فضيحة كروية: سبعة لاعبين من جنسيات مختلفة يحملون جواز سفر سوري مزوّر كان مفتاح احترافهم .. تعرف عليهم
فضيحة كروية: سبعة لاعبين من جنسيات مختلفة يحملون جواز سفر سوري مزوّر كان مفتاح احترافهم
كشف تحقيق استقصائي عن قضايا فساد كروي في بعض دوريات بلدان شرق آسيا، لاسيما بلدان كوريا الجنوبيّة وتايلند، حيث يلجأ بعض اللاعبين الأجانب إلى تزوير جوازات سفر سوريّة واستخدامها.
ويأتي ذلك من أجل الالتفاف على قوانين اتحادات كرة القدم في هذه البلدان التي تعد الأكثر احترافية في آسيا بحسب موقع العربي الجديد.
وتبنى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في اجتماع عقده نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2008 مقترحاً باعتماد قانون اللاعبين المحترفين 3+1.
أي أنه يحق لكل نادٍ مشارك في البطولة الآسيوية ثلاثة لاعبين محترفين من خارج القارة الآسيوية ولاعب محترف إضافي على أن يكون من جنسية آسيوية.
الأمر الذي استغله لاعبون أجانب لتزوير جوازات سفر سورية من أجل جذب أنظار أندية تلك الدول، من بينهم سيرجينيو البرازيلي الذي يعد أحد أبرز نجوم وسط ميدان نادي غانغون الكوري الجنوبي.
وتعرض سيرجينيو للتحقيق والاستجواب من قبل قسم الشؤون الخارجية في الشرطة الوطنية الكورية بتهمة حيازة جواز سفر سوري مزور، حيث أن التحقيقات ما زالت جارية ولم يصدر أي حكم على اللاعب بعد.
[ads1]
سبعة لاعبين من جنسيات مختلفة يحملون جواز سفر سوري مزوّر!
يعدُّ سيرجينيو أحد سبعة لاعبين، من جنسيات البرازيل وفنزويلا وليبيريا، متورطين في استخدام جوازات سفر سورية مزورة ينشطون عبرها في الدوريات الشرق آسيوية.
ويأتي ذلك بعدما ضخت في السنوات الماضية شركات استثمارية أموالاً هائلة في الأندية التي تعتمد على نظام الخصخصة، ومنها نادي غانغون إف سي الذي لعب له سيرجيو باولو فيلهو المعروف اختصاراً بـ»سيرجينيو».
سيرجينيو دافع عن نفسه أمام الشرطة الكورية، وادعى بأن جوازه الذي حصل عليه مطلع عام 2013 وأنه غير مزور واستصدر قانونياً بناء على أصول جده سوري الأصل.
لكن من المؤكد أن ادعاء سيرجينيو ليس صحيحاً، إذ إن اللاعب ليس مقيداً في السجلات المدنيّة السورية أو سجلات إدارة الهجرة والجوازات ولم تصدر سوريا أو سفارتها أي جواز سفر يحمل هذا الاسم.
وذلك بحسب وثائق حصل عليها معد التحقيق من اللجنة الأولمبية السورية في سبتمبر/أيلول من عام 2017.
وبالرغم من استعمال سيرجينيو جواز سفر مزوراً في كوريا الجنوبية، إلا أنه لعب حتى مطلع يناير/كانون الثاني 2017 لثلاثة مواسم شارك فيها بـ 57 مباراة في الدوري الكوري الجنوبي، مسجلاً 4 أهداف.
ولا يزال سيرجينيو يمارس كرة القدم، إذ تواصل معد التحقيق مع ريكاردو ميرندا وكيل أعمال اللاعب البرازيلي عبر وكيل لاعبين يعمل في المنطقة العربية، وعرض عليه اللعب لأحد الأندية الآسيوية مستفيداً من جنسيته السورية.
وهو ما رفضه معللاً السبب أن اللاعب لم يعد يرغب في اللعب كآسيوي لمشكلة واجهها في جواز سفره.
وعقب مواجهته بأن جواز سفر اللاعب مزور، ادعى ميراندا أنه لا يملك أية صلة بسيرجينيو ولم يعد وكيل أعماله.
سيرجينيو كان قد شارك في الدوري الأوروبي مع نادي أومونيا نيقوسيا القبرصي ولعب في الدوري الإماراتي لصالح نادي اتحاد كلباء وما زالت أندية كثيرة تنظر إلى سجله الكروي الحافل ولا تعرف شيئاً عن سجله الجنائي.
[ads1]
الأمر ذاته جرى في حالة جوناتاس بيلوسو لاعب الشباب السعودي السابق والذي تحدث في مقابلة صحافية لموقع «آسيا سي أو» الكوري الجنوبي في 14 من فبراير/شباط عام 2016 أنه يعتبر نفسه برازيليا ويريد تمثيل البرازيل رغم أصوله السورية.
ويحمل جوناتاس جواز سفر سورياً برقم إصدار 002-15- L026167، وسبق أن لعب لنادي غوانغون الكوري في موسم 2015 وشارك موسم 2016 مع نادي العاصمة سيئول آي لاند إف سي Seoul E-Land FC.
ولا يزال قيده هو وسيرجينيو حتى اللحظة مسجلاً باعتبارهما لاعبين سوريين في الموقع الرسمي للدوري الكوري الجنوبي، لكن معد التحقيق حصل على نسخة من جواز سفر جوناتاس السوري.
وبعد التحقق من السلطات السورية المختصة أكد خطاب رسمي موثق من اللجنة الأولمبية السورية عدم صحته، فيما تجاهل اللاعب الرد على بريد إلكتروني رسمي أرسله معد التحقيق إليه في 21 مارس/آذار 2018.
الصحف التايلاندية تتغنى باللاعب السوري أندريس تونيز!
في نادي بويرام يونايتد التايلندي يلعب أندريس تونيز الفنزويلي الحاصل على الجنسية الإسبانية، وليس جديداً أن تتغنى الصحف بتألقه لموسمين متتاليين، بعد مساهماته مع ناديه في تحقيق اللقب بشكل ملفت.
لكن الجديد يتمثل في أن الفنزويلي أندريس أصبح السوري أندريس تونيز وبات لاعباً آسيوياً وضمن مكاناً له في النادي التايلندي، مستفيداً من قانون الاحتراف هناك في الدوري التايلندي 4+1.
وزعم بأنه حصل على جواز سفر سوري بزعم بقائه فترة من الزمن مع والده في سوريا، بحسب ما حمل الخبر الذي نشرته صحيفة بويرام تايمز التايلندية في الـ 7 من مارس/آذار 2016.
غيلسون آلفيس ومارسيلو تشافير السوريان!
في السابع من شهر أغسطس/آب من عام 2017، نشر وكيل أعمال لاعبين برازيلي فيديو ترويجياً على اليوتيوب للاعب برازيلي سوري يدعى غيلسون آلفيس.
واحتوى على مهارات المدافع آلفيس والذي لعب بالدوري التايلندي الممتاز موسم 2016 – 2017 مع نادي سوفان بوري إف سي Suphanburi FC التايلندي بحسب ما جاء في الفيديو الترويجي.
ويحمل غيلسون جواز سفر سورياً برقم إصدار 002-13-L099031 موقعاً من العقيد عبود الخضر رئيس فرع الهجرة والجوازات في دمشق.
وعبر تواصل معد التحقيق مع وكيل أعمال غيلسون آلفيس وهو محام برازيلي يدعى هيليو كامارغو بادعاء الرغبة في شراء اللاعب.
أكد وكيله أن غيلسون جاهز للعب كلاعب سوري في مصر أو الدوريات الآسيوية بعد أن حصل العام الفائت على الجنسية السورية، مستفيداً من قرار حكومي فتح باب التجنيس للمواطنين الأجانب.
لكن الوكيل البرازيلي يشير إلى أن غيلسون لا يستطيع اللعب للمنتخب السوري لأنه لم يكمل خمس سنوات من الحصول على الجنسية بعد!
ولدى مواجهته بأن اللاعب لم يحصل مطلقاً على الجنسية السورية ولم تصدر له أية وثيقة رسمية من سوريا أو إحدى سفاراتها.
ادعى أنه وقع ضحية لسماسرة من قلب النادي ورفض إعطاء أي وسيلة اتصال لأحد منهم.
واللافت أن الفيديو الذي يعرفه باعتباره لاعباً برازيلياً وسورياً وحمله معد التحقيق، تم حذفه من على اليوتيوب واستبداله بآخر يعرفه على أنه برازيلي فقط بعد ذلك الأمر.
ولم تدم رحلة غيلسون طويلاً لأن النادي التايلندي وجد ضالته مطلع يناير الماضي في مواطنه المدافع البرازيلي السوري مارسيلو تشافير.
والذي يحمل جواز سفر سورياً مزوراً أيضاً وفقاً لسجلات إدارة الهجرة والجوازات السورية في دمشق.
مارسيلو كان قد صرح في السادس عشر من شهر يونيو/حزيران من عام 2016 لموقع بورت إف سي سانبيت الرياضي التايلندي بأنه يجيد التحدث ببضع عبارات عربية.
وأنه سيكون جاهزاً للعب للمنتخب السوري في حال كان المنتخب الوطني السوري بحاجة له.
الجنسيّة السورية لم تقتصر على أميركا الجنوبيّة بل وصلت إلى ليبيريا!
في أقصى شمال تايلاند، وتحديداً في مدينة شيانغ يبرز هداف من طراز رفيع، لعبت أهدافه دوراً حاسماً في كثير من المباريات، ويعتبر الهدّاف الثاني لنادي تشانغراي يونايتد.
إنه رافاييل كويلهو لويز المحترف البرازيلي الذي يحمل جواز سفر سورياً مزوراً رقم إصدار 002-12-L035399 الموقع من العميد فواز نايف الأحمد رئيس فرع الجوازات والهجرة في دمشق.
كما يبدو أن هشاشة الرقابة على الجوازات السورية المزورة في الدوريات الشرق آسيوية لم تغرِ فقط لاعبي دول أميركا الجنوبية لاستغلال الحرب في سوريا من أجل استصدار جوازات سفر سورية مزورة.
بل فتحت الباب للاعب منتخب ليبيريا سيكو أوليش المحترف السابق لنادي سيسكا موسكو الروسي والذي شارك معه في دوري أبطال أوروبا.
ليحمل هو الآخر جواز سفر سورياً برقم إصدار 002-15-L054458، والذي سعى من خلاله للتعاقد مع ناديي الخور والغرافة القطريين وأندية شرق آسيوية.
وذلك بحسب ما أكد سعد الشمري نائب رئيس جهاز الكرة في نادي الغرافة والذي أكد أنه لم يكن مسؤولاً في تلك الفترة.
وبحسب ما علم من داخل النادي، فإن الصفقة لم تتم لشكوك في جواز سفر أوليش السوري.
الاتحاد الآسيوي لم يطبق قوانينه بحق عمليات التزوير!
من جانبه، رد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على استفسار لمعد التقرير في 10 سبتمبر/أيلول من عام 2017، حول العقوبة المترتبة على عملية استخدام الوثائق المزورة.
إنه وفقاً للمادة 61.1.3 من مدونة السلوك الأخلاقي والتأديبي، يعاقب اللاعب الذي يستخدم وثيقة مزورة بغرامة لا تقل عن خمسة آلاف دولار وإيقاف لستِّ مباريات على الأقل.
وكذلك وفقاً للمادة 61.2 يغرم النادي أو الرابطة المشتركة في المسؤولية عن الجريمة بغرامة لا تقل عن 10 آلاف دولار، ويتم استبعاده من التصفيات أو المنافسة.
لكن كل تلك القوانين ما زالت حبراً على ورق ولم تنفذ أي عقوبات بحق اللاعبين الذين رصدهم التحقيق في البلدان الشرق آسيوية، والتي يعتبرها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الواجهة الحضارية للاحتراف الآسيوي المنشود.
بضع مئات من الدولارات وتصبح سورياً!
على الرغم من أن الجواز السوري يُعد أغلى جواز سفر في العالم، وفقاً لموقع «PassportIndex»، إلا أنه يعد أيضاً الأسهل من ناحية تزويره.
وانتشرت خلال الأعوام القليلة الماضية، ظاهرة تزوير هذه الجوازات ويستخدمها أشخاص من عدة بلدان عربية وإفريقية من أجل الدخول إلى أوروبا بعد ادعائهم بأنهم لاجئون سوريون.
وقد نشرت العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يبدو أنهم من إفريقيا ويدعون بأنهم سوريون، وذلك من أجل قبول طلبات لجوئهم.
قضية انتحال الهوية أصبحت محورية بالنسبة للسوريين أنفسهم وبالنسبة للدول المستضيفة من جهة أخرى.
وقد تناولها المتحدث باسم الخارجية الألمانية في تصريح سابق، إذ أعلن أن حوالي ثلث طالبي اللجوء إلى ألمانيا ينتحلون الجنسية السورية.
وتقديرات الحكومة الألمانية هذه اعتمدت على المسؤولين المتواجدين على الأرض وخصوصا الشرطة الفيدرالية.
على طبيعة الحال، تتفشى ظاهرة الرشاوى والتزوير بشكل كبير داخل الحكومة السورية، منذ زمن بعيد.
وليس مستبعداً من أن يكون موظفون حكوميون قد قاموا فعلاً بخداع هؤلاء اللاعبين واستغلال جهلهم بالقوانين، وإيهامهم بأنهم حصلوا على الجنسية السورية.