مصير نبل والزهراء في ملف فتح الطرقات بسوريا… تعرف على التفاصيل
مصير نبل والزهراء في ملف فتح الطرقات بسوريا
يعود إلى الواجهة مجدداً “ملف الطرقات” أحد أبرز الملفات التي تدور حولها المباحثات بين الدول الراعية للملف السوري على رأسها (تركيا – روسيا)، بالتزامن مع تصاعد الحديث عن مصير محافظة إدلب، لا سيما مع حشود ميليشيا أسد الطائفية على أطراف المحافظة التي باتت المعقل الرئيسي للفصائل المقاتلة في الشمال السوري، عدا عن تواجد “هيئة تحرير الشام” فيها والتي تصنفها دول عدة كـ “فصيل إرهابي” في وقت تشرف فيه تركيا (إحدى دول مسار أستانة) على سريان “خفض التصعيد” في المحافظة وأجزاء من ريف حلب.
ولا يعتبر ملف فتح الطرقات حديث العهد، لكنه من أهم الملفات المطروحة حالياً، وفقاً لمراقبين، حيث تطمح روسيا وتركيا لفرض ما تسميانه بـ”الاستقرار”، لإعادة فتح الطرقات الرئيسية في سوريا كما كانت عليه قبل انطلاق الثورة السورية، وهذا بدوره يتطلب إقصاء أي طرف يعارض المسار السياسي الذي رسمته الدولتان بنحو 10 جلسات في العاصمة الكازاخية (أستانة).
قادة عسكريون: لا سلطة لنا
بالرغم من كافة التصريحات التي تصدر يومياً من قبل الإعلام الروسي والتركي بشأن سوريا، إلا أن الأمور وخاصة في الشمال السوري ما تزال غامضة حتى الآن ولا أحد يعلم حتى القوى الموجودة على الأرض ما ستؤول إليه الظروف خلال الأيام القادمة، وهذا ما دفع الجميع لأخذ دور المتفرج والمراقب لسير الأحداث وتطورها على الساحة الدولية.
ويقول عضو المجلس العسكري في “جيش إدلب الحر” والقائد العام السابق لفصيل “الفرقة 13” المقدم “أحمد السعود” في حديث لأورينت نت، إن “الوضع أصبح خارج سيطرة الفصائل نهائياً، فنحن ننفذ الأوامر فقط أو بالأحرى تحولنا لـ (منفذين) ولا أحد يستشيرنا إطلاقاً، وبالنسبة لعملية فتح الطرقات فهي بالدرجة الأولى ستكون لأهداف تجارية وأن الاتفاقيات الروسية – التركية حول الطرقات تهدف لتسهيل حركة التجارة أولاً”، مشيراً إلى أنه لا يمكن إجراء عمليات التبادل التجاري في ظل الفوضى الحالية على حد قوله.
وحول احتمالية إفراغ بلدتي نبل والزهراء المحكومتين من قبل ميليشيات أسد والميليشيات الإيرانية من أجل فتح طريق (حلب – غازي عنتاب) على غرار إفراغ بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب قبل فترة أجاب: “الوضع في نبل والزهراء مختلف، وذلك ينطبق عليهما سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو القوة المسيطرة عليهما أو حتى القوى المعارضة الموجودة في محيطهما، كفريا والفوعة كانتا البلدتين الوحيدتين اللتين يحكمهما النظام في إدلب، وهذا يختلف عن الوضع بريف حلب” معتبراً في الوقت نفسه أن “إخراج الميليشيات الإيرانية ومحاربتها ومحاربة تحرير الشام أمر لا بد منه لإيجاد حل سياسي ودون ذلك سيكونون عقبة في كل مرة” على حد تعبيره.
طريق حلب – دمشق الدولي
وفقاً لمراقبين، فإن التحول والتقدم الأقرب في ملف الطرقات سيكون عبر فتح طريق (حلب – دمشق الدولي) المار في أرياف حلب (الجنوبي) وإدلب (الجنوبي والشرقي) وحماة (الشمالي) وذلك عبر مقترح لم يتم التأكد من صحته. مفاده “إقامة مخافر عسكرية (تركية وروسية) على طول الطريق الممتد حتى العاصمة دمشق، بحيث يكون الجزء الممتد ضمن مناطق المعارضة مراقباً من الجيش التركي و يكون في القسم التابع للنظام مراقباً من الروس، فيما ينحصر وجود ميليشيات أسد الطائفية إلى داخل المدن.
وسبق أن أكدت مصادر إعلامية عربية وغربية، أن الدول الضامنة في مسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) ستتخذ خطوات عملية تمهيدية لفتح طريق عام (حلب- دمشق) أمام نقل البضائع وحركة المسافرين بعد إغلاقه لست سنوات، مشيرة إلى أن قرار فتح الأوتوستراد الدولي بين حلب ودمشق اتخذ في محادثات الجولة السادسة التي عقدت في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووقع عليه مفاوضو النظام والمعارضة، لكن لم يجر الإعلان عنه ريثما تتهيأ الظروف الموضوعية والمناسبة على الأرض وذلك لتنشيط الحركة الاقتصادية بتسهيل كلف ووقت نقل البضائع وتسهيل تنقل المسافرين وربط شمال البلاد بجنوبها بالنسبة للنظام الذي سيطر على كامل المناطق التي كانت بيد المعارضة منذ سنوات باستثناء إدلب.
طريق حلب – غازي عنتاب
في ظل سيل التصريحات والتكهنات حول إمكانية فتح طريق (حلب – غازي عنتاب) الذي يصل مدينة حلب بريفها الشمالي وصولاً لمعبر “باب السلامة” والحدود التركية، يبقى الأمر معلقاً بمدى التقدم في المفاوضات الروسية – التركية، وقد ذكر العديد من الناشطين أن مسألة طريق (حلب – غازي عنتاب) ستكون أصعب من الطريق الدولي، في ظل سيطرة مطلقة للفصائل على جميع جوانب الطريق تقريباً، باستثناء القسم المار من أمام (نبل والزهراء) الخاضعتين لميليشيا أسد و(تل رفعت ومنغ) الخاضعتين لميليشيا “قسد” والذي يبدأ من منطقة (دوار الليرمون) باتجاه الشمال.
يقول الصحفي السوري “خليل المصري” في حديث لأورينت نت، إن “مسألة طريق (حلب – باب السلامة) ما يزال من المبكر الحديث عنها، نظراً لأن الأولوية الآن بالنسبة للنظام والروس هي فتح طريق حلب – حماة – دمشق، والذي يمر بمدن تخضع للمعارضة بريف إدلب هي (خان شيخون، معرة النعمان وسراقب)”.
ويضيف: “مؤخراً كان هناك حديث عن مبادرة روسية بهذا الشأن، وهي طبعاً عبارة عن نسخة اتفاق سابق نشرته وسائل الإعلام التركية قبل عام تقريباً، قسمت من خلاله محافظة إدلب إلى ثلاث مناطق رئيسية بحسب الأحرف الأبجدية كما يلي: (المنطقة أ: وهي المنطقة الممتدة شرق سكة الحديد /الحجاز/، المنطقة ب: وهي المنطقة الممتدة شرق الطريق الدولي، والمنطقة ج: وهي المنطقة الممتدة على الشريط الحدودي وباقي المحافظة).
ووفقاً لـ “المصري” فإن “الشريط الحدودي بما فيه عفرين والمناطق المسيطر عليها من قبل (درع الفرات) بريف حلب، هي مرحلة أخيرة بما في ذلك طريق حلب – باب السلامة، وحتى ذلك الوقت من المفروض أن تكون الأمور ناضجة بشكل كافٍ لتمرير الأمر دون أي ضجة تذكر” على حد وصفه.