بصوت مزعج معلنة حلول الليل! من أين ولماذا تُصدر الصراصير صوتها ولماذا تختار الليل؟ ولماذا تعد وجبة مفضلة في بعض البلدان
بصوت مزعج معلنا حلول الليل! من أين تُصدر الصراصير صوتها ولماذا تختار الليل؟ ولماذا تعد وجبة مفضلة في بعض البلدان..
يتخذ صرصور الليل من النباتات غذاء له، فيقتات على أوراق وثمار وأزهار النباتات وبعض الأنواع تقتات على الحشرات الأخرى وبيضها، ويسكن صرصور الليل في الأشجار والأعشاب، والبعض يسكن في الكهوف والصخور أو تحت الأرض.
صرصور الليل من الحشرات المنتشرة حول العالم ما عدا المناطق الباردة، أي أنه لا يتواجد في المناطق الموجودة بعد خط عرض 55 شمال وجنوب الكرة الأرضية.
و صرصور الليل ليس جنسا واحدا ولكن يوجد منه أجناس كثيرة تختلف في أمور صغيرة، لكن على الرغم من ذلك فإن الهدف من الصوت واحدا باختلاف الأجناس.
وخلال فصل الصيف والربيع تكثر أصوات الحشرات التي تنشط بنمو النباتات الخضراء حيث تفضل العيش في الأشجار أو الأعشاب.
ومن أكثر أصوات الحشرات وضوحا وتميزا، صوت صرصور الليل، وفي الأغلب قد قضينا جميعنا الكثير من الليالي نستمع إلى صوته ونشعر بالانزعاج ونتساءل عن سبب صدوره، أو حتى أن البعض قد يكون اعتاد على هذا الصوت لكنه لا يعرف الحشرة المسؤولة عنه، لذلك في هذا المقال نخبرك ببعض المعلومات عن صوت صرصور الليل وسبب صدوره.
صوت صرصور الليل
صرصور الليل من الحشرات الصغيرة، له ست أرجل، وأجنحته شفافة لونها بني، وله قرنا استشعار طويلان، والصراصير عامة من أوائل الكائنات الموجودة على كوكب الأرض، وتصدر الأنثى رائحة معينة لجذب الذكر الذي يشمها عن طريق قرني الاستشعار.
وتستطيع الصراصير أن تعيش شهرا كاملا دون طعام، وتحفر الأنثى شق في الأرض وتدفن بيضها فيه حتى يكتمل نموه، ويعد الصرصور هو الكائن الوحيد الذي لا يوجد به أي بكتيريا أو ميكروب.
ويعتقد البعض أن صوت صرصور الليل ينتج عن طريق استخدامه لأرجله، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالصوت يصدر عن الأجنحة وليس عن الأرجل.
فالجزء السفلي من جناحي الصرصور مسنن مثل شكل السكين، والجزء العلوي مسطح مثل شكل ورق الحف، يقوم صرصور الليل بتحريك الجزء السفلي لأحد جناحيه على الجزء العلوي للجناح الآخر، ويستطيع تغيير نغمة الصوت عن طريق تغيير زاوية تحريك الأجنحة.
والجدير بالذكر أن ذكر صرصور الليل هو المسؤول عن الصوت المميز، أما الإناث فلا تصدرن تلك الأصوات.
ونتساءل الآن عن سبب إصدار صرصور الليل لهذا الصوت المميز، وتتنوع الأسباب بتنوع النغمات الصادرة عن صرصور الليل، فاختلاف تلك النغمات ليس عبثيا، وقد استطاع الباحثين اكتشاف أربعة معاني مختلفة لكل نغمة، فيما يلي توضيح لهدف كل منهم:
المغازلة
يصدر عن الذكر نغمتين مختلفتين حتى يجذب إناث جنسه، تكون النغمة الأولى مرتفعة ومتناسقة وليست حادة، وتكون ذلك لجذب الإناث من مسافات بعيدة، أما الثانية فتكون أكثر هدوءا وتناسقا وتستهدف الإناث من المسافات القريبة.
الدفاع
يصدر صرصور الليل نغمة حادة جدا وعدائية، ويكون ذلك من أجل إبعاد الذكور الأخرى عنه أو عن شريكته.
التعبير عن السعادة
يصدر صرصور الليل صوتا مميزا أيضا عند الانتهاء من الجماع، تكون نغمته مميزة ويطلقها لفترة قصيرة من الوقت تعبيرا عن سعادته ورضاه.
ونتيجة للأسباب السابقة، يصدر صوت صرصور الليل المميز خصوصا في الليالي الدافئة.
ويمكن التخلص من صرصور الليل عن طريق المبيدات الحشرية، وتوجد أنواع من المبيدات مخصصة للصراصير لضمان القضاء عليها، ويمكنك سد الشقوق والحفر الضيقة حتى لا تعيش بها الصراصير وتنظيفها للتخلص من البيض إن وجد.
أطباق على مائدة الكينيين
أصبحت صراصير الليل طعاما شهيا في “بوندو” أكبر مدن مقاطعة “سيايا” بولاية نيانزا الكينية. وكانت جامعة “جاراوموغي أوغينغا أودينغا” للعلوم والتكنولوجيا قد دربت أكثر من 500 مزارع على تربية صراصير الليل من أجل الغذاء.
ولطالما ارتبط تناول الحشرات في كينيا بالمحرومين، ولكن هذا التصور بدأ يتغير، وفي مناطق كثيرة من ولاية “نيانزا” أصبحت الصراصير طعاما وتعتبر غذاء خاصا.
وخارج أحد الفنادق يمكن رؤية لافتة ضخمة تدعو العملاء إلى تجربة “مانيانغافو أونغيري” الذي يترجم إلى “صراصير ليل خاصة”.
وفي هذا الصدد تقول المحاضرة في مركز الأمن الغذائي بالجامعة نفسها مونيكا أييكو إنه بمرور الوقت أقنع الباحثون العديد من المستهلكين بأنهم ليسوا مضطرين للجوء إلى الحشرات الصالحة للأكل كحل أخير لأنه ليس لديهم أي شيء للأكل.
وأضافت أييكو -وهي خبيرة اقتصاد استهلاكي- “أنت تأكل الحشرات باختيارك لأنها أسلوب طهي، وطعم جيد، وطبيعية، ومصدر غني للغاية بالمواد الغذائية”.
الحشرات صالحة للأكل
وأوضحت الباحثة أن الحشرات فقط غنية بالكربوهيدرات والبروتينات والمعادن والفيتامينات، ويمكن العثور على جميع المعادن والفيتامينات الضرورية للإنسان في الحشرات, لذلك يتجه المزيد من الأشخاص إلى تناول الحشرات الصالحة للأكل باختيارهم.
وأعربت عن اعتقادها بأن الصراصير يمكن استخدامها لمكافحة انعدام الأمن الغذائي في كينيا، مشيرة إلى أنها كانت تجري أبحاثها على الحشرات الصالحة للأكل منذ عام 2002، ودرست أنواعا مختلفة، من بينها النمل الأبيض، وذباب البحيرات، والجنادب والنمل الأسود.
واعتبرت أييكو أنه لإنقاذ العالم من انعدام الأمن الغذائي الحالي، لا بد من الانتقال إلى الصراصير والحشرات المغذية الأخرى، مشيرة إلى أن الحشرات الصالحة للأكل لها مستقبل.
يعتقد خبراء الأمن الغذائي في كينيا أن مرتبة البلاد في الأمن الغذائي بمثابة جرس إنذار للدولة الواقعة في شرق أفريقيا، والتي يعيش 41.6% من سكانها حاليا تحت خط الفقر العالمي.
الأمن الغذائي
ووفقا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2014، تأتي كينيا في المرتبة الـ80 من أصل 109 دول من حيث الأمن الغذائي.
ويعتقد خبراء الأمن الغذائي في كينيا أن هذا بمثابة جرس إنذار للدولة الواقعة في شرق أفريقيا، والتي يعيش 41.6% من سكانها حاليا تحت خط الفقر العالمي.
ووفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، تشير التقديرات إلى أنه بحلول العام 2050 سيتجاوز عدد سكان العالم حاجز الـ9.5 مليارات نسمة، ولذلك يرى معظم خبراء الأمن الغذائي أنه ينبغي استحداث أساليب جديدة والبدء في تطبيقها إذا كان العالم يريد توفير طعام لهذا العدد الهائل من السكان.
وتوقعت أييكو أنه إذا استأنف الباحثون العمل بالإيقاع الذي يعملون به حاليا، سيتجه المزيد والمزيد من الناس إلى الحشرات الصالحة للأكل.
واختتمت بالقول “نتحدث عن الأمن الغذائي لنحو 9 مليارات شخص عام 2050، والحشرات الصالحة للأكل ستحتل مكانة بارزة للغاية لأن العالم تنبه إلى هذا المصدر الغذائي”.