هل ستواصل أسعار الذهب في الارتفاع وتحطيم الأرقام القياسية؟

هل ستواصل أسعار الذهب في الارتفاع / تواصل أسعار الذهب ارتفاعها مدفوعة بحالة عدم اليقين الجيوسياسي، وعمليات الشراء من قبل الصين، والسياسات الداعمة للبنوك المركزية. اليوم، سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا عند 3,017 دولارًا للأونصة، محققًا مكاسب بنسبة 14٪ منذ بداية العام. ويتوقع الخبراء استمرار الاتجاه الصاعد للذهب.
ويشير الخبراء إلى أنه لا يوجد تطور يمكن أن يغير الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب، متوقعين استمرار الارتفاعات. كما أدت حالة عدم اليقين المتزايدة بسبب التغيرات في نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية إلى زيادة الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا. بالإضافة إلى ذلك، أدت التوترات السياسية والتجارية بين الدول إلى زيادة الطلب على الذهب.
لماذا ترتفع أسعار الذهب؟
من بين العوامل التي تدفع الأسعار للارتفاع، استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب، لا سيما البنك المركزي الصيني (PBoC)، حيث يعد هذا عاملاً رئيسيًا. كما يتوجه المستثمرون في الصين نحو الذهب بسبب حالة عدم اليقين في سوق العقارات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية، مثل الصراعات في الشرق الأوسط والعلاقات بين روسيا وأوكرانيا، تعزز المخاوف من ارتفاع التضخم في عام 2025، مما قد يزيد من الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.
تحطيم رقم قياسي جديد اليوم
في ظل هذه التطورات، واصل الذهب ارتفاعه منذ بداية العام، مسجلاً اليوم مستوى قياسيًا جديدًا عند 3,017 دولارًا للأونصة. وحقق الذهب مكاسب تفوق 14٪ منذ بداية العام.
ما العوامل التي أثرت في ارتفاع الأسعار؟
صرح شانت مانوكيان، مدير الأسواق الدولية في İş Yatırım، بأن وصول سعر أونصة الذهب إلى 3,000 دولار أمر مهم، لكنه شدد على أهمية العوامل التي دفعت السعر من 2,900 دولار إلى هذا المستوى رغم تأجيل الفيدرالي الأمريكي لخفض الفائدة وإمكانية تحقيق السلام في أوكرانيا.
وأوضح أن التباعد الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة في مجالات التجارة والسياسة والمالية يزداد حدة، مما يولد طلبًا متزايدًا من الصين على الذهب. كما أشار إلى أن المخاوف بشأن البيانات الجمركية أدت إلى تدفق الذهب من لندن إلى نيويورك، وهو ما دعم الأسعار.
وتوقع مانوكيان أن يصل سعر الذهب إلى 3,030 – 3,040 دولارًا، مع إمكانية بلوغ الهدف الرئيسي عند 3,200 دولار.
هل ستزيد احتياطيات الصين من الذهب على المدى الطويل؟
أكد أوراز تشاي، استراتيجي الأسواق الدولية في Ak Yatırım، أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم ارتفاع أسعار الذهب. وأوضح أن عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية تلعب دورًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن احتياطيات الصين من الذهب بلغت 5.9٪ من إجمالي احتياطياتها في فبراير 2025، مقارنة بـ 3٪ في عام 2018، ومن المتوقع أن تستمر في الارتفاع.
كما أشار إلى أن تباطؤ بيانات التضخم في الولايات المتحدة قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة، مما يدعم أسعار الذهب. وتوقع أن يقوم الفيدرالي هذا العام بثلاثة تخفيضات في الفائدة بدلاً من اثنين.

التوقعات لعام 2025
تتم مراجعة توقعات البنوك الاستثمارية العالمية لأسعار الذهب نحو الأعلى، حيث ارتفع المعدن الثمين بنسبة 13.7٪ منذ بداية العام. ورغم بعض عمليات جني الأرباح، فإن الاتجاه الصعودي للذهب يُتوقع أن يستمر خلال 2025، بعد تحقيق مكاسب بنسبة 13٪ في 2023 و27٪ في 2024.
مخاوف الركود التضخمي تدعم أسعار الذهب
صرح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في Oanda، بأن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب ناتج عن مخاوف الركود التضخمي. وأوضح أن مؤشر ثقة المستهلك بجامعة ميشيغان جاء أقل من المتوقع، مما زاد من التوقعات التضخمية على المدى القصير. ونتيجة لذلك، يمكن أن تستمر أسعار الذهب في التحرك بين 3,016 و3,030 دولارًا للأونصة في المستقبل القريب.
المصدر: تركيا عاجل