بعد سقوط الأسد: سوريا تشهد انتعاشًا اقتصاديًا مع رفع حظر تجارة العملات
بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، بدأت سوريا مرحلة جديدة من التغيير الاقتصادي والاجتماعي، حيث تم رفع القيود المفروضة على تجارة العملات الأجنبية.
هذا القرار سمح للمواطنين بممارسة بيع وشراء العملات بحرية، بل إن هذا النشاط انتقل إلى الشوارع في خطوة تعكس عودة الحياة الطبيعية إلى السوق السوري بعد سنوات من القيود القاسية.
في عهد نظام الأسد، كانت تجارة العملات الأجنبية تُعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، بالإضافة إلى فرض غرامات مالية كبيرة.
كما كانت هذه الإجراءات جزءًا من سياسة اقتصادية تهدف إلى الحفاظ على السيطرة المالية والاقتصادية على البلاد.
إلا أن الوضع اختلف بعد سقوط النظام، حيث ألغت الحكومة الجديدة هذه القيود، مما أدى إلى فتح المجال أمام المواطنين للانخراط في تجارة العملات بحرية تامة.
مع رفع الحظر، بدأت تظهر في شوارع سوريا أسواق لتبادل العملات، حيث يقوم المواطنون ببيع وشراء العملات الأجنبية بشكل علني، ما يعكس تحولًا ملموسًا في الحياة الاقتصادية.
هذا التغيير لا يقتصر فقط على جانب تجارة العملات، بل يشمل أيضًا الانخفاض الملحوظ في أسعار المواد الأساسية، التي شهدت انخفاضًا بعد 8 ديسمبر.
في النظام السابق، كان المواطنون يعانون من غلاء الأسعار، نتيجة الفساد والاحتكار الذي كان يمارسه النظام، حيث كان الجنود ورجال الأمن يجمعون أموالًا غير قانونية من المواطنين والتجار.
قبل التغيير، كان السوريون يعانون من ارتفاع الأسعار بسبب القيود على الاستيراد والممارسات الفاسدة التي كانت تؤدي إلى احتكار السلع الأساسية.
كان المواطنون في كثير من الأحيان مضطرين لشراء احتياجاتهم من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، في حين كانت القيادات العليا في النظام تستفيد من هذه الوضعية لصالحها الشخصي.
إلا أن الوضع تغير بعد رفع القيود، حيث بدأ الاقتصاد السوري في التعافي تدريجيًا، مما أسهم في انخفاض الأسعار وانتعاش السوق المحلي.
رغم التغييرات الإيجابية، لا يزال التضخم يشكل مشكلة كبيرة في سوريا، حيث تصل قيمة الليرة التركية في الأسواق إلى حوالي 400 ليرة سورية.
ورغم وجود البنوك والبنك المركزي، يفضل كثير من السوريين عدم الاحتفاظ بأموالهم في البنوك بسبب الرسوم العالية المفروضة.
ولذا، يضطر المواطنون إلى حمل أكوام من النقود الورقية عند القيام بالتسوق أو دفع الفواتير.
أصبحت ماكينات عد النقود جزءًا من المشهد اليومي في الأسواق والمطاعم، حيث يواجه الناس صعوبة في إجراء معاملات بسيطة بسبب التضخم الحاد.
على الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة، يشعر الكثير من السوريين بالأمل في المستقبل بعد سقوط نظام الأسد.
يعتقدون أن هذه المرحلة الجديدة توفر فرصًا للازدهار الاقتصادي، وأن رفع القيود عن التجارة والعملات هو بداية لتحرير الاقتصاد السوري. هذا التحول يعكس الأمل في بناء سوريا جديدة أكثر حرية وازدهارًا، حيث بدأ المواطنون يشعرون بالراحة والطمأنينة لمستقبلهم في هذه البلاد التي شهدت تحولًا كبيرًا في جميع المجالات.