عودة السوريين إلى وطنهم: مشاعر الحنين والفرح تختلط على معابر هاتاي
تستمر عملية عودة السوريين إلى بلادهم عبر المعابر الحدودية في هاتاي، حيث يتوافد العديد منهم للعبور من “جيلفغوزو”، “ييلاداغي” و”زيتيندالي”، ليعودوا إلى وطنهم بعد سنوات من اللجوء في تركيا بسبب الحرب الأهلية التي اجتاحت بلادهم.
السوريون الذين لجأوا إلى تركيا أثناء النزاع، لا سيما أولئك الذين عاشوا في مدن مثل بورصة، يشهدون لحظات عاطفية وهم يعبرون الحدود متجهين إلى مدنهم الأصلية في سوريا. بعد سقوط نظام البعث في سوريا، بدأت هذه الفئة في العودة إلى بلادهم عبر ثلاثة معابر حدودية رئيسية في هاتاي، وهي معابر “جيلفغوزو” و”ييلاداغي” و”زيتيندالي”.
في معبر “جيلفغوزو”، يظهر الزوار وهم ينتظرون في طوابير طويلة للانتهاء من الإجراءات الجمركية، حيث تنظم قوات الدرك عملية العبور بشكل دقيق، وتساهم فرق الهجرة المتنقلة في تسريع الإجراءات.
بينما يغادر السوريون تركيا، يصطحبون معهم ذكريات من حياتهم السابقة.
تقول سمير داهر، الطفلة البالغة من العمر 13 عامًا، التي عاشت في بورصة منذ عشر سنوات: “أنا متحمسة لأنني سأزور مدينتي دمشق، ولكنني سأفتقد هذا المكان.
هنا لدي أصدقائي الذين لا أستطيع رؤيتهم مجددًا”. على الرغم من الحنين إلى وطنها، إلا أنها تشعر بالسعادة لأنها ستعود إلى مكان ولادتها، حتى وإن لم تحتفظ بأي ذكريات عنه.
أما الطفلة فاطمة المصطفى، البالغة من العمر 10 سنوات، فقالت: “هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها سوريا.
عائلتي وأقاربي في انتظارنا هناك. أنا سعيدة للعودة لكنني حزينة لأنني سأفتقد هذا المكان”.
بين الفرح بلم الشمل مع العائلة والحزن على فراق الأصدقاء، تعكس مشاعر الأطفال العائدين تباينًا بين الأمل والحزن.
تعد هذه العودة بالنسبة للكثيرين بداية جديدة، حيث يتطلعون إلى إعادة بناء حياتهم في وطنهم بعد سنوات من النزاع.
لكن مع ذلك، لا يخلو الأمر من مشاعر الحنين لتجاربهم في تركيا، البلد الذي أصبح بالنسبة لهم ملاذًا آمنًا في زمن الحرب.
بين الفرح والدموع، تستمر رحلة السوريين في العودة إلى وطنهم، وهم يحملون معهم ذكريات من حياة جديدة في تركيا، وبين آمال كبيرة في إعادة بناء حياتهم في سوريا.