أعضاء أمنيون في السلطة الفلسطينية ينشقون بعد لقاء عباس بلينكن

تتصاعد الاضطرابات في الضفة الغربية بعد أن التقى وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس الفلسطيني في رام الله يوم الأحد بينما تواصل إسرائيل هجومها العسكري على غزة. وفي الوقت نفسه، أدى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى مقتل 14 فلسطينيا خلال الـ 48 ساعة الماضية.

يواصل الفلسطينيون الاحتجاج في مدن الضفة الغربية بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية 151 شخصًا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. (قسام معادي/TNA)

سيعلن العشرات من أفراد قوات الأمن الفلسطينية “العصيان” ما لم يعلن الرئيس الفلسطيني عباس “المواجهة الكاملة” مع إسرائيل، حسبما جاء في بيان نشرته مجموعة مزعومة تطلق على نفسها اسم “أبناء أبو جندل” عبر تطبيق “تليجرام” يوم الاثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني.

وادعت المجموعة المزعومة أنها تشكلت من رجال أمن فلسطينيين، وأطلقت على نفسها اسم يوسف ريحانة، الملقب بأبو جندل. وانضم ضابط أمن فلسطيني إلى المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين للاجئين خلال معركة جنين عام 2002 وقُتل بعد أن قاد المعركة.

وتنظم احتجاجات ليلية يومية في رام الله تضامنًا مع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
(قسام معادي/TNA)

وقال البيان: “لقد تحملنا لفترة طويلة جدًا الأوامر التي صدرت إلينا بينما كنا نتمزق كل يوم وكل دقيقة على مرأى من النساء والأطفال الذين يتمزقون إربًا (بسبب القصف الإسرائيلي)”.

وجاء في البيان: “نعلن أنه اعتبارا من اليوم تقع على عاتق القيادة الفلسطينية المسؤولية التاريخية بإعلان المواجهة الكاملة مع الاحتلال”. وأضاف: “إذا لم يعلن الرئيس أبو مازن (عباس) خلال 24 ساعة المواجهة الكاملة، وينأى بنفسه عن تصريحات المجرم بلينكن، فلن يكون لنا طاعة أو ولاء لأي جهاز أمني”.

وجاء هذا البيان بعد يوم من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رام الله يوم الأحد. وقالت مصادر فلسطينية إن عباس قال خلال الزيارة إن السلطة الفلسطينية لن تعود لإدارة قطاع غزة إلا في إطار “حل سياسي شامل” يشمل إقامة دولة فلسطينية.

وطرح عباس شروطه لتولي إدارته السلطة في غزة، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى رام الله. وبحسب المصادر، فإن بلينكن أبلغ عباس أن على السلطة الفلسطينية أن تلعب دورا في إدارة غزة بعد الحرب الحالية.

وكرر موقف عباس تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، تواصل إسرائيل قصفها لغزة للأسبوع الرابع، فيما توغلت قواتها في عمق القطاع، واشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين.

ونظم مئات الفلسطينيين يوم الأحد مسيرة في رام الله احتجاجا على زيارة بلينكن. وحمل المتظاهرون الإدارة الأمريكية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي بايدن وبلينكن نفسه، المسؤولية المباشرة عن مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينهم أكثر من 4000 طفل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

من ناحية أخرى، أكدت مصادر فلسطينية، الأحد، أن السلطة الفلسطينية رفضت استلام أموال الجمارك الفلسطينية من إسرائيل بعد أن قامت إسرائيل بخصم حصة قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء اشتية، الاثنين، إن قرار إسرائيل خصم نحو 140 مليون دولار من أموال الجمارك الفلسطينية هو “قرار سياسي يهدف إلى فصل غزة عن الضفة الغربية”.

في هذه الأثناء، تواصل القوات الإسرائيلية تكثيف غاراتها على المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 151 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية العام إلى 350.

بدأ أكبر ارتفاع في عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر يوم الأحد، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 14 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال الـ 48 ساعة الماضية، ثمانية منهم منذ يوم الاثنين.

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أربعة فلسطينيين خلال توغلها في مدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية. والمعتقلون الأربعة هم سعيد بلعاوي وقاسم رجب، وكلاهما يبلغان من العمر 20 عاماً، وجهاد شحادة، 22 عاماً، وعز الدين عوض، 25 عاماً.

وقالت مصادر محلية تي إن إيه أن قوة إسرائيلية تسللت إلى مدينة طولكرم بسيارة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، وأطلقت النار على السيارة التي كان يقودها الشبان، مما أدى إلى مقتل الأربعة على الفور. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن القوات الإسرائيلية وقال إن الرجال الأربعة مقاتلون في لواء طولكرم.

كما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، الشاب محمود الأطرش (21 عاما) في بلدة حلحول قرب الخليل.

وقال والد الأطرش، لوسائل إعلام فلسطينية، الإثنين، إن “محمود أحب الحياة وكانت لديه توقعات كثيرة”. “كان يعمل سباكاً وكان على وشك الانتهاء من بناء منزله الخاص، على أمل تكوين أسرة”.

قال عمه: “لقد غادر منزله متجهاً إلى العمل عندما اندلعت الاحتجاجات وإطلاق النار في البلدة”. وأضاف: “لقد أصيب بالرصاص، لكن لم يكن له أي دخل في أي مشكلة”.

على صعيد متصل، فرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، احتجاجات تضامنية مع غزة عند مدخل قرية بيت فجار جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، باستخدام الرصاص الحي، مما أدى إلى استشهاد الشاب يوسف طقاطقة (18 عاما).

وقالت المصادر الطبية في مستشفى بيت جالا بمدينة بيت لحم، إن الشاب استشهد برصاصة حية في الرأس. وسيتم دفنه يوم الثلاثاء في قريته بيت فجار.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين منذ يوم الأحد، من بينهم الناشطة الفلسطينية والمعتقلة السابقة عهد التميمي (23 عاما).

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، اليوم الثلاثاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 2200 فلسطيني في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين حاليا 7000 فلسطيني، بما في ذلك ذروة غير مسبوقة تبلغ 2700 معتقل دون تهم بموجب نظام الاعتقال الإداري.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.