تركيا تتحضر لعملية عسكرية واسعة شمال شرقي سوريا
تركيا عاجل / تركيا تتحضر لعملية عسكرية واسعة شمال شرقي سوريا
نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً مطولاً سلط من خلاله الضوء على استعدادات كبيرة تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، تحسباً لأي عملية تركية محتملة ضـ.ـد مواقعها في المنطقة.
واستهل الموقع تقريره وفق مارصده “موقع تركيا عاجل”, بالقول: “تواصل قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد حفـ.ـر الخنـ.ـادق والأنفـ.ـاق في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمال شرق سوريا منذ فترة، وذلك بهـ.ـدف ربط مواقعها العسـ.ـكرية على طول خطوط التماس مع فصائل المعارضة المدعومة من تركيا”.
وأوضح التقرير أن تحضيرات “قسد” تجري وسط مخـ.ـاوف من عملية عسكرية للمعارضة بدعم تركي للسيطرة على عدة مواقع شرق الفرات.
ونوه أن شبكة الأنفـ.ـاق تمتد من الدرباسية إلى المالكية، مضيفاً أن العمل يتم من قبل مدنيين يتقاضون أجراً يومياً يتراوح بين 3 دولارات و 5 دولارات بدون تأمين طبي ، إذ تستغـ.ـل “قسد” الفـ.ـقر ونقص فرص العمل في المنطقة.
وأشار التقرير إلى العمال يمنـ.ـعون أثناء عملهم من حمل هواتفهم المحمولة أو ارتداء الساعات أو أي جهاز آخر يمكن توصيل جهاز تتبع به.
ونقل الموقع الأمريكي عن مصدر عسكري كردي وفق ما تابعه فريق “موقع تركيا عاجل”, “طلب عدم الكشف عن هويته” قوله: “يبلغ عمق الأنفاق 3 أمتار، وغرف مبنية من الخرسـ.ـانة المسـ.ـلحة كل كيلومتر.
وأضاف المصدر: “مواد البناء مؤمنة من الولايات المتحدة قادمة من العراق في قوافل إمداد تحت ذريـ.ـعة دعم تطوير القواعد العسـ.ـكرية ومواجـ.ـهة تنظيم الدولة”.
وكشف المصدر أن جميع المواقع العسـ.ـكرية التابعة لـ “قسد” مرتبطة عبر الأنفـ.ـاق، وبعضها يخدم أغراض الإمداد العسكري، ومستودعات الأسـ.ـلحة، والمستشـ.ـفيات الميدانية، ومراكز القيادة.
ولفت إلى أن شخصيات كردية بارزة من العراق وتركيا موجودة في المقرات المشرفة على الأنفـ.ـاق، مما يسهل عليهم الخروج في حالة وقوع هـ.ـجـ.ـوم، وفق تعبيره.
وتابع المصدر قائلاً: “خريطة النفـ.ـق تشمل مناطق حيوية في ريف الحسكة الشمالي وتحديداً أحياء القامشلي الشمالية ومحيطها عامودا والدرباسية والمالكية والرميلان، وتمر الأنفـ.ـاق تحت هذه المدن والمناطق لحمايتها من أي هـ.ـجـ.ـوم محتمل”.
وحول خطة “قسد” لمواجـ.ـهة أي عملية تركية محتملة ضـ.ـد مواقعها شمال شرق سوريا، أوضح المصدر أن الخطة تتمثل في تضمين جميع المناطق الخـ.ـاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الخريطة.
ونوه بأن قيادة “قسد” وعلى الرغم من الوعود الأمريكية المستمرة بحماية تلك المدن من أي تهـ.ـديدات تركية، إلا أن التجارب السابقة علمت القيادة أن الوعود التي تقدمها واشنطن لا تؤدي دائماً إلى انتصـ.ـارات عسكرية.
وأشار إلى أن خطة “قسد” لمواجـ.ـهة العمليات التركية المحتملة مبنية على تجاربها في المعـ.ـارك السابقة، موضحاً أن الأنفـ.ـاق كانت قد حققت هـ.ـدفها الاستراتيجي في المواجـ.ـهات السابقة مع الجانب التركي، على حد قوله.
وأضاف المصدر: “نحاول حالياً استكمال مشروع الأنفـ.ـاق شمال عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي خـ.ـوفاً من أي اشتبـ.ـاكات مقبلة مع القوات التركية في المنطقة”.
وأوضح أن تلك المنطقة قد تصبح ساحة معـ.ـركة مع أنقرة في أي وقت، مشيراً إلى أن تركيا تريد ربط المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال الرقة بمنبج في ريف حلب الشرقي، محذراً أن مثل هذا الهـ.ـجـ.ـوم سيؤدي إلى جعل مدينة “عين العرب” معـ.ـزولة ويشكل خطـ.ـراً عليها.
وفي شأن ذي صلة، أشار تقرير الموقع إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية، لم يصدر أي بيان علني حول الدعم الذي يقدمه لشبكة الأنفـ.ـاق التابعة لقوات “قسد”.
ونقل الموقع عن المحلل العسكري والعقيد المنشـ.ـق عن النظام السوري “محمد فايز الأسمر” قوله: “تدرك قوات سوريا الديمقراطية أن وجودها مرتبط بالوجود الأمريكي في سوريا وأن الانسـ.ـحاب الأمريكي سيتركها في مواجـ.ـهة”.
وبحسب “الأسمر” فإن انسـ.ـحاب واشنطن سيترك “قسد” في مواجـ.ـهة مع النظام السوري أو مع الجانب التركي، مشيراً إلى أن قيادة قوات سوريا الديمقراطية تسعى لتعزيز مواقعها عبر حفـ.ـر الأنفـ.ـاق لهذا السبب.
وأشار إلى تلك الأنفـ.ـاق تهـ.ـدف إلى ربط مناطق سيطرة “قسد” ببعضها البعض، خاصة تلك القريبة من خطوط التماس مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا.
ويرى “الأسمر” أنه بالرغم من ذلك، فإن تلك الأنفـ.ـاق أثبتت عدم فعاليتها في العديد من الحالات، بما في ذلك أثناء عملية نبع السلام التركية، لأنها فشـ.ـلت في التأثير على مسار العملية العسـ.ـكرية.
واعتبر العقيد المنشـ.ـق عن النظام السوري أن أعمال الحفر تعد مجرد إجراءات أمـ.ـنية تـ.ـعسفية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا.
وتابع قائلاً: “تمتد أعمال الحفر التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية إلى ما وراء الحدود السورية لتصل إلى مناطق سيطرة فصائل حزب العمـ.ـال الكـ.ـردستاني تركيا في سنجار بالعراق”.
ووفقاً لـ”الأسمر” فإن قوات سوريا الديمقراطية تحاول ربط الحدود السورية مع تركيا لتهـ.ـريب الأسـ.ـلحة والمعدات والعناصر، وهي مهمة صعـ.ـبة بالنظر إلى المواد اللازمة لمثل هذه الأعمال الكبرى والصعـ.ـوبات الجغرافية، على حد قوله.
وأوضح أيضاً أن تركيا تمتلك تقنيات متقدمة، ولديها من يتعاون معها من داخل صفوف قوات سوريا الديمقراطية والسكان المحليين، مما يسمح لأنقرة باكتشاف الأنفـ.ـاق والتعامل معها.
وختم الموقع تقريره بالحديث عن وجود شكـ.ـاوى عديدة من المزارعين في ريف القامشلي الشرقي من الضـ.ـرر الذي تلحقه الأنفـ.ـاق والحفر بأجزاء من أراضيهم ومع ذلك لا يمكنهم الاعتـ.ـراض.
وأكد التقرير أن تلك الأنفـ.ـاق أثارت حفيظة السكان، حيث أنفقت ملايين الدولارات على أعمال البناء، وذلك على حساب البنية التحتية الضـ.ـعيفة في المنطقة.
ونوه إلى وجود مطالب شعبية متكررة باستثمار الأموال لتحسين الخدمات مثل المياه والكهرباء وصيانة الطرق، وذلك بدل من تمويل قوات سوريا الديمقراطية هذه الأنفـ.ـاق من خلال الإيرادات التي تحصل عليها من الموارد في مناطق سيطرتها، مثل النفط والزراعة.