ستنخفض واردات الطاقة في تركيا بنسبة 26.4 بالمئة هذا العام فما تأثير ذلك على سعر الدولار

خلال العشرين عامًا الماضية، حققت تركيا إنجازات كبيرة في مجال الطاقة. فقد بدأت في السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال منذ سنوات عديدة، وقامت بثورة في هذا المجال عندما أدركت أنه لا يمكن التخلص من التبعية الأجنبية في الطاقة بسفن الحفر والتنقيب الزلزالية المستأجرة.

وقد تم تضمين الخطوات نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة في الخطة المتوسطة الأجل التي تم الإعلان عنها أمس.

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في زيادة واردات تركيا من الطاقة

في حين تسببت العقوبات المفروضة على روسيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار السلع الأساسية العام الماضي، وصلت واردات تركيا من الطاقة إلى مستويات تاريخية بقيمة 96.5 مليار دولار.

وقد كان الانخفاض في واردات الطاقة بعد الاتجاه الهبوطي في أسعار السلع الأساسية فعالا في هذا التطور.

انخفاض الطلب أدى إلى انخفاض الأسعار

وانخفضت أسعار الطاقة هذا العام بشكل ملحوظ مقارنة بمستويات العام الماضي بسبب زيادة مخزونات الغاز في أوروبا وضعف الطلب في الصين.

وفي الفترة من يناير إلى يوليو، انخفضت واردات تركيا من الطاقة بنسبة 26.2 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وبلغت 41 مليار دولار.

ووفقا للتقديرات، ستنخفض واردات الطاقة إلى 71 مليار دولار بانخفاض 26.4 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وستكون 77.3 مليار دولار في 2024 و76.3 مليار دولار في 2025.

ومن المتوقع أن يبلغ المتوسط ​​السنوي لسعر خام برنت، الذي كان 100.8 دولار للبرميل العام الماضي، 82.3 دولارا في 2023، و86.7 دولارا في 2024، و85.9 دولارا في 2025.

تقليل الاعتماد على الطاقة الأجنبية

تضمنت الخطة المتوسطة الأجل أهدافًا تهدف إلى الحد من الاعتماد على الطاقة الأجنبية.

وبناءً على ذلك، سيتم تسريع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي وإنتاجهما في الداخل والخارج، وتقييم الحقول ذات الإمكانات.

كما سيتم أيضًا زيادة قدرات التخزين والتجديد لمنشآت تخزين الغاز الطبيعي. وسيتم زيادة القيمة المضافة للغاز الطبيعي المحلي من خلال إنشاء منشأة لإنتاج غاز صقاريا باستخدامه كمدخل.

51b81gff.jpg

سيتم إدراج محطة الطاقة النووية في محفظة إنتاج الطاقة الكهربائية

سيتم دعم دراسات البحث والتطوير للتطبيقات المحلية والمبتكرة في مجال التكنولوجيا النووية، وستتم تسريع المبادرات الخاصة بتكنولوجيا المفاعلات المعيارية الصغيرة لإنشاء قدرة إضافية لمحطات الطاقة النووية.

خلال فترة البرنامج، سيتم زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وستتم إدراج محطات الطاقة النووية في محفظة إنتاج الطاقة الكهربائية.

سيتم وضع لوائح لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة في المناطق الحرة القائمة والجديدة، والمناطق الصناعية المنظمة، لزيادة مساهمتها في الاقتصاد الأخضر والدائري.

سيستمر تطوير المشاريع باستخدام نموذج منطقة موارد الطاقة المتجددة، بما في ذلك استخدام المنتجات المحلية. كما سيتم تنفيذ وثيقة الإستراتيجية الجديدة لكفاءة الطاقة وخطة العمل الوطنية الثانية لكفاءة الطاقة.

توسيع سياسات التعدين المستدامة

من ناحية أخرى، سيتم استكشاف الموارد المعدنية وفقًا للمعايير الدولية وإدخالها في الاقتصاد، وسيتم نشر سياسات التعدين المستدامة في الاستكشاف والإنتاج.

وفي هذا السياق، سيتم زيادة أنشطة التنقيب والإنتاج والتخصيب للمعادن الاستراتيجية والحيوية المحددة في إطار مبادئ التعدين المسؤولة.

وسيتم تعريف أنشطة التنقيب عن المعادن على أنها أنشطة منفعة عامة في التشريع. كما سيتم إعداد لائحة أساسية جديدة من شأنها زيادة ضمان الاستثمار، حيث تتم مناقشة تشغيل المناجم بالتفصيل حسب أنواعها وصفاتها ومبادئ استدامتها.

وستستمر أنشطة البحث والتطوير في تطوير الفحم المحلي وتقنيات الفحم النظيف والحصول على منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية.

دعم استخدام السيارات الكهربائية المحلية

ركزت الخطة المتوسطة الأجل على المركبات الكهربائية، وتضمنت تطوير شبكة محطات شحن لتعزيز انتشارها، ودعم استخدام السيارات الكهربائية المحلية.

كما ركزت الخطة على زيادة القدرات والاستثمارات التكنولوجية في أنظمة الطاقة والنقل الجديدة، مثل تقنيات البطاريات ذات الكثافة العالية من الطاقة، والمركبات المتصلة، وأنظمة التنقل المستقلة، وأنظمة السكك الحديدية المتقاطعة.

بالإضافة إلى ذلك، شجعتها على الاستثمار في أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية والبطاريات ومنتجات التكنولوجيا الحيوية.

تأثير الخطة متوسطة المدى على سعر الدولار

انخفاض الواردات في تركيا له تأثير إيجابي على سعر الدولار. فعندما تنخفض الواردات، تقل الحاجة إلى الدولار لدفع ثمنها، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الدولار في السوق. وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار مقابل الليرة التركية.

وهناك عدة أسباب تؤدي إلى انخفاض الواردات في تركيا، منها:

ارتفاع أسعار الفائدة في تركيا، مما يجعل القروض أكثر تكلفة للشركات، وبالتالي تقل رغبتها في الاستيراد.

تشديد السياسة المالية في تركيا، مما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق الحكومي، وبالتالي تقل الحاجة إلى واردات السلع والخدمات الحكومية.

انخفاض الطلب المحلي في تركيا، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع المستوردة.

ومع ذلك، فإن تأثير انخفاض الواردات على سعر الدولار في تركيا محدود، حيث لا يزال هناك عوامل أخرى تؤثر على قيمة الدولار، مثل:

أسعار النفط الخام، التي تؤثر على قيمة الدولار لأنها سلعة أساسية يتم تداولها بالدولار.

أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، التي تؤثر على قيمة الدولار لأنها تحدد تكلفة القروض في الولايات المتحدة، وبالتالي تؤثر على الطلب على الدولار.

ووفقًا للخبراء الاقتصاديين، فإن استمرار انخفاض الواردات في تركيا قد يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة التركية بشكل أكبر، ولكن هذا الانخفاض سيكون محدودًا بسبب العوامل الأخرى التي تؤثر على قيمة الدولار.

المصدر: تركيا عاجل + وكالة الأناضول

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.