بكلمات وصفت بالتاريخية.. أردوغان يعلن بدء نهاية الإرهاب في تركيا بعد 47 عاماً من النزيف

بكلمات وصفت بالتاريخية.. أردوغان يعلن بدء نهاية الإرهاب في تركيا بعد 47 عاماً من النزيف
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن الرئيس رجب طيب أردوغان ألقى خطاباً وصف بالتاريخي خلال افتتاح معسكر كيزيلجاهامام لحزب العدالة والتنمية، أعلن فيه عن دخول كابوس الإرهاب المستمر منذ 47 عاماً في تركيا، مرحلة النهاية، مؤكداً أن “كل من يعيش على تراب هذه البلاد، تركياً كان أو كردياً أو عربياً، قد خرج رابحاً”.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد جاء ذلك عقب إعلان تنظيم “بي كي كي” عن بدء عملية تسليم السلاح رسمياً، من خلال مراسم رمزية أُقيمت يوم أمس، تم فيها حرق الأسلحة كإشارة على دخول تركيا مرحلة “ما بعد الإرهاب”، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ البلاد.

أبرز ما جاء في خطاب أردوغان:
بداية تاريخية جديدة: أردوغان أكد أن “البارحة كانت بداية النهاية لكابوس الإرهاب الذي استمر 47 عاماً، واليوم هو فجر جديد لقرن تركيا”، مضيفاً: “الدموع انتهت، وبدأت صفحة الأمل”.
شراكة وطنية تاريخية: الرئيس التركي شدد على أن الدولة لن تسمح بأي شكل من أشكال المساومة على كرامتها، موضحاً أن مشروع “تركيا بلا إرهاب” ليس صفقة، بل خطة قومية محكمة تستهدف تحقيق السلام الدائم.
الدماء لن تُهدر بعد اليوم: أشار أردوغان إلى أن دماء 10 آلاف شهيد، بين جنود ومدنيين، لن تذهب سدى، مشيراً إلى أن تركيا دفعت ثمناً باهظاً بسبب الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي، كسياسات “التطهير القسري والقرى المحروقة”.
تحالف سياسي عابر للأحزاب: أعلن أردوغان عن تشكيل لجنة برلمانية تضم ممثلين من حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب “ديم”، وذلك من أجل تثبيت مسار السلام وضمان استمراريته.
انتهاء تجارة الإرهاب: أردوغان أشار إلى أن قطاع الإرهاب، الذي اعتاش عليه الكثيرون من الداخل والخارج، قد بدأ يتفكك، مؤكداً أن من اعتادوا استغلال النزاعات سيبقون دون غطاء سياسي أو اجتماعي.
رسالة إلى الداخل والخارج: قال أردوغان: “نحن نمدّ يد السلام لمن يسعى إليه. أبوابنا مفتوحة لكل من يريد طريق الخلاص. تركيا أقوى اليوم، وأكثر أمناً، والأمهات لن يودّعن أبناءهن بعد اليوم”.
موقف إنساني إقليمي: لم تقتصر الرسائل على الداخل التركي فقط، بل أكد الرئيس أن مصير كرد العراق وسوريا “يهمنا كما يهم مصير إخواننا داخل الوطن”، في إشارة إلى سياسة شاملة تتجاوز الحدود.
مشاهد مؤثرة وتفاعل واسع:
خيمت أجواء عاطفية كبيرة على قاعة المؤتمر، حيث بُكي على الشهداء، وذُكر المستشار الرئاسي الراحل “يييت بولوت” بدعوات الفاتحة.
كما تم تسليط الضوء على الذكرى الثلاثين لمجزرة “سربرنيتسا”، حيث أكد أردوغان وقوف تركيا الثابت إلى جانب مسلمي البوسنة.
وأشاد أردوغان بالموقف الرسمي لإقليم كردستان العراق الداعم للعملية، ووجه شكره العلني لقياداته.
“كل فرد من شعبنا يجب أن يحتفل بهذا اليوم”
دعا أردوغان الشعب للاحتفال بهذا التحول التاريخي، قائلاً: “تركيا أقوى، وأشرف، وأكثر أملاً من أي وقت مضى. وقد سقط جدار الإرهاب أخيرًا”.
“سنتعاون مع أحزاب المعارضة أيضًا”
أعلن أردوغان تشكيل لجنة في البرلمان، تضم ممثلين عن حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، وحزب “ديم”، لمواصلة تطوير هذا المسار التاريخي، مؤكدًا:
“كرد العراق وسوريا إخوتنا أيضاً، ونعمل معهم لإنهاء هذا الملف. سنستخدم مواردنا للتنمية لا للقتال”.
رسالة الختام: نمدّ أيدينا لكل من يبحث عن حل
أنهى أردوغان خطابه قائلاً:
“من يأخذ خطوة نحو السلام، نُسهّل له الطريق، ومن يبحث عن مخرج نفتح له الباب. لن تعاني الأمهات مجددًا من فقدان أبنائهن، وأبناؤنا سيبقون بيننا. سنراقب عن كثب عملية تسليم السلاح. رحم الله شهداءنا، وحمى هذا الوطن”.
المصدر: تركيا عاجل