اتفاق أمريكي روسي خبيث لإنهاء الدور التركي في سوريا
اتفاق أمريكي روسي خبيث لإنهاء الدور التركي في سوريا
اتفاق أمريكي روسي خبيث لإنهاء الدور التركي في سوريا
جاء ذلك في حوار خاص لـ آدار برس، مع “م. محفوظ رشيد”، الكاتب والناشط السياسي المستقل، حول العمليات العسكرية للنظام وروسيا في إدلب، خطوات توحيد الصف الكردي وغيرهما.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
التطور السريع لتقدم قوات النظام السوري نحو إدلب يوحي بأن إدلب قد بيعت بإحدى الصفقات كما يقول البعض، كيف ترون هذا التقدم، وهل إدلب ستصبح تحت سلطة النظام السوري؟
“إدلب هي العنوان الأبرز في ما تسمى بمناطق خفض التصعيد المتفقة عليها الدول الضامنة في آستانا، وقد وضعت البنود المتعلقة بها قيد التنفيذ النهائي بعد مقتل قاسم سليماني الذي حدّ وشلّ الدور الايراني الممانع، واستغلال الرئيس بوتين الحدث بزيارة دمشق ثم أنقرة لاستكمال الصفقة مع تركيا واستعادة السيطرة بالتزامن مع إرسال تركيا لبعض مرتزقتها للقتال في ليبيا”.
هناك من يشير إلى احتمالية حدوث هزّة في التقارب الروسي التركي، خاصة بعد اعتراف أردوغان بفشل أكثر من عام ونصف من المحادثات التركية الروسية، هل هذا الاحتمال قائم، وهل إدلب هي من تحدد العلاقات التركية الروسية؟
“أعتقد أن روسيا وأمريكا تستثمران تركيا، كلٌ منها على طريقتها لتنفيذ أجنداتها الخاصة، والأهم هو الاتفاق الضمني على انهاء دورها المستفحل في الأزمة السورية، وكبح جماح توغلاتها واجتياحاتها العسكرية، وقد نجحتا إلى حد بعيد في جعلها على المنحى التراجعي الهابط سياسياً وعسكرياً، وأي رد فعل تركي مغامر والقيام بعمل أحادي مفاجئ لإعادة الاعتبار ستواجه القوات الأمريكية العائدة بقوة بعد انسحابها المؤقت”.
في شمال شرق سوريا هناك تطورات بطيئة كما يُلاحظ بالنسبة للتوافق الكردي الكردي، أو بالأحرى ليس هناك تطورات، كيف يمكن تسريع عملية التوافق برأيكم؟
“ترتيب البيت الكُردي وتوحيد خطابه مطلبٌ روسي وأمريكي بآن واحد، ولكن كل طرف يريده وفق معاييره ورؤاه بما يخدم أجنداته ومصالحه، لذلك نرى التباطؤ (التماطل) سيد الموقف بسبب تعارض أجندات جميع الأطراف المعنية، وتسريع المساعي لإنجاز التوافق الكُردي- الكُردي مرتبط بتوافقات الحل النهائي وبطبيعة وكيفية تطبيقه، وهذا لا يلغي أهمية المساعي الكُردية الذاتية لتوفير الارادة وتجاوز الخلافات البينية والأنانيات الحزبية والشخصية لإنجاز التوافق المطلوب”.
بين روسيا وأمريكا، من منهما برأيكم يمكن أن يضغط على النظام السوري لكي يقبل الحوار مع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا؟
“بحكم التعاون (التنسيق) القائم مع النظام تستطيع روسيا الضغط عليه لقبول أية مبادرة تطرحها مع الادارة الذاتية، وذلك بما يوافق اتفاقاتها مع تركيا وشروط تنفيذها من جهة، ومن جهة أخرى الحذر من التصادم مع الوجود الأمريكي على الأرض”.
هل يمكن أن تساعد تأثيرات قانون قيصر في الضغط على النظام السوري لتقديم بعض التنازلات وترك ذهنية ما قبل عام 2011 في الحوار مع الإدارة الذاتية؟
“من الملاحظ أن أمريكا تمتلك قرار الفصل في الوضع السوري بفضل تفوقها العسكري والاقتصادي مع حلفائها، وذلك بالضغط على جميع الأطراف بما فيه روسيا بموجب قانون “قيصر” لتحديد ملامح الحل النهائي وطبيعة وشكل سوريا الجديدة ما بعد الأزمة”.
بعد تورط تركيا في ليبيا، هل تتوقعون أن يقوم النظام التركي بعمليات عسكرية جديدة في شرق الفرات، خاصة أن الرئيس التركي ألمح إلى احتمالية توسيع العمليات العسكرية قبل أيام؟
“لا مستحيل في السياسة، فهي كالرمال المتحركة وفق الظروف والعوامل المتوفرة في كل لحظة، لذلك يحتمل قيام تركيا بعمليات عسكرية جديدة في مناطق أخرى، ولكن وبحسب بنود اتفاقياتها الثنائية مع كل من روسيا وتركيا سابقاً ولاحقاً، وبسبب تواجدهما العسكري المكثف والنشط في مناطق شمال وشرق سوريا، يستبعد ذلك لا سيما في ظل المستجدات الأخيرة لحالة الاضطراب وعدم الاستقرار في الجوار الاقليمي (لبنان، فلسطين، عراق)، إضافة إلى النزاع الدولي على غاز شرق المتوسط الذي سيغير الخارطتين الاقتصادية والسياسية في المنطقة والعالم”.