توحد دولا عبر 3 قارات… اللغات التركية
عبر مجموعة من اللغات وثيقة الصلة، توحد “التركية” دولا في 3 قارات، من أوروبا الشرقية، ووسط وشمال آسيا، وفي البلقان إلى سور الصين العظيم، ومن وسط إيران إلى المحيط المتجمد الشمالي.
وعن ذلك، قال رئيس الأكاديمية التركية الدولية دارهان قديرالي، إن “التركية” تتكون من مجموعة لغات وثيقة الصلة تشكل عائلة واحدة ضمن مجموعة “اللغات الألتائية”، وبانتشارها عبر 3 قارات توحد دولا عديدة.
وتتوزع اللغات التركية على مساحات واسعة من أوروبا الشرقية ووسط وشمال آسيا، وتمتد مع بعض الانقطاعات، من البلقان إلى سور الصين العظيم، ومن وسط إيران إلى المحيط المتجمد الشمالي.
وفي حديث للأناضول، أضاف قديرالي، أن “اللغات التي ظهرت حتى يومنا هذا عبر القرون المختلفة، وحدت القارات ولم تتغير”.
وأوضح: “تقاليدنا وماضينا وتاريخنا وحكاياتنا وأفكارنا وأحلامنا وأغانينا الشعبية… كلها تعيش في اللغة التركية”.
وتابع: “لا فرق بين الأتراك الذين يعيشون في مرتفعات كازاخستان أو في منطقة الأناضول التركية”.
ولفت إلى أنه “حتى قصائد الشاعر الصوفي في القرن الثاني عشر أحمد يسوي، والشاعر الشعبي والصوفي التركي المعروف يونس إمره متشابهة للغاية”.
** وحدة الأبجدية
وقال قديرالي إن الأبجدية المشتركة تمكن الأشخاص الذين يعيشون في بلدان مختلفة من القراءة والفهم والتواصل بسهولة، مضيفا أن الأكاديمية التركية الدولية لديها مشاريع “رائعة” من هذا المنظور.
واستطرد: “هناك عمل رائع يجري حاليا في مجال دراسة اللغة، أعتقد أن أهم عنصر في دراساتها هو وحدة الأبجدية. هناك تطورات جيدة في هذا الشأن”.
وتابع: “كازاخستان على وشك التحول إلى الأبجدية اللاتينية، وهناك تطورات جيدة في أوزبكستان في هذا الاتجاه”.
ورغم حصولها على الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي عام 1991، استمرت كازاخستان منذ عام 1940 في استخدام الأبجدية السيريلية كباقي الدول السوفيتية السابقة.
لكنها قررت التحول إلى الأبجدية اللاتينية في عام 2017 بناءً على تعليمات من الرئيس آنذاك، نور سلطان نزارباييف.
تم تأسيس اللجنة الوطنية للأبجدية وبدأت الجهود للانتقال إلى الأبجدية الجديدة، ومنذ ذلك الحين، انتشرت كتابة أسماء المباني الحكومية والشوارع والمتاجر والصيدليات بالأبجدية اللاتينية.
ويرى قديرالي أن “وحدة الأبجدية ستؤدي إلى وحدة لغتنا والتي بدورها ستؤدي إلى وحدة الأفكار”.
** 3 عقود من الاستقلال
وبالإشارة إلى أن العام 2021 يصادف الذكرى الثلاثين لاستقلال الدول التركية المنضوية سابقا تحت الاتحاد السوفييتي، ذكر قديرالي أنه تم إنجاز “عمل جيد للغاية” خلال هذه العقود الثلاثة.
ولفت قديرالي إلى المشاريع الحكومية الدولية (مشاريع بين الحكومات)، مثل جامعة أحمد يسوي في كازاخستان، وجامعة ماناس القرغيزستانية التركية في قيرغيزستان.
وشاركت تركيا في تأسيس جامعة أحمد يسوي، في مدينة تركستان، جنوبي كازاخستان قبل نحو 30 عاما
فيما تأسست جامعة ماناس، في العاصمة القرغيزستانية بيشكيك عام 1995 بموجب اتفاقية وقعتها الحكومتان القيرغيزية والتركية.
ونوه قديرالي إلى أهمية “مشروع الطلاب” في أوائل التسعينيات، حيث تلقى قرابة 10 آلاف طالب من مختلف الدول التركية تعليمهم في تلك البلدان، و”ساهموا بشكل كبير” في تشكيل الوحدة.
** مسلسلات تركية
وتطرق قديرالي خلال حديثه أيضا إلى المسلسلات التركية، قائلا إنها أصبحت “مؤثرة جدا الآن” في الخارج، كما داخل تركيا.
وأضاف: “على سبيل المثال، المسلسلات التلفزيونية الذي تنتجها هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، مشهورة جدًا ليس فقط في العالم التركي ولكن أيضًا في القارة الأوراسية”.
وأشار إلى أنه لاحظ اهتماما كبيرا بالمسلسلات التلفزيونية التركية في باكستان والهند وماليزيا والدول العربية.
وأكد أن “هذه الأعمال مهمة لتوفير الوعي التاريخي المشترك”.
وأوضح: “منظماتنا الدولية تقدم حاليا مساهمة مهمة للغاية في هذا القطاع”.
واختتم قديرالي قائلا: “أعتقد أن منظماتنا الدولية (في العالم التركي) هي أفضل نتيجة ملموسة خلال 30 عامًا من التعاون بين تلك الدول”.