كيف يتسلل مقاتلو ميليشيا “الوحدات الكردية” إلى عفرين؟ …. تعرف على التفاصيل
كيف يتسلل مقاتلو ميليشيا “الوحدات الكردية” إلى عفرين؟
بعد سيطرة فصائل “غصن الزيتون” على مدينة عفرين شمال حلب والقرى والنواحي التابعة لها، وطرد ميليشيا “قسد” من المدينة؛ قامت الفصائل بعمليات أمنية لإنهاء الخلايا التابعة لـ “الوحدات الكردية” خصوصا في منطقة “باسوطة” ومدينة عفرين ومنطقة راجو التي تعتبر “مركزاً وثقلاً عسكرياً لقسد” وفقاً لمصادر من الفصائل، حيث تم إلقاء القبض على عدد من خلايا “الوحدات الكردية” في المنطقة.
وكانت مناطق “باسوطة” و”راجو” قد شهدت اشتباكات مكثفة بين مجموعات من هذ الخلايا ومقاتلي الفصائل، حيث قتل فصيل “فيلق الشام” التابع “للجبهة الوطنية للتحرير” عدداً من عناصر خلايا ميليشيا “الوحدات الكردية”، بعدما كانوا يحضرون لعمل أمني ضد الفصائل، في حين أن بعض الاشتباكات مع الخلايا أضطرت الطيران التركي للتدخل بقصفهم في منطقة جبال راجو.
ويقول “أبو لبيب” وهو أحد عناصر الشرطة العسكرية في مدينة عفرين لأورينت نت، إن “بعض مقاتلي الوحدات الكردية استغل تسهيل الجيش الحر حركة المدنيين في النزوح من عفرين، والعودة لها، واندس بينهم، مما وفر لهم غطاءً جيداً للتحرك، في حين أن البعض الآخر ظل مختبئا بمقرات آمنة في الجبال الوعرة، وبين الأحراش، لذلك يقوم الجيش الحر بعمليات تمشيط مستمرة للبحث عنها، وتحييد الخلايا الإرهابية التي تستعملها، وقد تم تحقيق تقدم كبير في الأيام القليلة الماضية”.
[ads1]
ويشير عنصر الشرطة العسكرية إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك هجمات مستقبلية لقسد على هذه المناطق، جراء ابتزاز هذه الخلايا لأهلنا الكرد وتهديدهم، وخوف الأهالي من ضغط “الحزب وإرهابه” وقال إن “هناك حلول نعمل عليها بالتعاون مع الحلفاء الأتراك لمواجهة هذا الخطر، خاصة أن التنسيق الأمني بين النظام و”قسد” بلغ ذروته من أجل خلخلة الأمن في مناطق سيطرة الفصائل.
ونوه المصدر إلى أن “الإستراتيجية المتبعة من قبل الفصائل تقوم على مسارين الأول مدني وذلك عبر تحسين الوضع الخدمي في عفرين، وتمكين أهل المنطقة من إدارة شؤونهم، وتفعيل دور المؤسسات، والثاني عسكري يقوم على زيادة الجهد الاستخباراتي المشترك، وأيضا تفعيل دور الشرطة العسكرية لمواجهة المسيئين، وأصحاب السوابق الجنائية، أو الإرهابية، أو من كان منتسبا للحزب، وتم العفو عنه، والذين يحاولون النفاذ لمؤسسات الجيش الحر، والمؤسسات المدنية”.
وأوضح “أبو لبيب” أن “إرهاب حزب الـ pkk ليس حكراً على العسكريين، بل يشمل أيضا المدنيين سواءً من الذين يعملون بالتنسيق مع قوى الثورة، والحلفاء، لما فيه مصلحة أهلنا في عفرين، أو المدنيين المحايدين الذين لطالما كانوا مستهدفين من قبل الحزب، خاصة عبر تجنيد نسائهم، وأطفالهم قسراً للقتال تعزيزا لطرحه الإرهابي الهدام” و”لذلك شهدنا موجة المفخخات التي ضربت المناطق المدنية في عفرين وباقي الشمال المحرر، والتي أثبت تورط الحزب فيها” .
بدورها ذكرت عدة مصادر عسكرية في منطقة عفرين، بأن “حزب pyd سهل مرور مقاتلي تنظيم داعش إلى الشمال المحرر عبر مدينة منبج للقيام بعمليات إرهابية في مناطق سيطرة الجيش الحر، رغم الاختلاف الأيديولوجي بينهما والمعارك الدائرة بين الطرفين في المنطقة الشرقية، لكن يجمع بينهما الإرهاب والدول الراعية والداعمة للتنظيمين” بحسب المصادر.
ويقول “أبو عمر أمنية” وهو عامل في المجال الأمني بمنطقة عفرين لأورينت نت، إن “عناصر قوات قسد موجودون بأعداد قليلة في منطقة عفرين ولكن ما يمنع القضاء عليهم هو الحفاظ على حياة المدنيين في المناطق المأهولة بالسكان، وخصوصاً في ظل التخوف من إرسال الحزب سيارات مفخخة وتفجيرها عن بعد بين المدنيين، حيث سبق له وأن فعل هذا الأمر”.
ويضيف “أمنية” أن “العمليات التي تقوم بها خلايا قسد تستهدف المدنيين ويكون أغلبها عشوائياً، وهذا الأمر يجري بالتنسيق مع نظام الأسد من أجل إظهار المنطقة على أنها في حالة فوضى، ومحاولة التضييق على المهجرين وخصوصاً أهالي الغوطة وأهالي المدينة الأصليين ولكن الحملات الأمنية على تلك الخلايا قللت كثيراً من هذه الهجمات”.
[ads1]
في حين يقول الناشط الصحفي (رامي إبراهيم) إن “قسماً من السكان الموجودين في منطقة عفرين بنسبة تعد صغيرة نوعاً ما زال يكن الولاء للقوات الكردية، وخصوصاً في ظل وجود أبنائهم في صفوف ميليشيا قسد، حيث إن هذا الأمر يسهل لهم الدخول إلى مناطقهم عن طريق المناطق المتاخمة لمنطقة عفرين والتي تسيطر عليها فصائل قسد أو عن طريق المناطق الجبلية الوعرة”.
وينوه الإبراهيم في حديثه لأورينت نت إلى أن “وجود المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين لسنوات طويلة يعطيهم الأفضلية في معرفة تضاريس المنطقة وأماكن الدخول إليها، دون معرفتهم من قبل الفصائل، ولكن وجود نقاط قوية لغصن الزيتون وجاهزية الجيش التركي للرد على أي تحركات في المنطقة الجبلية يحد بشكل كبير من فعالية هذه الهجمات”.