توقيع خطة عمل مشتركة بين تركيا وسوريا.. إليكم تفاصيلها

توقيع خطة عمل مشتركة بين تركيا وسوريا
في خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين أنقرة ودمشق، وقع وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي مع وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري أمجد بدر “خطة عمل مشتركة في مجال الزراعة”، وذلك خلال زيارة رسمية أجراها يوماقلي إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال الوزير التركي في كلمته خلال مراسم التوقيع: “إن بيان النوايا الذي سنوقعه اليوم بشأن تعزيز تعاوننا الزراعي، سيكون إعلاناً قوياً عن إرادتنا المشتركة في المضي قدماً بهذا التعاون.”
لقاء رسمي في دمشق
وأوضح يوماقلي أن اللقاءات الأخيرة بين وزارتي الزراعة في البلدين أسهمت في تحديد إطار أوضح للتعاون، مشيراً إلى أن تحويل هذا التعاون إلى خطة عمل ملموسة يعد خطوة بالغة الأهمية.
كما أكد أن لجنة التعاون المشترك، التي تقرر تأسيسها خلال “ورشة عمل الدبلوماسية الزراعية” التي عُقدت في تركيا بتاريخ 21 نيسان/أبريل 2025، ستلعب دوراً محورياً في تنفيذ خطة العمل.
وأعرب الوزير التركي عن سروره بوجوده في دمشق ولقائه نظيره السوري، مقدماً شكره على حسن الاستقبال، ومؤكداً ارتياحه لتشكيل حكومة جديدة في سوريا بعد 8 كانون الأول/ديسمبر، وانخراطها السريع في العمل التنفيذي. وأضاف: “انتخابات مجلس الشعب ستكون محطة مهمة في دفع العملية السياسية بشكل شامل، وسنكون سعداء أيضاً برؤية أشقائنا التركمان في البرلمان السوري.”
دعم تركي للبنية التحتية الزراعية في سوريا
وأشار يوماقلي إلى أن 13 عاماً من الحرب أدت إلى تدمير البنية التحتية الزراعية والمائية في سوريا، فضلاً عن موجات النزوح والخسائر في الإنتاج، وهو ما أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي.
واستعرض الجهود التركية في هذا المجال قائلاً:
“قمنا عبر كوادرنا ومعداتنا من هيئة المياه الحكومية التركية (DSİ) بتأمين مياه شرب نظيفة تكفي 1.2 مليون شخص. كما أنشأنا مديريات فرعية، مسالخ، أسواق مواشٍ، مراكز للشتلات والفواكه، ومرافق لتربية النحل. وأرسلنا أسمدة، أدوية، بذور، شتلات، لقاحات، أعلاف، أقراط أذن للماشية، وآلات زراعية.”
وأضاف أن المختبرات المعتمدة في دمشق ستخضع لعمليات تحديث تقني، وكذلك مختبر تسجيل واعتماد البذور في حلب. كما أعلن استعداد تركيا لبناء بيت زجاجي (صوبة زراعية) بمساحة 50 ألف متر مربع في المكان الذي ستحدده السلطات السورية.
رؤية استراتيجية للتعاون الزراعي
وشدد يوماقلي على أن الحوار والتعاون بين البلدين في المجال الزراعي أصبح أكثر رسوخاً، مشيراً إلى أن الاجتماعات الفنية والرفيعة المستوى السابقة أسهمت في هذا المسار. وقال:
“نحن في تركيا نولي أهمية كبيرة لإحياء القطاع الزراعي في سوريا، لأنه لا يتعلق فقط بتأمين الغذاء، بل يعد أيضاً ركيزة للتنمية الريفية والاستقرار الاقتصادي.”
وأكد أن التعاون الزراعي بين تركيا وسوريا سيعود بالنفع المباشر على المزارعين والمجتمعات الريفية في كلا البلدين، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار اللقاءات المنتظمة والعمل المشترك مع كل من المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية السورية.
تصريحات الوزير السوري
من جانبه، شدد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري أمجد بدر على أهمية تسهيل الإجراءات الجمركية وتشجيع الاستثمارات الخاصة بين البلدين، قائلاً:
“عملية الاستثمارات الخاصة بين تركيا وسوريا قد بدأت فعلياً.”
وكشف بدر أن الفترة المقبلة ستشهد توقيع بروتوكول نوايا بين الجانبين، يعقبه لاحقاً اتفاق دولي شامل يراعي مصالح الطرفين.