الذهب يلامس 5 آلاف ليرة.. هل الوقت مناسب لشراء الذهب؟

شهدت أسواق الذهب في تركيا والعالم خلال الأسابيع الأخيرة موجة ارتفاعات غير مسبوقة، دفعتها التوترات الجيوسياسية وقرارات الفائدة إلى مستويات قياسية تاريخية. ومع اقتراب سعر غرام الذهب من حاجز 5.000 ليرة، يزداد الجدل بين المستثمرين حول ما إذا كان الوقت مناسباً للبيع أم للشراء.

قمم تاريخية جديدة

سجل غرام الذهب 4.910 ليرات محققاً أعلى مستوى في تاريخ الجمهورية، بينما لامست الأونصة مستوى 3.640 دولاراً، وهو أعلى سعر منذ 45 عاماً. هذه القفزة القوية جاءت مدفوعة بحالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي والاضطرابات السياسية والإقليمية، ما عزز مكانة الذهب كملاذ آمن.

انعكاسات خفض الفائدة

المحلل المالي إسلام ميش أوضح أن خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس كان متوقعاً من الأسواق، مضيفاً أن القرار جاء متماشياً مع التوقعات ولم يُحدث صدمة إضافية. وبيّن أن هذه الخطوة ستؤدي إلى خفض تكاليف القروض، وقد تنعكس أيضاً على تراجع فوائد الودائع، الأمر الذي يسهل وصول الأفراد والشركات إلى التمويل.

هل يستمر الاتجاه الصاعد؟

بحسب ميش، قد نشهد عمليات جني أرباح قصيرة الأجل بعد الارتفاعات السريعة، إلا أن الاتجاه الصاعد يبقى قائماً إذا حافظت الأونصة على مستويات الدعم بين 3.500 – 3.580 دولار، والغرام على 4.800 ليرة. وتوقع أن يستمر هذا المسار حتى شهر نوفمبر في حال ثبات هذه المستويات.

الفيدرالي الأمريكي في الواجهة

الأنظار تتجه أيضاً إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب الأسبوع المقبل، والذي سيكون حاسماً لمستقبل أسعار الذهب. ويرى ميش أن الفيدرالي قد يقدم على ما لا يقل عن 5 تخفيضات للفائدة حتى عام 2026، وهو ما سيمنح الذهب دعماً إضافياً. وفي هذا السياق، برزت مستويات 3.680 و3.750 دولار كمقاومات حرجة أمام الأونصة، بينما أصبح الطريق مفتوحاً أمام الغرام لتجاوز 5.000 ليرة.

ما بعد حاجز 5 آلاف ليرة

التوقعات تشير إلى أن غرام الذهب قد يلامس مستوى 6.000 ليرة بنهاية العام إذا استمرت التطورات الجيوسياسية في الضغط على الأسواق. وعلى المدى القصير، تتم مراقبة مستويات 5.350 و5.450 ليرة كمحطات رئيسية في مسار الأسعار.

نصائح للمستثمرين

من لا يملك حاجة عاجلة للسيولة يُفضل أن يحافظ على مراكزه.

من تأخر في شراء الذهب قد يجد في فترات جني الأرباح فرصة مناسبة للدخول.

على المدى الطويل، تبقى المخاطر الجيوسياسية وتوجهات البنوك المركزية نحو خفض الفائدة عوامل داعمة لاستمرار قوة الذهب.

بهذا، يبقى الذهب أحد أكثر الأصول إثارة لاهتمام المستثمرين، بين من يترقب مزيداً من المكاسب ومن يتوجس من احتمالات جني الأرباح المفاجئة.