تركيا قادرة على حل أزمة الغاز في أوروبا!

تركيا قادرة على حل أزمة الغاز في أوروبا!
تخلّت أوكرانيا عن إيرادات عبور الغاز بعدم تجديد الاتفاقية التي تسمح لروسيا بنقل الغاز عبر أراضيها، والتي انتهت في ديسمبر 2024. في هذا السياق، يبرز وصول الغاز التركماني إلى تركيا وأوروبا عبر إيران بطريقة المقايضة كخطوة استراتيجية تعزز أمن إمدادات الطاقة لتركيا وتقلل الاعتماد على روسيا.
تقليل الاعتماد على روسيا
خلال أربع سنوات من الحرب، سمحت أوكرانيا بمرور الغاز الروسي عبر أراضيها، ما وفر لها إيرادات تصل إلى مليار دولار سنويًا. ومع انتهاء الاتفاقية في ديسمبر 2024، رفضت كييف تجديدها، ما أدى إلى تعطيل أحد أهم مسارات تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.
يشكل نقل الغاز التركماني إلى تركيا وأوروبا عبر إيران خطوة رئيسية نحو تعزيز أمن الإمدادات وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، وهو ما يمنح تركيا موقعًا أكثر أهمية في سوق الطاقة الإقليمي.

ممرات طاقة جديدة
بفضل موقعها الجغرافي واستراتيجياتها في مجال الطاقة، تلعب تركيا دورًا محوريًا كجسر بين الشرق والغرب في محور البحر الأسود وشرق المتوسط. ومن المتوقع أن يصل ما بين 1.5 و2 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنويًا إلى تركيا عبر إيران اعتبارًا من عام 2025.
بهذه الخطوة، تصبح تركيا واحدة من الدول القليلة التي تستورد الغاز عبر خطوط الأنابيب من أربع دول مختلفة:
- روسيا (عبر خطي السيل الأزرق والسيل التركي)
- أذربيجان (عبر خط أنابيب تاناب)
- إيران (عبر خط تبريز-أنقرة)
- تركمانستان (عبر إيران، بدءًا من 2025)
تنويع مصادر الطاقة وتأثيرها على أوروبا
تسهم استثمارات تركيا في الغاز الطبيعي المسال، والطاقة المتجددة، إضافةً إلى تشغيل محطة أكويو النووية قريبًا، في تعزيز أمن الطاقة وزيادة القدرة على تصدير الغاز إلى أوروبا. ويشير الخبراء إلى أن الغاز التركماني قد يمنح أوروبا قوة تفاوضية أكبر، إذ يتيح لها تأمين أسعار أكثر تنافسية حتى في حال استئناف روسيا تصدير الغاز إليها.
ديناميكيات السوق والسيناريوهات المستقبلية
يُعزز تحرير سوق الغاز في تركيا وزيادة قدرات التخزين هدفها في أن تصبح مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة. كما أن زيادة الإمدادات تساهم في استقرار الأسعار المحلية، بينما تظل التطورات الجيوسياسية واتجاهات الطاقة العالمية عوامل رئيسية مؤثرة في الأسعار. ومن خلال سياستها في مجال الطاقة، تساعد تركيا في تنويع مصادر الغاز الأوروبي، وتوفر مسارات بديلة لمواجهة الهيمنة الروسية على الأسواق.