تحذيرات من ارتفاع معدلات الولادة غير الشرعية في تركيا: الزواج يتراجع والطلاق يزداد

تحذيرات من ارتفاع معدلات الولادة غير الشرعية في تركيا: الزواج يتراجع والطلاق يزداد

تشهد تركيا تراجعًا ملحوظًا في معدلات الزواج مقابل ارتفاع كبير في نسب الطلاق، وسط مخاوف من تفاقم ظاهرة الولادات غير الشرعية، والتي باتت تشكل تهديدًا لبنية الأسرة التركية.

ارتفاع معدلات الطلاق وتراجع الزواج في تركيا

وبحسب ما ترجم موقع “تركيا عاجل”، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن التدابير الصارمة المنصوص عليها في قانون حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة رقم 6284 ساهمت في عزوف الشباب عن الزواج، مما أدى إلى زيادة حالات الطلاق وتغير طبيعة الأسرة التركية. وفي حال استمرار هذا الاتجاه دون حلول جذرية، قد تواجه تركيا ارتفاعًا في معدلات الولادة خارج إطار الزواج، وهو الأمر الذي أصبح منتشرًا في العديد من الدول الأوروبية.

إحصائيات صادمة حول الزواج والطلاق

كشف البروفيسور نوزات طرهان، رئيس قسم علم النفس الإكلينيكي بجامعة أوسكودار، عن أرقام مقلقة خلال عرض قدمه أمام لجنة مكافحة العنف ضد المرأة في البرلمان التركي. وأوضح أن نسبة الزواج في تركيا انخفضت بنسبة 1.6٪، بينما شهدت معدلات الطلاق ارتفاعًا حادًا بنسبة 54.8٪. كما أشار إلى أن 38٪ من حالات الطلاق تحدث خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، ما يبرز الحاجة إلى سياسات فعالة لدعم استقرار الأسر.

تركيا في وضع أفضل مقارنة بأوروبا لكن المخاطر قائمة

أكد طرهان أن تركيا لا تزال في وضع أفضل مقارنة بدول أخرى فيما يتعلق بمعدلات الولادة غير الشرعية، حيث تبلغ النسبة 2.9٪، مقارنة بـ 54٪ في السويد، و56٪ في النرويج، و59٪ في فرنسا، و69٪ في آيسلندا. وأضاف أن هذه الظاهرة أصبحت طبيعية في العديد من دول شمال أوروبا، حيث يتم توفير صناديق تدفئة للأطفال المتروكين.

كما لفت طرهان إلى أن ارتفاع جرائم العنف في دول شمال أوروبا، رغم تبنيها لسياسات المساواة بين الجنسين، يُعرف في الدراسات الأكاديمية بـ”مفارقة الشمال”، ما يشير إلى أن العنف ضد المرأة ليس مرتبطًا فقط بعدم المساواة بين الجنسين، بل هناك عوامل أعمق تحتاج إلى دراسة.

خوف متزايد من الزواج بين الشباب

أوضح طرهان أن القانون 6284 تسبب في خلق حالة من الخوف لدى الشباب تجاه الزواج، نتيجة التدابير الصارمة التي يتم اتخاذها في إطار الحماية من العنف الأسري. وأضاف أن بعض الأحكام القانونية تُستغل بشكل خاطئ، حيث أشار إلى حالة قاضٍ تم إيقافه عن العمل بناءً على ادعاء غير مثبت بالتحرش، فقط لأن شهادة المرأة تعتبر أساسًا في مثل هذه القضايا، مما تسبب له في أزمات نفسية حادة.

بنية الأسرة التركية تواجه تهديدات خطيرة

حذر طرهان من أن الأسرة التركية تفقد تدريجيًا تماسكها، حيث بدأ الجيل الجديد في الابتعاد عن مفهوم الأسرة التقليدية. وأوضح أن المجتمع التركي يتميز بوجود شبكة دعم عائلية قوية تساعد الأفراد في الأزمات، على عكس المجتمعات الغربية التي تفتقر إلى هذا الترابط، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتحار هناك.

كما انتقد إقصاء نظام الوساطة الأسرية من القانون 6284، مؤكدًا أن إدخال هذا النظام يمكن أن يساعد في تقليل النزاعات الزوجية وتقليل الضغط على المحاكم، كما حدث في القضايا التجارية وقضايا الإيجار.

انخفاض عدد المتزوجين في تركيا

تشير الإحصاءات إلى انخفاض عدد حالات الزواج من 575,891 حالة في عام 2022 إلى 565,435 حالة في عام 2023، بينما انخفضت حالات الطلاق من 182,437 إلى 171,881 خلال نفس الفترة. وسجل معدل الزواج الخام 6.63 لكل ألف نسمة في عام 2023، بينما بلغ معدل الطلاق 2.01 لكل ألف نسمة.

دور الإعلام والمسلسلات في تطبيع الظواهر الاجتماعية الجديدة

تُتهم الدراما والمسلسلات التركية بالمساهمة في تغيير المفاهيم الاجتماعية من خلال الترويج لمفاهيم مثل المساواة بين الجنسين، والتي تُستغل أحيانًا لتطبيع العلاقات غير الشرعية والولادة خارج إطار الزواج. وقد أثار بعض المشاهير الأتراك، مثل غونر أوزكول وليلى بلغينيل، الجدل بعد إنجابهما أطفالًا بدون زواج، مما عزز النقاش حول تأثير الإعلام في توجيه القيم المجتمعية.

المصدر: تركيا عاجل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد