تعتبر الأفاعي من أكثر الكائنات الحية التي يهابها الانسان، ولا ينطبق هذا على الإنسان القديم فحسب، فما تزال الأفعى تثير اهتمام إنسان هذا العصر.
فالكثير من الملاحم البطولية مُستمرة عبر الزمان يشهدها عالم الأفاعي من أجل البقاء.
جُل هذه الملاحم والمعارك يبقى غائباً عن أعيننا ويحدُث في الخفاء في مكانٍ ما من هذا العالم فالجوع وغريزة الحفاظ على الحياة شريكان لا يتجمعان الا على الشر.
وتتغذى الأفاعي على كثير من الكائنات الحية، فعندما تصطاد الأفعى ضحيَّة ما تبتلعها كاملة، ثم تهضمها ببُطءٍ داخل جسمها.
وسواء أكانت الأفعى تقتل الفريسة من خلال سمها القاتل أو بالضغط عليها فإن جميع الأنواع تقدم على أكل الفريسة كاملةً، ولكن السؤال المحير هنا هل تموت الأفعى إذا لدغتها أفعى أخرى؟
تطورت الثعابين لتكون محصنة ضد السم من نوعها، لأن لدغات الشريك أو المنافس شائعة.
ومع ذلك، من الصعب تخيل أن الثعابين من أنواع مختلفة غالبًا ما تعض بعضها البعض.
هذا هو السبب في أن هذه الحيوانات لم يكن لديها فرصة لتطوير مناعة ضد سم الأنواع الأخرى (وهناك أيضًا الكثير منها).
فمن المهم أن نلاحظ أن السم الذي حقنته أفعى مع لدغة وسمية الضحية التي لدغها ثعبان هما شيآن مختلفان.
حيث في الحالة الأولى، يكون الحيوان محصنًا ضد السم من نوعه، وفي المثال الثاني يتعلق الأمر بخصائص الجهاز الهضمي للثعبان.
وقد وجد العلماء أن معدة معظم الثعابين تنتج مواد كيميائية تعمل على تكسير سم الأفعى بسرعة كبيرة.
وبالتالي، يمكن للحيوان أن يتعامل بسرعة مع الفريسة المسمومة التي أكلها للتو.
فإذا كنت قد شاهدت الثعابين من قبل، فمن المحتمل أنك تعلم أنه إذا قام حيوان بحقن سم في فأر، يمكن لثعبان آخر بسهولة أن يأخذ فريسته ويأكلها ولا يموت!
فإذا عض ثعبان سام من قبل ثعبان سام آخر من نفس النوع (على سبيل المثال، أثناء القـ.ـتـ.ـال أو التزاوج)، فلن يتضرر.
ولكن مع ذلك، إذا عضها ثعبان من نوع آخر فمن المحتمل أن تموت!
وفي خاتمة المقال يبدو أن الأفاعي فعلا لن تترك مكان للضعفاء فهي ربما تقتل بعضها البعض..
قد يهمك: هل تلد العقارب من ظهورها؟ إليك الحقيقة من الخبراء وردهم على الأخبار المضللة
منذ سنوات تجتاح مختلف مواقع التواصل الاجتماعي معلومات موثقة بفيديوهات تتضمن أن العقارب لا تلد بل ينفجر ظهرها لتخرج صغارها وتقتات على أمها حتى تقضي عليها.
إلا أن هذا الادعاء خاطئ تماماً ولا علاقة له بجوهر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد كل البعد عن طريقة ولادة العقرب أو سلوكياتها.
وتبدو في المنشورات، صوراً كانت أم مقاطع فيديو، عقارب وعلى ظهرها صغارها التي يطلق عليها اسم “الفصاعل”.
وعلّق مشاركو المنشورات بالقول “هل تعلم أن العقرب لا تلد ولكن ينفجر ظهرها وتخرج صغارها خلال فترة يومين وتتغذى على الأم خلال فترة ثلاثة أيام”.
وتجتاح هذه المنشورات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2015 وبلغات عدّة حاصدة آلاف التفاعلات.
إلا أن الادعاء لا أساس له علمياً ولا يمتّ بصلة إلى طريقة إنجاب العقارب أو سلوكياتها.
في حديث مع وكالة فرانس برس، عرض الاختصاصي الفرنسي في علم الحشرات والعنكبوتيات، إريك ييتييه، الحقائق العلميّة وراء ولادة العقرب وسلوكياته.
وقال العالم، وهو أيضاً صاحب كتاب “عقارب العالم” (Scorpions du monde)، إن “صغار العقرب تفقس من بيوضها ما إن تضعها الأنثى وتتسلّق ظهرها مباشرةً”، وهذا ما يبرّر وجود الصغار في الصورة على ظهر أمّها.
وشرح إريك ييتييه أن الولادة تتمّ عن طريق فتحة الأعضاء التناسليّة الموجودة تحت بطن الأمّ وليس بانفجار الظهر كما روّجت له المنشورات المضلّلة.
وتابع “تتسلّق الصغار ظهر الأم لتحمي نفسها من خطر الحيوانات المفترسة وتتركها متى يحين الوقت فتستكمل الأمّ حياتها”.
بتصفّح الإنترنت، يمكن العثور على مصادر عدّة تتحدّث عن افتراس العقارب لبعضها. لكنّ هذا السلوك لا تقوم به الصغار بل أنواع من العقارب البالغة.
وبحسب الباحث المغربي، طاهر سليماني، المتخصص في علم المفصليّات فإن “الصغار تترك ظهر أمّها اعتباراً من اليوم الثالث” وهي لا تقتات عليها البتّة.
ويؤيّد إريك ييتييه زميله بالقول “افتراس العقارب الصغار لبعضها أو لأنواع من جنسها أمرٌ نادر جداً، فهي تفترق ما إن تنزل عن ظهر أمّها…”.
المصدر: أ.ف.ب