أخبار تركيا

موقع المونيتور يتحدث عن السيناريوهات القادمة حول معركة إدلب

موقع المونيتور يتحدث عن السيناريوهات القادمة حول معركة إدلب

أشار تقرير نشره موقع “المونيتور” إلى زيادة تركيا إمدادات الأسلحة إلى الثوار في سوريا لصد هجوم وشيك تشنه قوات (الأسد) على إدلب، في خطوة يُرى أنها ستؤدي إلى زيادة التوترات بين أنقرة وموسكو.

وكانت وكالة رويترز، هي أول من نشر خبر زيادة التسليح، نقلاً عن أحد قيادات الفصائل في إدلب، حيث قال “تعهد الأتراك بدعم عسكري كامل لمعركة طوية الأمد” وتضمنت الأسلحة، بحسب المصدر، منصات إطلاق صواريخ “غراد” روسية الصنع.

ويشير القرير إلى وجود إجماع لدى المصادر الغربية المطلعة على الحرب السورية، يرى أن أنقرة لا تسعى إلى إشعال معركة جديدة على حدودها في أخر معاقل الثوار بقدر ما هي تسعى لإقناع النظام بأنها مستعدة لفعل ذلك، بهدف ردعه من شن هجوم شامل ضد إدلب. وقال أحد المصادر الغربية، شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن هدف أنقرة الحقيقي هو “ترهيب النظام”.

وتتناقض خطوات أنقرة الأخيرة مع التصريحات التي أدلى بها المبعوث الروسي الخاص (ألكسندر لافرينتيف)، والذي يتواجد في جنيف لإجراء محادثات مع معبوث الأمم المتحدة (ستافان دي ميستورا)، حيث قال (لافرينتيف) للصحفيين بعد انتهاء الاجتماع “ما نقوله إن الوضع في إدلب يجب تسويته، والأفضل أن يكون بطريقة سلمية. ومن الممكن الامتناع عن استخدام القوة العسكرية”.

ويرى التقرير أن تصريحات (لافرينتيف)، قد تعني التوصل إلى اتفاق روسي مع تركيا، مما يعني المزيد من الوقت الذي يسمح لأنقرة بالعمل على تسوية وضع المتشددين في “هيئة تحرير الشام” المرتبطة بـ “تنظيم القاعدة”.
وأكد (لافرينتيف) على أن روسيا ترى أن الكرة في ملعب تركيا “تعتبر محافظة إدلب.. منطقة تقع مسؤوليتها بطريقة ما على تركيا. ولذلك مسؤوليتهم هي فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، كجبهة النصرة.. وغيرها من الجماعات الإرهابية”.

تسوية الوضع في إدلب
وتحاول تركيا، بحسب التقرير، ضم أكبر عدد من المسلحين إلى الجماعات التي تعمل في منطقة “درع الفرات” الخاضعة للسيطرة التركية.

وكان الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قد حذر بشكل متكرر من حمام دم ينتظر إدلب في حال تم تجاهل تحذيراته المتكررة بوقف العملية العسكرية. كما أوضح أن تركيا، التي تضم بالفعل ما يزيد عن 3.5 مليون لاجئ سوري، لا يمكنها استيعاب مئات الآلاف من السوريين الذي من المحتمل أن يتوجهوا إلى الحدود التركية في حال حدوث هجوم من قبل النظام.

وتعهد (أردوغان) عبر تويتر “إذا غض العالم الطرف عن مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء لتعزيز مصالح النظام، فلن نراقب من الخطوط الجانبية ولن نشارك في مثل هذه اللعبة”.

إلا أن روسيا التي تسيطر على المناطق المحيطة، تشعر بفقدان صبرها على نحو متزايد تجاه الوضع الحالي في إدلب. وعلى هذا الأساس، يرى التقرير، أن التوصل لاتفاق بين موسكو وأنقرة لمنح الوضع في إدلب المزيد من الوقت، خطوة بعيدة المنال.
وقال (كريم حاس) الأكاديمي المقيم في موسكو المتخصص في روسيا وأوراسيا ” إن روسيا في عجلة من أمرها لإبعاد إدلب عن الطريق وتركيز جهودها على أوروبا للمساعدة في تمويل إعادة إعمار سوريا”. إلا أن النظام وإيران، لديهم رؤية مختلفة عن الوضع في إدلب، حيث يرى كلا الطرفين، أن أنقرة تسعى لشراء المزيد من الوقت بهدف إقناع الولايات المتحدة باستثناء دعمها للثوار بهدف زيادة الضغط على نظام (الأسد).

تنشيط العلاقات مع أنقرة
وكان (جيم جيفري) مبعوث الخارجية الأمريكية الجديد والمسؤول عن الملف السوري قد قال سابقاً في تصريح له “لسنا على عجلة من أمرنا للانسحاب –  من سوريا. وأنا على ثقة أن الرئيس يتفق معي في هذا الرأي”. الأمر الذي يفسر، بحسب التقرير، اعتقاد المسؤولين الأتراك بوجود فرصة جديدة، تعيد الدعم الأمريكي للثوار، والذي قد يهدف إلى تجديد نشاط الثوار المتمثل في الحد من النفوذ الإيراني في سوريا.

ويرى التقرير، أن أفكار كهذه قد تلاقي استحسان بعض المسؤولين في إدارة (ترامب)، لأنها قد تزيد من الخلاف بين موسكو وأنقرة.

وكان وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس) قد قال في ذكرى إحياء هجمات 11 أيلول “في إدلب، نراقب ما يفعله نظام الأسد عن كثب، والذي تتم مساعدته وتحريضه من قبل الإيرانيين والروس” وأشار (ماتيس) إلى الأسد “فقد 17% من طائراته الجوية ذات القوة الشديدة” خلال الضربة الأولى، في إشارة منه إلى الضربات العسكرية التي وجهت للنظام في آب 2017.

أخيراً قال (حاس) “الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في تعطيل الخطط الروسية في سوريا، ومن خلال الوقوف إلى جانب تركيا – في إدلب، ستنسف الولايات المتحدة التقارب التركي – الروسي”.