أخبار تركيا

معهد واشنطن للدراسات السياسية يتوقع حرب شاملة في عام 2019 في الشرق الأوسط

رأى معهد واشنطن في دراسة جديدة له أن الحرب التي ستندلع عام 2019 في الشرق الأوسط ستكون بين إسرائيل وإيران وضِمن نطاق واسع، وسيشارك فيها العديد من الجهات، ومن الممكن أن تكون روسيا طرفاً فاعلاً فيها، بينما قد تتخذ أمريكا موقفاً يعيق إسرائيل عن تحقيق أهدافها.

واعتبر التقرير أنه من الممكن أن تشارك ميليشيات شيعية في جنوب سوريا والحوثيون في اليمن وحزب الله بلبنان بالحرب وحتى نظام الأسد، ومن المحتمل أن يتوسع نطاق المعارك وَفْق ثلاثة سيناريوهات، وهي: “حرب في لبنان بين حزب الله وإسرائيل لكن ستشارك طهران فيها إلى جانب آلاف المقاتلين الشيعة وحتى حركة حماس والتي أقامت وجوداً محدوداً جنوب لبنان” , أما السيناريو الثاني فهو حرب تقع على الأراضي السورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية، والميليشيات الشيعية (بمن فيهم مقاتلو حزب الله) وربما عناصر من جيش الأسد وتبقى الجبهة اللبنانية هادئةً نسبياً، ولكن إذا تم انجراف القوات البرية السورية إلى القتال، فقد تتدخل روسيا لحماية موكّلتها.

والسيناريو الثالث هو “حرب على جبهتين وهي حرب في لبنان وسوريا بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية، وحزب الله والميليشيات الشيعية، وربما حتى عناصر من جيش النظام حيث يعامل كِلا الجانبين لبنان وسوريا كمسرح واحد، وموحَّد للعمليات”.

وقد تدفع الحرب في لبنان أو سوريا بحسب التقرير إلى فَتْح جبهات جديدة كحدوث هجمات على إسرائيل من غزة، أو اضطرابات في الضفة الغربية، أو هجمات داخل إسرائيل؛ أو هجمات من قِبل الحوثيين على المصالح الإسرائيلية (مثل النقل البحري الإسرائيلي في مضيق باب المندب) فضلاً عن إمكانية تعرُّض تل أبيب لضربات صاروخية من ميليشيات الحشد في العراق.

وتوقَّع المعهد أن هناك احتمالاً ضعيفاً بتحوُّل الحرب إلى إقليمية لتشمل المملكة العربية السعودية وربما الإمارات العربية المتحدة أيضاً، حيث سترد إسرائيل على الهجمات على بنيتها التحتية الحيوية بالضربات الجوية أو الهجمات الإلكترونية على قطاع النفط الإيراني أو حتى منشآت إيران النووية – مع تشجيع من دول الخليج العربية وربما دعمها اللوجستي، وتقوم إيران بالرد على إسرائيل، لكنها تشنّ أيضاً هجمات صاروخية أو تقوم بعمليات تخريبية أو تشنّ هجمات إلكترونية على منشآت النفط العربية في جميع أنحاء الخليج، مما يؤدي إلى حدوث تصعيد هناك، وربما حتى إلى تدخُّل عسكري من قِبل الولايات المتحدة.

وتساءل التقرير هل ستقف موسكو جانباً، أم أنها ستحدّ من قدرة إسرائيل على ضرب القوات الموالية للنظام في سوريا، وهل ستبقى واشنطن غير منخرطة عسكرياً، أم أنها ستؤدي دوراً أكثر فعاليةً، وترى ذلك فرصةً لضرب إيران، وبالتالي تعمل على تحقيق هدفها في تقويض نفوذ هذه الأخيرة في المنطقة؟

ويجيب التقرير بأنه اعتماداً على مجريات الأمور، يمكن لإسرائيل أن تواجه احتمالاً مثيراً للقلق، ألا وهو: الجهود الروسية الرامية إلى إحباط استخدامها للقوة الحاسمة، وتحفُّظ الولايات المتحدة، ودبلوماسية القوة العظمى غير الفعّالة قد تمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية الكاملة – الأمر الذي لا يختلف تماماً عن خاتمة حرب تشرين الأول/ أكتوبر ١٩٧٣.

وتسعى طهران إلى تجنُّب الحروب التقليدية وما يترتب عليها من خسائر فادحة لقواتها، وبدلاً من ذلك فإنها تعتمد على تنفيذ عمليات بالوكالة وإرهاب وأنشطة مؤثرة لكن غير فتّاكة، ومع ذلك فقد كانت مستعدة في بعض الأحيان للمغامرة بنشاطات عالية المخاطر تنطوي على احتمالية التصعيد (على سبيل المثال: قامت القوات الإيرانية في سوريا بإطلاق طائرة بدون طيار محمَّلة بالمتفجرات في الأجواء الإسرائيلية في شباط/ فبراير المنصرم؛ وقد تم إسقاطها، لكن الحادثة أثارت جولة من الاشتباكات, بحسب التقرير.

بالمقابل أوضح المعهد أن إسرائيل أيضاً عازمة على تجنُّب الحرب، رغم أن أفعالها تُظهر أنها مستعدة لقبول خطر التصعيد لمواجهة هذه التهديدات الناشئة.

وبالفعل، فمنذ عام 2013، نفّذت أكثر من 130 ضربة في سوريا ضدّ شحنات من الأسلحة الموجهة لحزب الله، ومنذ أواخر عام 2017، وسعت هذه الحملة بين الحروب لاستهداف المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا – دون أن تؤدي، حتى الآن، إلى إثارة مواجهة أوسع نطاقاً.

يُذكر أن “يعكوف عميدرور” مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أكد في وقت سابق أن تل أبيب تتجه إلى التصعيد، وقد يقع عمل حربي كبير مع حزب الله وإيران.