صفقة كبيرة بين الدول الكبرى حول سوريا
تركيا عاجل / صفقة كبيرة بين الدول الكبرى حول سوريا
نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً مطولاً أشارت من خلاله إلى وجود فرصة لإطـ.ـلاق صفقة خاصة بسوريا في القمة المنتظرة بعد أيام بين الرئيسين الأمريكي “جو بايدن” والروسي “فلاديمير بوتين”.
واستهلت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة التي تملك سياسة العـ.ـصا والجزرة لتوجيه الصـ.ـراع في سوريا نحو الحل.
ولفتت إلى أن القمة بين “بايدن” و”بوتين” التي ستعقد الأسبوع القادم في جنيف هي المكان الأمثل لعقد صفقة خاصة بشأن الملف السوري بين روسيا والولايات المتحدة.
وأكدت المجلة في تقريرها إلى أن الإدارة الأمريكية هي الطرف الوحيد القادر على الدفع بعجلة الحل في سوريا، وذلك في حال عززت المباحثات الثنائية حول هذا الملف مع الجانب الروسي.
وحول تفاصيل الصفقة المحتملة بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا، أوضحت المجلة أنه لتحقيق التسوية بين البلدين بالنسبة للملف السوري يجب على إدارة “بايدن” الاستفادة من نقاط ضـ.ـعف روسيا، وذلك عبر تلبية رغبات القيادة الروسية بشكل لا يضـ.ـر بالمصالح الوطنية لأمريكا.
ونوهت إلى أن موسكو لم تأخذ عملية التسوية السياسية في سوريا على محمل الجد طيلة السنوات الفائتة، مشيرة إلى أن إدارة “بايدن” يمكنها تغيير هذا الوضع، وذلك عبر نفوذ واشنطن وقدرتها بالتأثير على سلوك روسيا في سوريا.
وبحسب المجلة، فإنه من المرجح أن تقبل روسيا بالتضـ.ـحية برئاسة “الأسد” بموجب صفقة خاصة بسوريا تعقدها مع إدارة “بايدن”، وذلك فقط مقابل الحفاظ على درجة كبيرة من النفوذ لنفسها في سوريا.
وأشارت إلى أنه وبمجرد الاتفاق بين روسيا وأمريكا على عناصر حل وسطية بين الجانبين، يجب إعادة صياغة عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وذلك بموجب ما سيتم التفاهم عليه بين واشنطن وموسكو في حال عقد صفقة بين البلدين بخصوص سوريا.
وأوضحت المجلة أن أي صفقة سيتم عقدها من هذا القبيل يجب أن تستند إلى تشكيل بديل سياسي وعسـ.ـكري واقتصادي شرعي لنظام الأسد، وذلك يستوجب قبول روسيا بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وأضافت: “الحكومة الانتقالية تتألف من عناصر النظام الحالي (خارج عائلة الأسد)، بالإضافة إلى عناصر من مجموعات المعارضة المتنوعة والمجتمع المدني”.
ووفقاً لتقرير المجلة فإن نتيجة الصفقة الروسية الأمريكية الجديدة ستكون تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، لكن بعد مباحثات مفصلة بين روسيا وأمريكا حول آلية التنفيذ والجدول الزمني لها.
ونوهت المجلة إلى أن روسيا من المرجح أن تطالب ببعض الأمور مقابل قبولها بعقد صفقة خاصة بسوريا مع إدارة “بايدن”، من بينها الاعتراف الدولي بوضعها الجيوسياسي، بالإضافة إلى استمرار نفوذها العسـ.ـكري والسياسي في سوريا.
وشددت على أن إبرام الصفقة بين الطرفين لا يعني إذعـ.ـان أمريكا للرغبات الروسية، موضحة أن الولايات المتحدة ترغب بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم “2254” بالتفاهم مع الجانب الروسي، مشيرة إلى أنه من غير الممكن تنفيذ القرار دون وجود اتفاق بين واشنطن وموسكو.