منوعات

شرح مفصل عن مرض الكيس العُداري الذي يأتي من الحيوانات

الكيس العُدارِي الكبدي عند الإنسان.. ما هو هذا المرض المرتبط بالكلاب والماشية؟

المقالة مقدمة من الدكتور : أيمن بوبوح

من الأمراض المنتشرة بشكل كبير في شمال إفريقيا عموما وفي المغرب على وجه الخصوص مرض الكيس العُدارِي الكبدي Hydatid cyst of the liver، حيث يحمل المريض كيسا في كبده يسببه طفيل المشوكة الحبيبية Echinococcus granulosus.

طفيل المشوكة الحبيبية هو طفيل حيواني المصدر ينتقل عن طريق الكلاب في مناطق تربية الماشية، هناك ستة أنواع مختلفة من الحُبيبات، تنتشر في الأغنام، والماشية، والحصان، والجمال، والخنازير، والغزلان.

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية NCBI، يتواجد الكيس العُدارِي الكبدي عند 75% من الحالات في كبد الإنسان، وقد يحدث في أعضاء أخرى كالرئتين والطحال.

كيف ينتقل هذا المرض من الحيوان إلى الإنسان؟

يمكن للكلاب أن تحمل الآلاف من الديدان الشريطية الصغيرة البالغة في أمعائها دون أي علامة على الإصابة. يتم تمرير بيض الدودة الشريطية عبر براز الكلب وقد تعيش في التربة والمراعي والحدائق لعدة أشهر.

تصاب الحيوانات مثل الأغنام والماشية والماعز والجمال والخيول عن طريق أكل العشب الملوث بالبيض في براز الكلاب.

تبدأ الكلاب في تمرير البيض بعد حوالي 5 إلى 7 أسابيع من إصابتها. حتى بدون علاج، تتوقف الكلاب عن نقل العدوى في غضون 6 أشهر إلى سنة.

تحدث العدوى البشرية عندما يبتلع الشخص بيض الدودة الشريطية، وقد يحدث هذا عن طريق:

الربت على كلب ثم لمس فمك.

تقبيل الكلب.

ملامسة التربة الملوثة.

تناول طعام أو ماء ملوث ببراز الكلاب يحتوي على بيض الدودة الشريطية.

بمجرد ابتلاع البيض، يطلق اليرقات في الاثني عشر duodenum، ثم تهاجر اليرقات إلى الكبد والرئة، ويمكن أن تنتشر اليرقات من الرئتين إلى أي جزء من الجسم.

تتطور اليرقات في العضو المضيف إلى أكياس صغيرة محاطة بكيسة ليفية، وتنمو بمعدل 1-3 سم/ سنة وقد تظل غير مكتشفة لسنوات؛ وقد تصل إلى أحجام كبيرة جدًا قبل أن تصبح واضحة سريريًا.

لا ينتقل هذا المرض من شخص لآخر، أو عن طريق تناول لحم حيوان مصاب.

اقرأ أيضا: هل كل أكياس الكبد تستدعي الجراحة؟ تعرف على أنواع أكياس وأبرز أسبابها

أعراض الإصابة بالكيس العداري الكبدي؟

بعد الإصابة بالمكورات الحبيبية، عادة ما يكون الإنسان بدون أعراض لفترة طويلة، تتكون معظم الإصابات الأولية من كيس واحد، ولكن ما يصل إلى 20% -40% من المصابين لديهم تكيسات متعددة.

لا تعتمد الأعراض على حجم وعدد التكيسات فحسب، بل تعتمد أيضًا على تأثير الكتلة داخل العضو وعلى الهياكل المحيطة، وقد تتضمن هذه الأعراض:

الإحساس بالثقل في منطقة الكبد.

ألم في منطقة الكبد.

الوهن.

النبض في الجانب الأيمن.

زيادة حجم الكبد.

قد يصاب المرضى أيضًا بمضاعفات الكيس، مثل:

تمزق الكيس داخل القناة المرارية أو داخل الصدر أو داخل غلاف القلب.

يترافق تمزق الكيس مع الحساسية المفرطة للمحتوى عالي المستضد لسائل الكيس.

مع الإصابة الثانوية، قد يحدث تضخم الكبد، والقشعريرة، وارتفاع درجات الحرارة.

طرق تشخيص الكيس العُداري الكبدي:

يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وطرح بعض الأسئلة عن الأعراض. إذا شك بوجود داء المشوكات الكيسي أو داء المشوكات السنخي، فقد تتضمن الفحوصات الرامية لإيجاد الأكياس ما يلي:

التصوير بالموجات فوق الصوتية Ultrasonography imaging، وهو أفضل أسلوب لتشخيص الكيس العذاري الكبدي. وعادة ما يتم التحقق من صحته عن طريق التصوير المقطعي المحوسب (CT) و / أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
الاختبارات المصلية، وهي حساسة بنسبة 80-100% لتكيسات الكبد، وبنسبة 50-56% فقط للتكيسات في الرئتين والأعضاء الأخرى.

فحوصات الدم، قد تشير كثرة الكريات البيضاء إلى الإصابة بالكيس العذاري. توجد فرط الحمضات Eosinophils في 25% من الحالات، بينما يتم اكتشاف نقص السكر في الدم عند 30% من الحالات.
اكتشاف الكيس الكبدي قد يحدث أيضا من خلال فحوصات الأشعة التي تجرى لأمراض أخرى! والأخطر هو عندما يتم اكتشافه في مرحلة المضاعفات، أي عند:

تعفن الكيس العذاري، وتسبب في آلام حادة وحمى.

ضغط الكيس على القناة المرارية أو إفراغ محتواه فيها فيتسبب في اليرقان “بوصفير”.

الضغط على الوريد البابي الكبدي مسببا انتفاخ الطحال.

تشقق الكيس الكبدي في القناة المرارية كما ذكرنا، أو في القفص الصدري، أو داخل البطن.

طرق علاج الكيس العذاري الكبدي:

بعد تشخيص المرض ومعرفة عدد وموقع الأكياس عن طريق الفحص بالصدى، يقوم الطبيب بإخبار المريض بأن الجراحة هي العلاج الأوحد لغالب حالات الأكياس العدارية الكبدية، باستثناء الكيس في مراحله الأولى الذي يمكن علاجه موضعيا بإخراج سائل الكيس وحقنه بمواد قاتلة للطفيليات عن طريق الجلد.

تختلف جراحة الأكياس العدارية الكبدية بإختلاف شكل وعدد ومراحل تكون الأكياس وهي تجرى غالبا بالطريقة التقليدية، سواء بإزالة كل الكيس من الكبد، أو إحداث ثقب في الكيس وإزالة قشرته الظاهرية ثم إفراغه من محتواه، أو في بعض الحالات إزالة نسبة معينة من الكبد.

‎تكلل الجراحة في 90 إلى 98% بالنجاح أي بعدم رجوع الكيس إلى الكبد أو إلى عضو أخر، مع مراقبة المريض كل 6 أشهر لمدة سنتين ثم كل سنة لمدة خمس سنوات.

على الرغم من أن الجراحة هي الطريقة الوحيدة المطبقة في أغلب الحالات، إلا أن العلاج الكيميائي الشامل والصرف عن طريق الجلد كعلاجات بديلة قد تطور في العقود الثلاثة الماضية، وذلك حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية NCBI، كما تم وصف تقنيات تنظير البطن المختلفة للإدارة الآمنة والمثلى لهذه الحالة.