أردوغان يتبع تكتيكًا عبقريًّا في قمة طهران بشأن إدلب … تعرف على التفاصيل
أردوغان يتبع تكتيكًا عبقريًّا في قمة طهران بشأن إدلب …
عندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القمة الثلاثية في طهران هي “الفرصة الأخيرة”، كان يحاول أن يهز نظيريه الروسي والإيراني.
كان أردوغان في القمة زعيمًا يسعى بصدق وإخلاص إلى إنقاذ حياة 3.5 مليون مدني في إدلب، وأحرج نظيريه أمام الرأي العام من أجل اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.
حاول بوتين التملص من هذا المقترح بحجج واهية، وقال إن الهجمات بالطائرات المسيرة، التي اتهم أمريكا بتنفيذها سابقًا، شنتها عناصر إرهابية في إدلب.
[ads1]
كما أنه قال: “ليس هناك تنظيمات إرهابية حول هذه الطاولة للتباحث معها بشأن إعلان وقف إطلاق النار”، ولا بد أنه تلقى تنبيهًا حتى أضاف: “لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مباحثات السلام”.
التأكيد على مسار أستانة كان مكسبًا هامًّا في هذه المرحلة الخطيرة. كما كان من المهم أيضًا إشارة الرئيس الإيراني إلى أن القمة القادمة سوف تنعقد في روسيا. لأن هذه المبادرة تملك إمكانية وضع المحاولات الأممية الضعيفة والمتناقضة، على الطريق الصحيح.
بحملة أخيرة، تمكن أردوغان من وضع “دعوة العناصر الإرهابية إلى إلقاء السلاح”، على أجندة القمة. قد تتيح هذه الحملة الفرصة أمام تركيا لكسب الوقت وإنهاء التنظيمات.
وعلى أي حال من المعروف أن التنظيمات متمركزة في جنوب إدلب، وهذه المعلومات متوفرة لدى استخبارات الدول المعنية.
من الواضح أن روسيا تسعى إلى السيطرة على إدلب، فيما تعتبره الخطوة الأخيرة في مسألة تمركزها في المنطقة. المسألة الخطيرة الأخرى، هي عدم تطرق روسيا إلى وجود وحدات حماية الشعب في شرق الفرات. وهذا يطرح تساؤلًا عن مدى إصرار روسيا على وحدة التراب السوري خلال الفترات القادمة. روحاني أشار إلى هذه النقطة، لكن من الواضح أن اهتمام إيران هنا منصب فقط على الوجود الأمريكي.
على الرغم من جميع الجهود التركية إلا أن الأطراف لم تلتزم بمبدأ المنطقة الآمنة المعلنة في إدلب، وهذا ما يظهره الوضع على الأرض. لكن من هنا أيضًا تنبع أمام أنقرة مشروعية التصرف بطرق مختلفة.
[ads2]
على أي حال، تدرك تركيا بشكل جيد أخطار هذا الأمر، وتعرف الوضع الميداني حق المعرفة. أردوغان أعلن أنه من غير الممكن التوصل إلى نتيجة في قضية معقدة كالحرب السورية، في يوم واحد.
إذا استوعبت روسيا وإيران جدية تركيا في هذا الخصوص، فمن الممكن أن تحدث تطورات إيجابية أكثر على الأرض.
رأينا مرة أخرى أن تركيا هي البلد الوحيد الذي أدخل العامل الإنساني في دائرة السياسة الواقعية، وهذا ما أكدته قمة طهران. كان اقتراح أردوغان وقف إطلاق النار أمام عدسات الإعلام في القمة تكتيكًا عبقريًّا، وجعل ضغط الرأي العام عنصرًا في دبلوماسية الأبواب المغلقة.