شركات سيارات روسية تتخلّى عن الدولار واليورو في تجارتها مع تركيا
شركات سيارات روسية تتخلّى عن الدولار واليورو في تجارتها مع تركيا
قال وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، في الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، إن شركات تصنيع السيارات الروسية ستتحول إلى العملات الوطنية للدفع لتركيا من أجل شراء قطع السيارات، وقد قامت عدة شركات بالإعلان عن خططٍ للقيام بذلك. وفي لقاء مع سبوتنيك الإخبارية، قال الوزير الروسي إن المنتجين الأتراك “يتوجهّون الآن إلى صفقاتٍ بالعملات الوطنية بسرورٍ كبير”.
وأضاف مانتوروف: “التحول إلى العملات المحلية مفيدٌ دائمًا في حماية أنفسكم من المخاطر. الليرة ضعفت، والروبل ضعيفٌ بعض الشيء، إن التوجه للعملات المحلية سيكون مريحًا بالنسبة لنا”.
وبشأن تساؤلٍ حول ما إذا كانت روسيا تعتزم تقديم دفعاتٍ بالليرات التركية للحصول على إمداداتٍ من مكونات السيارات المتداولة مع تركيا، قال مانتوروف: “لا أستطيع أن أقول بالضبط ما إذا كان منتجونا قد تحوّلوا اليوم إلى المشتريات بالعملات المحلية لأن عدد منتجينا أكبر من اللازم. ومع ذلك، ووفقًا للمقابلات التي أجريناها مع عددٍ من الشركات المصنّعة منذ شهر، فإنهم كانوا يخططون للتحويل (والتجارة بالعملة المحلية) في المستقبل القريب”.
كما أخبر الوزيرُ سبوتنيك بأن روسيا تعملُ بنشاطٍ من أجل التحول إلى عمليات البيع والشراء بعملاتٍ وطنية مع دولٍ في الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا.
[ads1]
قضية البحث عن وسيلةٍ بديلة في المعاملات المالية والتي من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار في التجارة الدولية، باتت موضوعًا ساخنًا مؤخرًا، خاصةً بعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا، مما أدى إلى صعود الأصوات الناقدة ضد الدولار والباحثة عن حلولٍ ملموسةٍ لزيادة حصة العملات الأخرى في الأسواق التجارية والمالية.
وقد عمدت كلٌّ من تركيا وروسيا، اللتين تعرّضتا للعقوبات الأمريكية، إلى تعجيل جهودهما في الآونة الأخيرة من أجل زيادة استخدام العملات المحلية في المعاملات التجارية.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد قال في وقتٍ سابقٍ إن تركيا تستعدُّ لتعزيز التجارة مع شركائها التجاريين الكبار، بما في ذلك روسيا والصين وإيران وأوكرانيا، بالعملات المحلية بدلًا من الدولار الأمريكي، مؤكدًا أنهم مستعدون أيضًا للقيام بنفس الشيء مع الدول الأوروبية.
وقد حظيت هذه الدعوة بدعمٍ من موسكو، حيث قال الكرملين إن روسيا تحثُّ على اتخاذ ترتيباتٍ مع جميع الدول لإجراء تجارةٍ بالعملة الوطنية.
أخيرًا، قال أردوغان يوم الاثنين الذي وافق الثالث من أيلول/ سبتمبر الجاري، إن اعتماد التجارة الدولية على الدولار يجب أن ينخفض لأنه أصبح مشكلةً كبيرةً وبشكلٍ متزايد.
وخلال خطابه في القمة السادسة للمجلس التركي في مركز روخ أوردو الثقافي في قيرغيزستان، دعا أردوغان زعماء الدول التركية إلى القيام بالتجارة بالعملات الوطنية، وقال: “إننا نقترح التداول بالعملات الخاصة بنا بدلًا من الدولار الأمريكي”.
في شهر نيسان/ أبريل الماضي، أصدرت تركيا وإيران خطاب الاعتماد الأول في شكل مقايضة العملة الوطنية لتبادل الريال الإيراني والليرة التركية، وستعمل المقايضة على تسهيل التجارة والمعاملات بين البلدين بالإضافة إلى انخفاض مخاطر العملات الأجنبية بعد أن واجهت كلتا العملتين انخفاضًا مؤخرًا. وبموجب هذا النظام، لن تكون هناك حاجةٌ للاعتماد على عملة طرفٍ ثالث، مثل الدولار الأمريكي أو اليورو، وذلك بحسب ما نُقل عن البنك المركزي الإيراني (CBI).
[ads2]
علاوةً على ذلك، تستعد تركيا أيضًا لإصدار أول سنداتٍ مقوّمة بالريمينبي الصيني هذا العام.
وقال تقرير سبوتنيك إن البنوك التجارية من روسيا وإيران وافقت في الآونة الأخيرة على دفع ثمن الإمدادات الثنائية من المنتجات بالعملات الوطنية. ولوحظ أيضًا أنه وفقًا لإعلانٍ اعتُمد في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (SPIEF)، تسعى كلٌّ من روسيا والهند إلى تنسيق الجهود في إجراء التجارة باستخدام العملات الوطنية.
هذا وقد قررت السلطات العراقية أيضًا وقف استخدام الدولار في المستوطنات التجارية مع إيران لصالح العملات الوطنية واليورو حسب تصريح رئيس غرفة التجارة العراقية الإيرانية يحيى الإسحاق يوم الأحد الماضي والذي وافق الثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري.