في خطوة مفاجئة.. ليبيا تبرم اتفاقات نفطية مع بريطانيا وتربك حسابات تركيا في شرق المتوسط

في خطوة مفاجئة.. ليبيا تبرم اتفاقات نفطية مع بريطانيا وتربك حسابات تركيا في شرق المتوسط
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن ليبيا وقّعت بشكل مفاجئ اتفاقيات شراكة استراتيجية في مجال الطاقة مع شركتي BP وShell البريطانيتين، في وقت كانت تركيا تستعد لإطلاق عمليات تنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط في الأراضي الليبية، مما يشير إلى تصاعد التنافس الجيوسياسي في شرق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن شركة BP البريطانية تعتزم إعادة فتح مكتبها في العاصمة الليبية طرابلس خلال الربع الأخير من عام 2025، في إطار مذكرة تفاهم موقعة مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية (NOC). وستركّز الشركة على استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات في حقلي “مسلة” و”السرير”، إضافة إلى عدد من مناطق التنقيب المجاورة.
ولم تكتف BP بذلك، بل ستقوم أيضاً بدراسة الاحتياطيات “غير التقليدية” من النفط والغاز في مناطق متعددة داخل ليبيا، بما في ذلك الهيدروكربونات المحصورة داخل الصخور.
Shell تدخل المشهد الليبي بقوة
وفي تطور موازٍ، وقّعت المؤسسة الوطنية للنفط اتفاقية تعاون جديدة مع شركة Shell، تقوم بموجبها الأخيرة بإجراء دراسات فنية واقتصادية في حقل “عتشان” النفطي ومناطق إنتاجية أخرى، وذلك في إطار خطة لإعادة تنشيط الاستثمارات المتعثرة في قطاع الطاقة الليبي منذ أكثر من عقد.

من الفوضى إلى الشراكات الدولية: ليبيا تستعيد اهتمام عمالقة الطاقة
منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، شهدت ليبيا حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، ما أدى إلى تجميد العديد من مشاريع الطاقة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات حثيثة من الحكومة الليبية لاستعادة الاستقرار وجذب الاستثمارات مجدداً.
وكانت BP قد دخلت السوق الليبية في عام 2007 من خلال اتفاقيات استكشاف وإنتاج في مناطق برية (A وB) وبحرية (C) بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط، إلا أن هذه الأنشطة توقفت في عام 2011 مع اندلاع الحرب الأهلية، قبل أن تُرفع قرارات التجميد في عام 2023 بعد تحسن الأوضاع الأمنية.
كما قامت شركة Eni الإيطالية في عام 2022 بالاستحواذ على 42.5% من حصة BP في ليبيا وتولت تشغيل المشروع، فيما احتفظت BP بالنسبة ذاتها، بينما استحوذت الهيئة الليبية للاستثمار على الحصة المتبقية البالغة 15%.
هل تتأثر خطط تركيا في ليبيا؟
تركيا كانت تخطط لتوسيع تعاونها مع ليبيا في مجالي الغاز الطبيعي والنفط، وكانت تستعد لإطلاق مشاريع تنقيب مشتركة، إلا أن الاتفاقيات الجديدة مع عمالقة الطاقة الغربيين قد تضع أنقرة أمام تحديات جديدة وتخلق مناخاً أكثر تنافسية في “البلد الشقيق”. عودة شركات مثل BP، Shell، Eni، OMV وRepsol إلى السوق الليبية تؤكد أن ليبيا ستصبح مجدداً ساحة مركزية في صراع النفوذ على مصادر الطاقة في المنطقة.
المصدر: تركيا عاجل