تركيا لن تقبل بأقل من السيطرة الكاملة على المنطقة الآمنة بسوريا
تركيا لن تقبل بأقل من السيطرة الكاملة على المنطقة الآمنة بسوريا
توقع المحلل السياسي التركي رسول طوسون، أن يحاول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إقناع وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان، بضرورة الإسراع في الانسحاب من سوريا وإنشاء المنطقة الآمنة، وتركها تحت السيطرة التركية.
جاء ذلك تعليقًا على اللقاء المرتقب بين أكار وشاناهان على هامش اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقال طوسون إن أنقرة مصممة على إقامة المنطقة الآمنة، “وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالانسحاب الأمريكي، لكن المشكلة في أن الولايات المتحدة تخلف وعودها دائماً”.
وأشار إلى أن اللقاء سيخدم المصالح التركية “وربما ينجح أقار في إقناع الجانب الأمريكي بضرورة التسريع بالانسحاب، كما أثر الرئيس التركي على نظيره الأمريكي بقرار الانسحاب سابقاً”.
وقال المحلل إن تركيا ليست حليفاً عادياً في حلف الناتو، “ولن تقبل بأقل من السيطرة الكاملة على المنطقة الآمنة، على أن تكون خالية من التنظيمات الإرهابية”.
وبخصوص الوجود الفرنسي في الشمال السوري، يقول طوسون إنه متوقف على الوجود الأمريكي في المنطقة، “نظراً لعدم وجود أيّة قاعدة عسكرية لفرنسا هناك”.
وحسب تقرير لقناة “TRT عربي” الحكومية في تركيا، فإن لدى الولايات المتحدة حوالي 2000 جندي في سوريا، وتقول واشنطن إنهم “يقومون، في الأساس، بتدريب قوات لمحاربة تنظيم داعش”.
وذكر التقرير أن القوات الأمريكية بدأت عملياتها البرية في سوريا أواخر عام 2015؛ حيث وصل عدد من عناصر الوحدات الخاصة إلى مناطق في شرق وشمال البلاد.
وازداد عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي في سوريا اعتباراً من 2016 ليصل رسمياً إلى 2000 جندي يتمركزون في قواعد عسكرية بمناطق شرق وشمال البلاد، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
في السياق ذاته، فإن عدد الجنود الفرنسيين شمالي سوريا يبلغ نحو 200 عنصر، يتمركز معظمهم في قواعد تشرف عليها وتحميها قوات أمريكية، حيث يعتمد وجودهم عليها.
وعلى الرغم من أن باريس كانت قد عبرت عن عزمها دعم تنظيم YPG الإرهابي إلا أن القوات الفرنسية لا تمتلك الإمكانات التي تؤهلها لتقديم هذا الدعم؛ إذ ينقسم الجنود الفرنسيون البالغ عددهم نحو 200 عنصر، إلى وحدات مدفعية، وخبراء تقنيين، وقوات خاصة، ويتوزّعون على 9 نقاط شرقي سوريا.
ومؤخراً، ساهمت وحدات المدفعية الفرنسية في المعركة ضد آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في محافظة دير الزور، شرقي سوريا؛ حيث أسهم القصف المدفعي في بسط سيطرة تنظيم YPG الإرهابي على مدينة هجين المعقل الرئيس لداعش.
ووسط إعراب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه لقرار نظيره الأمريكي دونالد ترمب سحب قواته من سوريا، يبرز تساؤل حول مصير الوجود الفرنسي شمالي سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يناقشه وزير الدفاع التركي مع وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة في اجتماع الناتو.
المصدر: ترك برس