توزيع الدخل في البلاد، مع تعزيز الاستقرار والرفاه الاجتماعي على المدى الطويل.

المصدر: تركيا عاجل