هل زراعة الشعر حرام؟ ماحكم زراعة الشعر في تركيا

تعتبر تركيا الدولة الأولى عالميا بالعلاج التجميلي في مجال زراعة الشعر، ويقصد تركيا الكثير من العرب الذين يشكل المسلمون أغلبهم.

وعند الحديث عن زراعة الشعر يأتي على الذهب مباشرة دولة تركيا، ثم يتوارد إلى الذهب مباشرة هل زراعة الشعر حرام؟ ماحكم زراعة الشعر في تركيا.

حكم زراعة الشعر

بحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، يعتبر مجال زراعة الشعر من المجالات الطبية الحديثة ولا يجود أحاديث أو آيات قرانية كثير يمكن الاعتماد عليها لمعرفة جواب هل زراعة الشعر حرام؟ ماحكم زراعة الشعر في تركيا.

ومع ذلك اجتهد العلماء في العصر الحديث بعد ظهور زراعة الشعر لتحديد إن كان حرام، أي أنه زراعة الشعر تغير خلق الله، أما أنه علاجي وليس فيه حرمانية.

وبعد بحث العديد من علماء المسلمين، اختلف العلماء المعاصرون على سؤال هل زراعة الشعر حرام؟ ماحكم زراعة الشعر بقولین:

القول الأول: زراعة الشعر ليس حرام (يجوز شرعا)

ومن أبرز من قال بهذا القول الشیخ محمد العثیمین – رحمه ﷲ -، وقال به كثیر من العلماء المعاصرین.

أدلة القول الأول

ما جاء فـي قصة الثلاثة من بني إسرائیل وفـیها أن رسول ﷲ صلى ﷲ علیه وسلم قال: (إن ثلاثة من بني إسرائیل أبرص وأقرع وأعمى أراد ﷲ أن یبتلیهم فبعث إلیهم ملكاً، فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إلیك؟ قال: شعر حسن ویذهب عني هذا الذي قذرني الناس قال: فمسحة فذهب عنه وأعطي شعرا حسناً…).
ووجه الدلالة: أن الملك مسح على هذا الأقرع فذهب عن قرعه وأعطي شعرًا حسناً.

فدل ذلك على أن السعي فـي إزالة هذا العیب واستنبات الشعر الحسن لا بأس به، إذ لو كان محرماً لما فعله الملك.

2. أن زرع الشعر لیس من باب تغییر خلق ﷲ أو طلب التجمل والحسن زیادة على ما خلق ﷲ ولكنه من باب ردّ ما خلق ﷲ عزّ وجلّ وإزالة العیب، وما كان كذلك فإن قواعد الشریعة لا تمنع منه.

3. أن الصلع والقرع یعتبر عیباً فـي الإنسان یجد من أصیب به الألم النفسي والازدراء من الناس، وفـي قصة الأبرص والأقرع والأعمى لما سئل الأقرع: أي شيء أحب إلیك؟ قال: شعر حسن، ویذهب عني هذا الذي قذرني الناس، وزراعة الشعر هي من باب علاج هذا العیب، وقد دلت الأدلة الكثیرة على جواز العلاج والتداوى من الأمراض والعیوب التي تقع للإنسان، قال النووي – رحمه اﷲ – فـي شرحه لحدیث ابن مسعود رضي ﷲ عنه (فـي لعن النبي صلى ﷲ علیه وسلم للواشمات والمستوشمات ….):

بعد عرض قولي العلماء فـي حكم زراعة الشعر وأدلتهم یظهر أن الراجح من القولین فـیها هو القول الأول وهو جواز زراعة الشعر لقوة ما استدل به أصحاب هذا القول.

وقد سُئل الشیخ محمد بن عثیمین رحمه ﷲ:

تتم زراعة شعر المصاب بالصلع، وذلك بأخذ شعر من خلف الرأس وزرعه في المكان المصاب، فهل یجوز ذلك؟ فأجاب:

“نعم یجوز؛ لأن هذا من باب ردّ ما خلق ﷲ عز وجل، ومن باب إزالة العیب، ولیس من باب التجمیل أو الزیادة على ما خلق ﷲ عز وجل

القول الثاني: زراعة الشعر حرام (لا يجوز شرعا)

وقال به بعض العلماء المعاصرین.

أدلة القول الثاني:

أن زراعة الشعر تدخل فـي الوصل المحرم شرعًا فتكون محرمة بأدلة تحریم الوصل.

لكن إذا نظرنا في مواصفات الوصل المحرم شرعًا نجد فوارق كثيرة بينه وبین زراعة الشعر.

وأبرزها ما يلي:

تكون الإضافة فـي الوصل من شخص (أو شيء) آخر.
أما فـي زراعة الشعر المضاف هو الشعر نفسه مع جزء من الجلد یحوي بصیلات الشعر، تُنقَل من مؤخرة الرأس إلى مقدّمتها أو إلى الموضع الذي یراد زراعة الشعر فـیه.

في الوصل، الشيء المضاف (الشعر أو غیره) یوصل ویُربط بالشعر الأول، ولهذا سُمّي وصلًا.
فالشعر الموصول یضاف ویُشد إلیه لیكثر بالإضافة، أما زراعة الشعر فإنها تختلف عن ذلك.

حيث أن الشعر المزروع یُغرس فـي فروة الرأس ــ أو فـي الموضع الذي یراد زراعته فـیه – مباشرة، ولیس بینه وبین الشعر الأول اتصال، إذ تكون الزراعة فـي منطقة خالیة أو شبه خالیة من الشعر (غالبًا).

الهدف من وصل الشعر: تكثیف الشعر الأصلي وتطویله وإظهاره كما لو كان غزیرًا.
لكنه لا ینمو ولا یزید فـي طوله وكثافته، لكن عند زراعة الشعر، تنشأ عن البصیلات المزروعة شعر جيد وتزید كثافته ویمكن قصه وحلقه.

العمليّة بالتالي إعادة لشعر الرأس ولیست مجرد إیحاء كاذب بكثافته كما فـي الوصل.

كثیرًا ما یُستعمل الوصل بالتزامن مع وجود الشعر، للتظاهر بطوله وجماله.
أما زراعة الشعر فلا تُجرى إلا لمن یعاني من الصلع أو عدم وجود شعر فـي مناطق معینة من الجسم وقد تجرى فـي حالة قلة كثافة الشعر وتباعده.

مما سبق یتبین أن زراعة الشعر تخالف وصله فـي المعنى والغایة.

وهذه الزراعة تضم زراعة الشعر بجمیع أنواعه فتشمل شعر الرأس – وهو الغالب -، وشعر اللحیة، وزراعة شعر الشارب، وزراعة شعر الحاجبین والأهداب وغیرها من مواضع الجسم.

حكم زراعة الشعر من أكثر من مجمع فقهي في العالم الإسلامي:

جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم (173) لعام (2007م) بشأن عمليات التجميل: “يجوز شرعًا إجراء الجراحة التجميلية الضرورية والحاجية التي يُقصد منها… إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها، مثل: زراعة الجلد وترقيعه… وزراعة الشعر حالة سقوطه خاصة للمرأة”.

وجاء أيضاً في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم (26) لعام (1988م): “يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه، مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها، وبشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود أو لإعادة شكله أو وظيفته المعهودة له، أو لإصلاح عيب أو إزالة دمامة تسبب للشخص أذىً نفسياً أو عضوياً”.

وفي هذا الشأن قد فصلت دار الإفتاء المصرية عملية زرع الشعر علي شقين الأول أن يكون من شعر المريض ذاته والأخرى من أن يكون من غيره، وقد جاءت مفصلة كالتالي:

الزرع من شعر نفس الشخص المنتفع: وحكمه الجواز؛ فالإنسان له أن يأخذ من نفسه لنفسه مقدمًا المصلحة الراجحة له، فمن ضُرب على وجهه بشيء من شأنه أن يقتل أو يكسر أو يشين فاتقاه بيده فله ذلك في كل الحالات، مع أن اليد سيصيبها ضرر، فإن كان الأمر كذلك فنزع الشعر من بعض الأماكن من الجسد لوضعها في مكان آخر من البدن جائزٌ أيضًا.
الزرع من شعر غير المنتفع: وهو جائزٌ أيضًا على قول من قال بجواز الانتفاع بشعر الآدمي، وهو مذهب محمد بن الحسن.

ماحكم زراعة الشعر في تركيا؟

في فتوى على موقع دينات التركي ورد أن زراعة الشعر ليس حرام في تركيا، لأن العملية علاجية تتم من نفس صاحب الشعر أن نقل الشعر من مكان إلى أخر من نفس جسم الشخص المعالج.

ويكون محرما عندما يتم نقل الشعر من شخص أخر، أو اجراء عمليات وصل للشعر من شعر انسان أخر.

المصدر: تركيا عاجل