سجن صيدنايا العسكري .. “داخل الجحيم السوري” … تعرف على التفاصيل

سجن صيدنايا العسكري .. “داخل الجحيم السوري”

هناك آلاف الوثائق والشهادات عن سجون النظام السوري. مع ذلك، لم تدخلها أية منظمة حكومية أو غير حكومية، ولم يطأ أرضها صحفي واحد.

فهي أماكن مجهولة التي لا يعرف عنها العالم الخارجي شيئاً. فالأمر حقاً كما يقال “الداخل إليها مفقود والخارج مولود”.

ومن أشهر تلك السجون، سجن صيدنايا العسكري الواقع على مسافة قريبة شمال العاصمة دمشق.

هناك صور جوية للسجن، لكن ليس هناك صورة واحدة له حقيقية من الأرض. لا أحد يعرف “هندسته المعمارية” من الداخل، لأنه يفرض على جميع المعتقلين فيها ارتداء “طماشة” أو قطعة قماش تغطي العينين، عدا عن إجبارهم على إبقاء رؤوسهم مطأطئة ليلاً نهاراً.

ولفهم بعضاً من ظروف الاعتقال، قامت منظمة العفو الدولية مؤخراً برسم تصميم للسجن بناء على شهادات معتقلين سابقين فيه.

فقد قام فريق من منظمة العفو الدولية بمقابلة 80 ناجياً من سجن صيدنايا، وبفضلهم تمكنوا من تقدير حجم الزنزانات المنفردة بـ4 أمتار مربعة، كان يتكدس فيها 15 معتقلاً، في ظلام دامس.

عميان، لكن ليس طُرشاً:

ونشرت القناة الفرنسية، فرانس أنفو، أمس، تقريراً مصوراً عن مشروع منظمة العفو الدولية، ضمن برنامج “مراسل خاص”.

[ads2]

وسمحت روايات المعتقلين السابقين بناء على ذاكرتهم السمعية بوضع تخيل لعالم ذلك السجن. وقام مهندسو الصوت بإعادة تصميم الأصوات داخله بالاستناد إلى ذاكرة المعتقلين، لا سيما جلسات التعذيب والضرب، أو أصوات الأبواب والخطوات في الممرات.

وبعد عام ونصف من الدراسة والتحقيقات، تم وضع مجسم ثلاثي الأوضاع وصور تخيلية لداخل السجن، فصار بوسع العالم رؤية ما يخفيه النظام السوري خلف تلك الجدران.

من جانبها، نشرت قناة فرانس أنتر تقريراً بعنوان “داخل الجحيم السوري” جاء فيه إن السؤال الذي يبقى بدون جواب هو هل ستتم محاكمة بشار الأسد يوماً ما؟ اليوم يبدو هذا الأمر بعيداً. لكن هناك فريق عمل، في مكان ما في أوروبا غير معرَّف لأسباب أمنية وقد التقاه مراسل القناة. هذا الفريق استطاع اختراق النظام السوري وجمع وثائق رسمية تتعلق بالجيش والمخابرات، وفقاً للقناة الفرنسية.

وأضاف التقرير أن الفريق مستمر في عمله الدؤوب للأمانة التاريخية واحتراما لذكرى من قتلوا داخل تلك السجون.

دياب سرايا، الذي أمضى 5 أعوام في ذلك السجن، قال إنه شارك في المشروع على أمل أن يتم جلب رأس النظام السوري إلى المحاكم ليعاقب على جرائمه يوماً ما.