صحيفة تركية : بقاء الأسد لا يحمل أهمية وجودية بالنسبة لروسيا .. تعرف على التفاصيل
صحيفة تركية : بقاء الأسد لا يحمل أهمية وجودية بالنسبة لروسيا
بات العالم بأسره منشغلا بمدينة إدلب السورية، مترقّبا لما ستؤول إليه الحال فيها، وا سيّما مع تتالي التصريحات السياسية للدول الفاعلة في المنطقة، والمحذّرة من استخدام الأسد للكيماوي من جهة، والمهددة بتدخل فوري وقاس من جهة أخرى، بالتزامن مع تصريحات دول أخرى محذّرة من وقوع كارثة فيما إذا تمّ القيام بعملية عسكرية محتملة على المدينة.
إلام تسعى الدول العظمى فيما يخص مدينة إدلب؟ ولماذا لم يعد بقاء الأسد يشكّل أهمية وجودية بالنسبة إلى روسيا؟ أسئلة تطرّق إليها (يشار حجي صالح أوغلو) الأستاذ الجامعي والكاتب لدى صحيفة (أكشام) في مقال جاء تحت عنوان “عقدة إدلب”.
وبحسب الكاتب دول عظمى باتت منشغلة انشغالا تامّا بإدلب، موضحا أنّ كلّا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وإيران وألمانيا وإسرائيل بالإضافة إلى الصين على قائمة الدول المعنية والتي تراقب التطورات عن كثب فيما يخص إدلب.
[ads1]
وأشار الكاتب إلى أنّ بلاده ضمن قائمة الدول المعنية بإدلب، والتي بدورها تتابع التطورات فيها عن كثب، لافتا إلى أنّ تركيا لعبت دورا كبيرا في المدينة، واتخذت خطوات فيها بما يتوافق مع مصالحها، وذلك مع وجود اختلاف في الموقف الذي جسدته تركيا والموقف الذي جسدته باقي الدول الغربية.
وأضاف الكاتب في الإطار نفسه: “لا يمكن لتركيا أن تسمح لأي انقسام في سوريا يؤدي إلى تهديد أمنها بشكل مباشر، فحساسيتنا في هذا الصدد تختلف عن حساسية الدول الأخرى، فوحدة الأراضي السورية تعني تركيا بقدر ما تعنيها وحدة أراضيها هي”.
ونوّه الكاتب إلى أنّ إدلب باتت تتجه شيئا فشيئا لتتحوّل إلى ساحة لما وصفها بـ”الألاعيب الخبيثة” التي تكيد لها الدول العظمى، مردفا في السياق ذاته: “استخبارات دول عدّة تتواجد في إدلب، والجميع يتهم بعضه البعض ويحذّر من استخدام الكيماوي في المدينة، روسيا تنظر إلى استمرارية بقائها في البحر الأبيض على أنّها مسألة وجود، وتدرك أن تكلفة إقصائها من سيناريوهات اللعبة الجيوسياسية الجديدة ستكون عالية جدا، ولذلك تسعى موسكو جاهدة إلى الحيلولة دون إحكام الدول الغربية سيطرتها على شرق البحر الأبيض المتوسط، ولهذا السبب تتابع الأمور عن كثب، ولا سيّما أنّ الأسد بات منخرطا ضمن اللعبة المزدوجة، حيث نشرت وسائل إعلام روسية بأنّ الأسد أجرى مباحثات مع وكالة الاستخبارات الأمريكية”.
وبحسب الكاتب فإن بقاء الأسد لم يعد يشكّل أهمية وجودية بالنسبة إلى روسيا، موضحا أنّ ما يهم موسكو في الوقت الراهن فقط الحفاظ على بقائها في البحر الأبيض المتوسط.
[ads2]
وفيما يتعلق بما يهم الولايات المتحدة الأمريكية، أشار الكاتب إلى أنّ ضرب مرحلة أستانة تشكّل المحور الأهم في أجندة واشنطن، مؤكدا على أنّ أمريكا تسعى إلى دفع الدول الثلاث (روسيا وإيران وتركيا) نحو الاختيار في العلاقات فيما يخص سوريا، موضحا أنّ إضفاء شرعية للوحدات الكردية ودفع النظام إلى التقرّب منها تشغل حيزا مهما أيضا في أجندة واشنطن”.
وختم الكاتب مقاله منوّها إلى أنّ موقف تركيا من كل ما يحدث لن يتغيّر، مؤكدا على أنّها فعلت وستفعل كل ما بوسعها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والحيلولة دون فقدان المزيد من الأرواح البشرية.